فضيحة الفيفا: ألمانيا اشترت صوت السعودية لاستضافة مونديال 2006 بالأسلحة

كشفت تقارير صحفية أن ألمانيا أرسلت إلى السعودية شحنة قذائف صاروخية في مقابل الحصول على دعمها لاستضافة كأس العالم 2006 التي فازت بها إيطاليا.
وقالت صحفية الاندبندنت البريطانية إن هذه المزاعم هي الأحدث في سلسلة فضائح الفساد التي انفجرت في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، في أعقاب اعتقال سبعة من مسؤولي الفيفا في زيوريخ الأربعاء قبل الماضي، في إطار تحقيقات تقودها الولايات المتحدة.
تواصل فيه السلطات الأمريكية التحقيق في قضية فساد طالت مسؤولين بارزين في الفيفا وأدت إلى استقالة رئيس الاتحاد سيب بلاتر.
وكان المحققون الأمريكيون قد اتهموا الأسبوع الماضي 14 مسؤولا في الفيفا بارتكاب تهم الرشوة وغسل الأموال والابتزاز ومن بينهم بليزر.
وتتهم وزارة العدل الأمريكية هؤلاء بتلقي رشاوى وعمولات تقدر بنحو 150 مليون دولار أمريكي على مدار 24 عاما.
ووفقا لتقارير نشرتها صحيفة دي تسايت الألمانية، فإن حكومة المستشار جيرهارد شرودر – انذاك – رضخت لطلب الاتحاد الألماني لكرة القدم بإرسال أسلحة إلى المملكة العربية السعودية، في محاولة لتوجيه الدولة الشرق أوسطية حتى لا تدعم المغرب في السباق لاستضافة كأس العالم 2006 الذي جرى في 2000.
وزعمت الصحيفة الألمانية أن شركات ألمانية من بينها فولكس فاجن وباير، تعهدت برفع استثماراتها في تايلاند وكوريا الجنوبية، حيث استثمرت شركة دايملر 100 مليون يورو في شركة هيونداي الكورية الجنوبية.
هدف هنري
وزادت فضيحة الفساد في الفيفا سوءً، بعدما قال المدير التنفيذي للاتحاد الأيرلندي لكرة القدم جون ديلاني إن الاتحاد الدولي "الفيفا" دفع 5 ملايين يورو مقابل عدم قيام الاتحاد الذي يرأسه بمقاضاته بعد فوز فرنسا على أيرلندا بهدف من لمسة يد واضحة وتأهلها لكأس العالم عام 2010.
وقال ديلاني في مقابلة مع هيئة الإذعة الأيرلندية "لقد دفعوا أموالا للاتحاد لعدم اتخاذ أي إجراء قانوني ضد الفيفا".
وتابع "شعرنا وقتها بضرورة القيام بتحرك قانوني ضد الفيفا لعدم صعودنا لكأس العالم بسبب لمسة يد من تييري هنري".
وأضاف ديلاني "علاوة على ذلك فإن الطريقة التي تعامل بها بلاتر مع تلك الواقعة أظهرت أنه يسخر منا".
واستطرد "في ذلك اليوم وعندما أبلغته بما نفكر فيه توصلنا إلى اتفاق سريعا".
وكان هنري قد هيأ الكرة بيده خلال الوقت الإضافي ثم مرر الكرة لزميله ويليام جالاس أحرز منها هدفا متأخرا ضمن للفرنسيين التأهل لنهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا على حساب المنتخب الأيرلندي.
واجتاحت موجة غضب عارمة مشجعي الكرة في أيرلندا وخارجها لدرجة أن رئيس الفيفا السابق سيب بلاتر أكد ان الاتحاد الايرلندي طالبه بالحصول على مقعد إضافي ليصبح المنتخب رقم 33 في كأس العالم في جنوب أفريقيا.
وأكد بلاتر أن الطلب الأيرلندي جاء خلال اجتماع سري عقده مسؤولون كبار من الفيفا لمناقشة إمكانية إعادة المباراة.
وانتقد ديلاني بلاتر - الذي استقال بعد أربعة أيام من فوزه بفترة خامسة - بشكل عنيف وقتها بسبب ما وصفه "بقلة احترام بلاتر".
جنوب أفريقيا
كما استفحلت الفضيحة، مع اقرار تشاك بليزر العضو السابق في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم بأنه تلقى وأعضاء بالفيفا رشاوى تتعلق بملفات استضافة بطولة كأس العالم 2010 التي فازت بها جنوب افريقيا وبطولة كأس العالم 1998 التي نظمتها فرنسا.
وكشفت السلطات الأمريكية عن اعترافات بليزر التي جاءت في محضر جلسة استماع في نيويورك خلال محاكمته عام 2013.
وأقر بليزر آنذاك بارتكاب عشر تهم فساد مالي.
ووفقا لمحضر جلسة المحاكمة التي عقدت في نيويورك أقر بليزر بالتهم في إطار صفقة مع الادعاء العام.
وكان بليزر أحد أبرز الشخصيات في منطقة الكونكاكاف وعضوا في اللجنة التنفيذية للفيفا ما بين عامي 1997 و2013.
وقال بليزر في محضر الجلسة " منذ عام 2004 وحتى عام 2011 وافقت أنا وعدد من أعضاء اللجنة التنفيذية في الفيفا على قبول رشاوى خلال سباق الحصول على حق استضافة كأس العالم 2010 التي نظمتها جنوب افريقيا".
قال وزير الرياضة الجنوب أفريقي فيكيل مبولولا إن رئيس البلاد السابق ثابو مبيكي هو من اتخذ قرار دفع 10 ملايين دولار في 2010 .
لكن مبولولا قال إن المبلغ كان فوق الشبهات وقد صرف بهدف دعم رياضة كرة القدم في الشتات الأفريقي وفي الكاريبي.
يأتي ذلك في تطور جديد تم كشفه عن طريق خطاب كتبه رئيس اتحاد الكرة الجنوب افريقي داني جوردان وتسرب لصحيفة محلية.
ونقل عن جوردان تأكيده خصم المبلغ من مستحقات على الفيفا لبلاده عام 2008.
وكان الخطاب موقعا من جوردان وموجها إلى جيرومي فالك الامين العام للفيفا في ذلك الوقت.
وأشار إلى أنه في الوقت الذي قال فيه نائب وزير المالية إن الاموال ينبغي ان تدفع إلى الفيفا، وجه وزير الشؤون الخارجية ناكسوزانا دلاميني زوما بأن الأموال يجب أن توجه إلى "اللجنة المنظمة لكأس العالم 2010".
ويقول المحققون في الولايات المتحدة إن جوهانسبرغ دفعت مبالغ بشكل غير قانوني، بعد أن وعدت الحكومة بتقديم 10 ملايين دولار إلى جاك وارنر - الذي كان وقتها نائبا لرئيس الفيفا - مقابل أن تكون جنوب افريقيا أول دول افريقية تحصل على حق تنظيم كأس العالم.
وانكر مسؤولو جنوب افريقيا أن ذلك المبلغ كان على سبيل الرشوة.