طالب جيم بويس النائب السابق لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الجمعة، بالتحقيق في دفع الفيفا مبلغ خمسة ملايين يورو (5.6 ملايين دولار)، إلى الاتحاد الأيرلندي للعبة عقب خروج المنتخب الأيرلندي من تصفيات كأس العالم في 2009 إثر لمسة اليد الشهيرة للفرنسي تييري هنري. وقال بويس الذي كان نائبا لرئيس الفيفا لمدة أربعة أعوام انتهت قبل أسبوع، في تصريحات لوسائل الإعلام الانجليزية: "كيف يمكن لأي شخص أن يأذن بدفع خمسة ملايين مقابل وقف إجراءات قانونية". وأضاف: "إذا كان من سمح بذلك هو رئيس الفيفا دون معرفة اللجنة التنفيذية، فإن ذلك أمر يستحق البحث، إنني مندهش للغاية، لم أسمع عن شيء بهذه السخافة في حياتي". وأوضح: "إذا كان مبلغ الخمسة ملايين جرى دفعه بسبب لمسة اليد ولتفادي الإجراءات القانونية التي كانت محتملة، فإنني أتمنى إجراء تحقيق شامل في هذه القضية وفي أي حالات دفع أموال مشابهة". كذلك أبدى فولفجانج نيرسباخ رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم اندهاشه إزاء القضية التي ظهرت للنور الخميس، لتشكل أحدث تطورات أزمة الفيفا المنغمس في تحقيقات الفساد والضجة التي أثارها إعلان السويسري جوزيف بلاتر نيته في الاستقالة من رئاسة الفيفا. وقال نيرسباخ ، المنضم قبل أسبوع إلى اللجنة التنفيذية للفيفا، في تصريحات لتليفزيون "زد.دي.اف" الألماني: "لا أعرف ما يمكنه فعله مع هذا الحدث الأخير". وكشف جون ديلاني الرئيس التنفيذي للاتحاد الايرلندي الخميس عن قضية تلقي هذا المبلغ، معترفا بأنه كان جزءا من اتفاق لعدم قيام أيرلندا بمقاضاة الفيفا بعد خروجها من التصفيات بسبب هدف سجله ويليام جالاس للمنتخب الفرنسي في شباك أيرلندا بالدور الفاصل بعد لمسة يد واضحة من تييري هنري. وذكر الفيفا أن هذا التعويض دفع كقرض، استغل في بناء استاد أفيفا في دبلن، ولكنه جرى شطبه بعد إخفاق أيرلندا في التأهل لنهائيات كأس العالم 2014. وأوضح أنه: "أبرم اتفاقا مع الاتحاد الأيرلندي من أجل إنهاء أي ادعاءات ضد الفيفا". وتساءل نيرسباخ بشأن ضرورة دفع ذلك المبلغ، وأشار إلى أنه: "لم يسبق لمحكمة أن قضت لصالح أيرلندا". وذكر الاتحاد الايرلندي الخميس، أنه لم تكن هناك أي مخالفة بشأن المبلغ المدفوع، ولكن الأمر كان سريا لأنه التزم بالاتفاق مع الفيفا حول السرية كجزء من الصفقة. وأوضح: "التسوية جاءت بناء على مشورة قانونية قوية فيما يتعلق بالقضية ضد الفيفا، وكان اتفاقا مشروعا مكن الاتحاد من ضخ خمسة ملايين يورو في بناء استاد أفيفا، وقد انعكس ذلك بشكل كامل في بياناتنا المالية التي يجرى التدقيق فيها بشكل مستقل". وأضاف: "الاتحاد تقبل عرض تسوية الفيفا لتفادي إجراءات قانونية طويلة ومكلفة، وجرى شطب القرض نهائيا من قبل الفيفا في 2014"، وأكد الاتحاد الأيرلندي أن ذلك المبلغ المدفوع لم يمنعه من توجيه الانتقادات إلى جوزيف بلاتر. وأعلن بلاتر الثلاثاء الماضي نيته في الاستقالة بعد انتخابه الجمعة الماضي رئيسا للفيفا لفترة خامسة متفوقا في التصويت على الأمير الأردني علي بن الحسين خلال كونجرس الفيفا في زيوريخ. وكان سبعة مسؤولين بارزين، من بينهم نائب رئيس الفيفا جيفري ويب، قد اعتقلوا في زيوريخ قبل يومين فقط من الكونجرس، فيما يتعلق بتحقيقات تجريها السلطات الأمريكية في قضية فساد، كما وجهت اتهامات الفساد والكسب غير المشروع ل14 شخصا. كذلك تجري السلطات السويسرية تحقيقات منفصلة حول التصويت الذي منح روسيا وقطر حق استضافة بطولتي كأس العالم 2018 و2022، وقد اعترف تشاك بليزر مسؤول الفيفا السابق بأنه وآخرين تسلموا رشي قبل التصويت على منح فرنسا حق استضافة مونديال 1998 وكذلك منح جنوب أفريقيا استضافة مونديال 2010، طبقا لوثائق لدى محكمة أمريكية.