قالت مصادر ملاحية بمجلس إدارة هيئة قناة السويس، اليوم الثلاثاء، إن العمل قائم علي قدم وساق بشركة الترسانة البحرية في محافظة الإسكندرية، مضيفة أن هناك تنسيقًا بين الهيئة والشركة لإنجاز أعمال تطوير وتجهيز وإعداد اليخت الملكي التاريخي ''المحروسة''، للاستعانة بها في مراسم افتتاح القناة الجديدة في السادس من أغسطس المقبل. وأوضحت المصادر، أن احضار اليخت الملكي، إلى محافظة الإسماعيلية، قبل الموعد المحدد بأسبوع لتزينها وفقا للخطة الجمالية المعدة لذلك بالتنسيق مع التحالف العالمي الفائز بتنظيم الاحتفالية الدولية، مؤكدة إدخال تعديلات كثيرة عليها ليواكب التكنولوجيا البحرية المتقدمة. وأكدت المصادر، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، حرص خلال زيارته الأخيرة للإسكندرية على تفقد ''المحروسة''، مبديًا بعض التوجيهات والملاحظات لسرعة العمل وإنجاز أعمال التطوير في موعد اقصاه نهاية الشهر الجاري، استعدادًا لافتتاح قناة السويس الجديدة، لتشهد المحروسة عبر تاريخها سلسلة من الأحداث العالمية تضاف إلى سجلها المشرف، بداية من افتتاح القناة الأم في 1968. وأوضحت مصادر مطلعة بترسانة الإسكندرية مراحل تطوير اليخت، مؤكدةً أن اليخت عبارة عن 411 قدمًا للطول، و42 قدما للعرض، وتعد حمولته 3417 طنا، ويعمل بوقود فحم حجري، حيث أنه يعمل بنظام الطارات الجانبية بسرعه حوالي 16 عقدة في الساعة، وكان يزينه مدخنتان، بالإضافة إلى ثمانية مدافع من طراز أرمسترونج للحماية من أي إغارة بحرية. وأشارت المصادر الملاحية، إلى أن ''يخت المحروسة'' يعد أكبر يخت في العالم بعد يخت الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، وتولى شرف قيادته 40 قائدًا بحريًا، بداية من الأميرالاي فردريك بك، وتلاه عدد من أمراء البحار وآخرهم عقيد بحري أشرف سرور. ومن حيث التعديلات التي أجريت علي تصميم وشكل اليخت، لفتت المصادر، أنه في عام 1872 تم زيادة طول اليخت إلى 40 قدمًا، وفي عام 1894 تم تغيير الغلايات الخاصه به، وفي 1905 عدل الشكل الخارجي حيث تم نزع نظام الطارات الجانبية لتحل محلها نظام الرفاصات وزود بتوربينات بخارية حديثة، وفي عام 1912 زود بوسيله اتصال وهي التلغراف. أما في عام 1919 غير نظام الوقود من وقود الفحم إلى وقود المازوت وعليه تم إطالة هيكل اليخت 27 قدما من جهه المؤخرة بميناء بورت ثموث الإنجليزي، وفي 1949 تم تطوير وتعديل اليخت بالترسانة البحرية (انسالدو) بميناء ''لاسبيزا'' الإيطالي، وفي عام 1905 تم تعديل الشكل الخارجي وتطوير وسائل الدفع بترسانة إنجلترا، حيث تم نزع ''الطارات الجانبية'' لتحل محلها ''الرفاصات'' وزود بأحدث توربينات بخارية في العالم. وعُدل اسم اليخت رسميا من قبل الحكومة المصرية بعد عام 1952 الي اسم يخت ''الحرية''، إلا أنه لايزال يذكر من الناحية الواقعية والشعبية باسمة الملكي القديم وهو يخت ''المحروسة''، وفي عام 2000 أمر الرئيس الأسبق حسني مبارك باسترجاع اليخت إلى اسمه الأصلى اليخت (محروسه). وعن تاريخ اليخت، تؤكد المصادر أن محروسة هو اسم اليخت الملكي الذي غادر على متنه الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان مصر إبان ثورة يوليو 1952 إلى إيطاليا، ويعتبر من القصور العائمة نظرا لفخامتة الشديدة واحتوائه علي الكثير من الأشياء المصنوعة من الذهب الخالص (ملاعق - شوك - سكاكين - مقابض ) تم تغيير اسمه إلى يخت الحرية وقد أبحر به رؤساء مصر (جمال عبد الناصر - أنور السادات - حسني مبارك) ولكن أكثرهم إبحارا هو السادات، وشارك اليخت عام 1868 في نقل أمراء وملوك أوروبا لافتتاح قناة السويس، وكانت المحروسة هي أول سفينة تدخل المجري الملاحي. ونقل المحروسة الخديوي إسماعيل في عام 1879 للإقامة في إيطاليا بعد عزله، وأبحر اليخت من الإسكندرية إلى بورسعيد للاحتفال بإزاحة الستار عن تمثال ديليسبس فى عام 1899، وتم تركيب أول لاسلكي في العالم على ظهر المحروسة عام 1912، و أقل اليخت الملك فاروق وأسرته يوم 26 يوليو 1952 بعد تنازله عن العرش ليقيم في إيطاليا.