عند مرورك بجانبه لم تتوقع أن بداخل المكان الذي يتميز بالبساطة آثار إسلامية تعود يعود تاريخا لآلاف السنين.. وعند اجتيازك البوابة الرئيسية تجد أمامك معالم للحضارة دون حاجز "فقط محاطة بسور لا يتجاوز المترين"، تعلوها لافته متهالكة مدون عليها " مرحبا بك في سبيل على بك الكبير". يعد سبيل على بك الكبير الكائن بالجزيرة الوسطى بشارع الجلاء بمدينة طنطا من أهم الأماكن الأثرية التي تعود للعصور الإسلامية فبناه على بك الكبير، أحد ملوك مصر الحديثة التى أسسها محمد على في الفترة من 1183 – 1185 ه كوقف إسلامى. يتعرض السبيل إلى حاله من الإهمال من قبل مسئولي الآثار بالغربية خاصة بعد تعرضه للسرعة منذ أعوام ولم يتم استراجع الآثار المسروقة وتم إيقافه ونقل معظم القطع الأثرية الموجودة إلى متاحف أخرى. يقول" حمادة سعد" موظف بمكتبة السبيل، أن السيبل تعرض لأكثر من عملية نهب وسرقة حولته من مكان يكسوة الشبابيك النحاسية والزخرف والأثار من كل اتجاه إلى مكان يسكنه الحشرات وتملئه الأتربة والغبار، وأصبح مكانا خاويا من الزائرين، تحول من مكان أثري إلى مكان مرعب. مضيفا أن السبيل تم إنشائه كوقف فى مقابلة القبة الأحمدية لخدمة زوار مسجد العارف بالله السيد أحمد البدوي، فى موسم المولد الأحمدى الذى اشتهرت به طنطا وأصبح عيدا سنويا، وتم نقله إلى المدخل الجنوبى للمدينة ملحقا به حديقة متحفية لتوفير المياه للوافدين إلى المدينة من القاهرة والوجه القبلى، ويتكون من 3 أجزاء هى (الصهريج، وحجرة السبيل، والمكتبة). الصهريج: هو العنصر الأساسى من مكونات السبيل، مبنى فى تخوم الأرض ويستخدم لخزن المياه، وفوقه باقى أجزاء السبيل، والصهريج له ثلاث فتحات، الأولى لتزويده بالمياه كلما نفذت مياهه، والثانية لرفع المياة منه لأحواض الشرب، والثالثة للنزول إليه لتنظيفه. الجزء الثانى "حجرة السبيل" هى التى تقوم بدور الوسيط بين الجمهور والصهريج لمدهم بالمياه، لذا أبدع المعمار فى تجهيزها، فجعل بصدرها شاذروان لتبريد المياه ووضع على الشبابيك أحواض لمد الرواد بالمياه البارده، ووضع حوضا رخاميا أمام الشبابيك لوضع الكيزان عليها، أما الجزء الثالث من السبيل فمكون من المكتبه التى تحتوى على كتب غير موجود منها نسخ اخرى فى الدلتا وموسوعات غير موجوده فى مصر ترجع لألاف السنين منذ بداية بناء السبيل، انشأت المكتبه وكانت تسمى وقتها ب الكتاب. وأشار أن الطابق الثانى كان يشغل سقفت الردهة وحجرة التسبيل بالخشب مع البروز للخارج حماية للواجهه، وفرشت الأرضيات بالرخام وبعض البلاط الحجري بينما تضم الحديقة المتحفية 67 قطعة أثرية مكتملة تحمل 89 رقم أثر مسجل تتنوع بين بلاطات خزفية وأعمدة رخامية وجرانيتية وتيجان أيونية دائرية الشكل، وعدد من شواهد القبور الفارسية والتركية والعربية، وتضم الحديقة المتحفية حوض رخامي بالإضافة إلى مرآة مزخرفان بأشكال نباتيه وتلتف الزخرفة فيما يشبه الرداء، حوض آخر خالى من الزخارف ومرآة فمسلوبة ومزخرفة . كما يضم السبيا "فسقية" من الرخام مكونة من ست قطع مسلوبة بينهم أحواض دائرية، إلى جانب تكسية مدخل مزخرف عقدها بزخرفة نباتية والضلعان بشجرة السرو مكونة من ثلاثة أجزاء، وتضم الحديقة أيضا حوض رخامي مستطيل ومزخرف بزخارف أطباق الفاكهة في ثلاث مناطق منه، وعدد 2 مزراب “ أكورتاريا” على هيئة أسد فاغر فاه، و2 "تاج كورنثى" من الرخام مزخرف برسوم للنباتات بشكل هندسي بارز، وتركيبة قبر تنتهى بعمامة أعلاها عقد نصف دائرى مزخرفة بزهرية متماثلة، و6 أعمدة رخامية خالية من الزخارف بتيجان كورنثيه. الى جانب كل هذه القطع الاثرية يوجد شاهد قبر نقش عليه بالتركية ” آه لو باندى عفت ارا” ومؤرخ عام 1262 هجرية، وشاهد آخر نقش عليه بالتركية أيضا “جوشمدى أى معمكر” مؤرخ 1260 هجرية، إلى جانب شاهد قبر نقش عليه بالفارسيه “ مسكنم قيل ياخد لطفكيه ” مؤرخ 1237، وشاهد نقش عليه بالعربية ” ويعلم مابين أيديهم وما خلفهم“. وأكد "سعد" أن السبيل تعرض فى أحداث ثورة 25 يناير للهجوم وتكسير 7 قطع أثارية وسرقة 3 شبابيك من النحاس الخالص وتم حرق المكتبه وققدت كمبية كبيرة من الكتب لم يتم الاستدلال عليها حتى الأن، كما تم منذ أكثر من عام سرقة 3 قطع أثارية من الحديقة المتحفية (أعمدة رخامية وشاهدة قبور و ولم يتم استرجاعها حتى الأن ومن وقتها وتم نقل الأثار الموجوده فى السبيل ونقلها الى متحف رشيد وصدور قرار بإغلاقه ومنع الزيارات به، وبسبب ذلك تحول السبيل من مكان أثرى الى مكان لاستراحة حوالى 130 موظف به دون عمل، أصبحوا عبأ على الدولة، وأصبح السبيل مكان تسنكه الحشرات والعنكبوت.