لم تعد مصائب الرياضة التي ادت الى تدهورها وضعف قرارتها وانعدام مخرجاتها الإيجابية محصورة في طرف واحد حتى يمكن حصر المشكلة وعلاجها خلال مرحلة معينة وزمن محدد، انما جميع الاطراف اصبحت تهدم هذه الهواية (التي فيها من المكتسبات الشيء الكثير لو تمت إدارتها على الوجه الصحيح) وتقودها إلى وضع لا تحسد عليه ومكانة لاتليق بها وحقبة لا تتلاءم وما يقدمه ولاة الأمر من توجيهات ودعم يطمحون من خلاله إلى أن تنهض وتستعيد عافيتها وتكون واجهة من واجهات الوطن المشرفة على المستوى القاري والدولي. فالاتحاد الذي يمضي إلى عامه الثالث بعد الانتخابات يعاني من مشاكل لا حصر لها كالمريض الذي لم يجد الدواء لنفسه فكيف يوفره لغيره؟، ذهب وقته في خلافات وصراعات مع جمعيته العمومية واصدار البيان والمقابلات الفضائية ومحاولات التبرير والتملص من المسؤولية والضحك على الذقون بمواد وخطابات لاتسمن ولاتغني من ينشد التطوير من جوع والدليل مخاطباته مع (الفيفا) التي يُجزأ بعضها على طريقة (لا تقربوا الصلاة) من أجل أن يتظاهر بسلامة موقفه، وهذا انعكس على لجانه التي تعاني وهناً لم تعشه من قبل باستثناء لجنة او لجنتين نأت بنفسهما عن الاخطاء المؤثرة بعض الشيء ومن كثرة كوارث اللجان الأخرى التي يشيب لها الرأس صار الجميع يرى "الاحتراف" و"المسابقات" (غير مصدق) أنها الافضل والاكثر تعاملا مع الواقع بالعمل والقرارات. بقية اللجان التي تقودها الأمانة العامة تغيب نفسها او هي مغيبة عن العمل الايجابي والقرارات الحازمة، ومن شدة الفوضى التي يعيشها الاتحاد السعودي لكرة القدم لم يعرف المتابع من صاحب الكلمة، الجمعية العمومية التي لابد أن تصادق على جميع القرارات الاستراتيجية وتقيم عمل الاتحاد وتناقشه عن كل صغيرة وكبيرة، أم الاتحاد الذي يفترض أن يلتزم بالنظام وينفذ ماله وما عليه؟. حتى جزم الكثير بأن ما يفعله ماهو الا تسويفا واضاعة للوقت من أجل ألا يعتمد النظام الاساسي وتتعرض لجانه الضعيفة والاعضاء الأضعف إلى المساءلة والحل، وحتى نصادق على هذا الضعف جيدا فلنتابع الاحداث المفصلية والاتهامات التي تضرب في اعماق نزاهة هذا الاتحاد ولجانه والتهديدات والانذارات والتحذيرات التي يتعرض لها بين الوقت والآخر من اطراف تدعي أنها هي من اوصله وساهم في فوزه بالانتخابات وتحديدا الرئيس الذي اتضح عدم صموده امامها لذلك فهو يختار الهروب الى الامام وإذا ما استعصت عليه أي مشكلة وحاصره الاعلام والمتلقي بالاسئلة فليس امامه الا كلمة (لا تعليق) او فاجأتموني بهذا السؤال، وهذا يعكس أن ليس لديه القدرة على التحضير والتأهب للاحتمالات وعلاج المشاكل كافة والتعاطي مع الاعلام والوسط الرياضي في مختلف شرائحه بكل شفافية ووفق المعطيات الموجودة لا حسب (كيف نوجد الاعذار حتى نخرج من المشكلة). الأندية هي الأخرى جزء من المشكلة والشراكة في انفلات الاوضاع فهناك من اصبح يهيمن على المشهد بتصريحاته وتأثيراته وتدخلاته وتهديداته حتى شكل خطرا على اللجان والتحكيم لذلك ليس امام صاحب القرار الا محاولة تلبية مطالبة اتقاء لشره وتفاديا للسانه الطويل في الوقت الذي تئن اطراف اخرى من عدم الانصاف وغياب العدل فلا يلتفت لها حتى أصبحت كالطبقات الغنية والفقيرة. رئيس النادي يطالب بالعدل والنزاهة وقيام كل جهة بدورها وهو الذي شكل من حوله ثلة من المتعصبين الذين يٌطلق عليهم تجاوز اسم إعلاميين فيوجههم حسبما يريد، إن صرح انطلقوا خلفه بالتأييد (كالأطرش ليلة الزفة)، وإن مدح وافقوه ما يقول وإن صمت صمتوا بانتظار توجيهاته لاحقا فصار ينطبق على هذا الرئيس الذي يطالب بالعدل والشفافية.. (طبيب يداوي الناس وهو عليلُ). الانضباط والتحكيم جزء رئيسي من المشاكل التي تحدث، فالأولى لايمكن لها أن تصدر قرارات منصفة للمتضرر ورادعة للمخطئ، يقال إن القرارات تتخذ حسب التصويت وليس حسب المشكلة وضررها والتجاوزات وخطورتها ولائحة وأهمية تطبيقها، أن كان للنادي او اللاعب او الإداري ضلعا قويا حاولت الهروب وتفادي ردة الفعل بقرارات ضعيفة، وأن كان ضعيفا فعينها الحمراء تظهر، ولنا في التقرير والبيان الشهيرين (لاشيء يذكر) واحداث أخرى أشهرها قضية ال(cd)عبرة في فقدان الثقة بهذه اللجنة التي تم حلها العام الماضي وبقي الرئيس الذي هو محور المشكلة حسب تصريحات بعض رؤساء الاندية (كأنك يابو زيد ماغزيت). التحكيم.. لا شيء يذكر التحكيم لم يعد محل ثقة الجميع، وبين جولة وأخرى تظهر ملامحه المريبة وكل ما صرح الرئيس وادعى الشجاعة واصلاح الحال ووجود اسماء جديرة بتحمل المسؤولية ظهرت المساوئ أكثر، ومن يشاهد كوارث عبدالرحمن العمري ومحمد الهويش وشكري الحنفوش وعبدالرحمن السلطان وبقية الاسماء التي لا يعول عليها الا بالجري وندرة القرارات الصحيحة يكتشف أن عمر المهنا يغرد بتصريحاته لوحده وأن مرحلة البناء التي أزعج نفسه بترديدها حبر على ورق وأن تصريحاته ووعوده وارتداء ثوب الشجاعة ماهي الا لتمضية الكثير من الوقت على كرسي رئاسة اللجنة الضعيفة. الاعلام الرياضي خصوصا بعض البرامج والصحف المتخصصة لم يعد اعلاما وطنيا صادقا يشارك في البناء والتطوير والتنوير ولكنه اعلام مختطف من ثلة من المتعصبين تدعمهم اطراف حسب الميول والاهداف، والبعض سلم نفسه وولاءه لبعض رؤساء الأندية فهم يكتبون بيده ويتحدثون بلسانه ويخرجون بثوبه فصارت الاخبار والمقالات والظهور الفضائي لهذا الكاتب او ذلك الصحفي حسب التوجيه، أن مدح الرئيس مدحوا وأن هاجم هجموا معه على طريقة (مع الخيل ياشقراء). جل البرامج الرياضية حتى تكون لافتة للانظار تتعمد استضافة اقل الاعلاميين ادبا وحياداً من باب اضحاك الناس والصنع شوشرة وردة الفعل في الشارع الرياضي وليتهم استفادوا من الاعلامي العربي مصطفى الآغا الذي يقدم لنا عملا اعلاميا مميزا، فيه من الاثارة وما يحفز على المتابعة الشيء الكثير بعيدا عن الاساءات والسب والشتم، حتى جل المحللين والمقدمين انضموا الى اللعبة المكشوفة فصار المحلل والمقدم يتكلم عن حدث معين وينتقده من دون خوف لايمانه أن الطرف الذي ينتقده لن يهاجمه، ويصمت ويتجاهل الحدث الآخر لان طرفه صاحب اللسان الطويل. الجمهور هو الآخر ادت لغة الاحتقان التي يعيشها الشارع الرياضي وضعف القيادة على مستوى كرة القدم إلى تعاطيه مع الوضع المزعج بطريقته الخاصة والمزعجة عبر شبكات التواصل الاجتماعي من دون وعي ومراعاة للمصلحة الوطنية حتى تطور الأمر الى القذف والاتهامات والقطيعة بين بعض الاطراف بسبب مشجع متهور وتغريدة مسيئة لم تراع حرمات الناس وخصوصياتهم وضرورة التحلي بالأدب والاخلاق الإسلامية. أخيرا التعليق الرياضي تصاب بالحيرة وأنت تتابع بعض الاسماء، عندما يعلقون عبر قنوات غير التي تنقل المسابقات السعودية وتنقل بطولات أخرى تجدهم مميزين وراقين ولا تود أن تنتهي المباراة، اما عندما يعلقون على المباريات في الدوري السعودي والمسابقات الأخرى فينقلبون 180 درجة وجل تعليقهم صراخ وتهريج واطلاق القاب على بعض اللاعبين والاندية بانتظار تغريدة تطبل لهم ومقالا يحتفي بهم وجماهير تتغنى بهم. كل هذه العوامل السلبية اوجدها غياب المسؤول الحازم واللجان القوية وعدم التعاطي النظام الرياضي المتطور المعمول به في البلدان المتقدمة وإدارة اللعبة وفق الميول والعلاقات لا حسب المصلحة الوطنية التي تتطلب اضطلاع الجميع بمسؤولياتهم على أكمل وجه. خاتمة الكل يناشد بتطبيق النظام وإذا وجد ما يتعارض مع مطالبه فليس امامه الا المطالبة خلف الكواليس بنظام (حب الخشوم) او نظام (اللي تكسب به العب به) واحيانا نظام العين الحمراء الذي يؤتي ثماره مع اتحاد ضعيف ولجان فوضوية.