الانتماء الوطني يهزم صلة الرحم في مونديال قطر لليد

المنافسة هي المحرك الأساسي للرياضة ولكن أن تجد نفسك في مواجهة شقيقك فهو أمر يصعب التنبؤ بنتائجه.

هذا ما سيحدث مع الشقيقين إيجور وإيفان كراتشيتش، فالأول يلعب في منتخب كرواتيا والأخر في منتخب البوسنة ولكن ستجمعهما مباراة قد تكون مصيرية لطرف على حساب الأخر، عندما يلتقيان وجها لوجه غدا الجمعة في الجولة الأخيرة من مباريات المجموعة الثانية لبطولة كأس العالم لكرة اليد في قطر.

وتأهل المنتخب الكرواتي إلى دور الستة عشر منذ الجولة الثالثة ولكن منتخب البوسنة لا بديل أمامه سوى الفوز غدا بجانب هزيمة تونس أمام إيران في المباراة الأخرى بالمجموعة الثانية من أجل العبور إلى الدور التالي.

ولعل ما قد يخفف من روعة اللقاء أن مباراة تونس مع إيران ستبدأ في الخامسة مساء بتوقيت قطر بينما تنطلق مباراة البوسنة مع كرواتيا في السابعة من مساء الغد، وهذا يعني ان الفريق البوسني سيكون قد علم مصيره في البطولة، ففي حال فازت تونس أو تعادلت مع إيران فإن المنتخب البوسنة سيكون قد خرج رسميا من البطولة وتذهب حينها بطاقة التأهل إلى نسور قرطاج بينما في حال خسرت تونس فإن الفرصة ستكون الفرصة أمام البوسنة لمحاولة لفوز على كرواتيا والتأهل إلى دور الستة عشر.

ويمتلك منتخب البوسنة نقطتين فقط من ثلاثة هزائم وفوز وحيد، وتمتلك تونس ثلاث نقاط من هزيمتين وفوز وتعادل، ولكن في حال تساوى الفريقين في مجموع النقاط فإن الأفضلية ستكون لمنتخب تونس وذلك لتفوقه في المواجهة المباشرة التي جمعته مع البوسنة.

وبالتالي فإنه في حالت خسرت تونس أمام إيران غدا مع فوز المنتخب البوسني على كرواتيا، فإن هذا سيعني صعود البوسنة رسميا إلى دور الستة عشر بينما الهزيمة ستعني الانتقال إلى كأس الرئيس التي تضم المنتخبات أصحاب المركزين الخامس والسادس بالمجموعات الأربع.

ولكن بدون شك فإنه من المتوقع أن تكون المواجهة بين الشقيقين مثيرة غدا حيث سيسعى كل من إيجور وإيفان في حال مشاركتهما في المباراة، إلى بذل قصارى جهدهما من أجل تشريف المنتخب الذي ينتمي اليه كل منهما بصرف النظر عن مصير شقيقه في البطولة، حيث يتعلق الأمر بالانتماء الوطني وليس بمشاعر الأخوة.

وبكل تأكيد لن تكون المواجهة سهلة على الشقيقين خاصة وأنها الأولى بينهما على مستوى المنتخبات الوطنية، كما لن يكون الأمر هينا على عائلتهما التي ستكون حائرة حول هوية الفريق الذي ستشجعه، هل هو ذلك البوسنى الذي يضم الشقيق الأكبر إيفان أم المنتخب الكرواتي الذي يضم الشقيق الأصغر إيجور.

ولحسن حظ إيفان وإيجور أن شقيقهما الأصغر جوران كراتشيتش ابتعد عن كرة اليد وفضل احتراف كرة القدم، والا كان من الممكن أن يصبح الوضع أكثر تعقيدا.

ويحترف إيفان /30 عاما/ في صفوف ميتشكوف بريست البيلاروسي فيما يلعب إيجور /27 عاما/ في صفوف فاردار المقدوني، ولكن إيفان لم يسبق له الفوز على إيجور بينما فاز إيجور على شقيقه 10 مرات من قبل على مستوى الناديين.

وسيلتقي إيفان وإيجور مرة أخرى بعد أيام قليلة ولكنه هذه المرة على مستوى الأندية يوم الرابع من شباط/فبراير المقبل في بطولة جنوب شرق أوروبا.

وقال الشقيق الأصغر إيجور في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في الدوحة "أرى أن المواجهة أمام شقيقي ستكون صعبة خاصة وأنها الاولى لنا على مستوى المنتخبات الوطنية".

وأضاف "رغم صعوبة المباراة ولكني أشعر بالإثارة لمواجهة شقيقي في ملعب واحد ولكن بقميصين مختلفين في أهم بطولة لكرة اليد".

ولدى سؤاله حول أيهما أهم بالنسبة له الانتماء الوطني ام صلة الرحم، شدد إيجور ل(د.ب.أ) "أحب شقيقي للغاية ولكن وطني هو الأهم، أنا أمثل كرواتيا وسأكون على قدر المسؤولية".

وعن شعوره في حال تعرض شقيقه إيفان للإصابة خلال المباراة، أكد إيجور "سأشعر كما لو أنني أنا الذي تعرضت للإصابة، إنه شقيقي، أكثر شخص قريب مني".

ومن جانبه علق إيفان على مواجهته أمام شقيقه بالقول "ستكون مواجهة مهمة بالنسبة لنا، سنبذل قصارى جهدنا من أجل تحقيق الفوز".

وقال إيفان ل(د.ب.أ) "لقد اعتدنا على مواجهة بعضنا البعض لكن على مستوى الأندية، ولكن لم يسبق أن حدث ذلك في كأس العالم".

وأضاف "كل منا يمثل منتخبا مختلفا، وكلانا يسعى لقيادة بلاده للفوز، لا أشعر بأي شيء في الوقت الراهن حيال مواجهة شقيقي، ولكني اتمنى أن يكون الفوز حليفنا".

وأوضح "لسنا أول شقيقين يواجهان بعضهما البعض في منتخبين مختلفين، فقد حدث ذلك مع الأخوين جيروم وكيفين برنس بواتينج، فالأول يلعب في منتخب ألمانيا لكرة القدم والأخر في منتخب غانا، ولم تحدث مشكلة على مستوى علاقتهما عندما التقيا في كأس العالم".

وعن شعور عائلتهما حيال تلك المواجهة، أكد إيفان أن عائلته تشجع المنتخبين البوسني والكرواتي "من أجلي أنا وشقيقي".