''حلاوة زمان عروسة حصان وآن الأوان تدوق يا ولا''، كان يتغنى بها الفنان محمد قنديل، ليعبر عن عادات المصريين خلال الاحتفال بالمولد النبوي الذي نحتفل به في 12 من ربيع الأول كل عام هجري. هذا العام الأمر اختلف، لم تبقَ حلاوة زمان عروسة حصان، وظهرت بمحافظة الإسماعيلية أنواع مختلقة، ونماذج لعرائس تجسد شخصيات نسائية، منها الراقصتان ''صافيناز''، و''دينا ''، كما انتشرت بالمحال التجارية عرائس '' شيكمارا''، تجسيدًا للفتاة الهندية بزيها الرسمي، واكسسوار الانف. حسن حسان، عامل بمحل، يقول إنه على مدار أعوام عمله في المجال، تلاحظ له، أن المواطنين يحرصون سنويا على شراء حلوي المولد والعرائس للبنات، والحصان للبنين، كما أنهم يحرصون على شراء النماذج الجديدة. ولفت إلى أن هذا العام، تم طرح عرائس من مادة البورسلين، وهو التقليد الجديد، حيث أن الدارج أن تصنع من الحلوى أو البلاستيك، وتراوحت أسعارها من 270 إلى 350 جنيه، في مقابل أسعار تتراوح بين 45 إلى 120 جنيه للعروسة العادية. ويقول رمزي محمد رفيق سليمان الأستاذ بكلية فنون، إن عرائس المولد تضم أشكال العرائس والفرسان وأنواع الطير والحيوان، وإن صناعتها تأثرت بتقاليد مارسها الصناع في مصر منذ زمن طويل، واستمرت منذ العصر الفاطمي حتى الوقت الحاضر. ويضيف ''تطورت أشكال عرائس الحلوى في كل عصر مع احتفاظها بطابعها التقليدي، واستحدثت على هذه الصناعة زخارف وحلي شتى أضيفت إلى أشكالها المختلفة، كاستخدام الورق الملون، والأشرطة المفضضة ، وقطع المرايا لإكساب الأشكال زخرفة وبهجة، وموسم اقتنائها أيام المولد النبوي''. ويتابع، ''لم يتوقف توزيع العرائس بالأفراح والاعياد، بل امتد لتوزع في المآتم وزيارة القبور، كما نقلت لأوروبا على أشكال الكيك وولائم الأفراح، وظلت متداولة في مصر بزمن العصور الإسلامية، حتى كانت للسيدة عائشة (في طفولتها) وسمح لها الرسول بذلك بعروس تلعب بها حتي كبرت''. ''علي رمضان''، صاحب محل حلويات، يقول ''قديما صنعت العرائس بالعسل النحل الصافي الممزوج بدقيق، وفي الغالب من القمح فلم يكن هناك دقيق للذرة المحتوي على النشا، وكانت تنتشر مع الأعياد المتتالية في الربيع ابتهاجا، بالإضافة إلى الاعتقاد القديم بآلهتها ومنح الراحة والسرور، ولم تنقطع هذه العادات حتى في عصور الهكسوس والليبيون والأحباش والفرس والإغريق''. ويؤكد رمضان أنه بمجيء العصر الفاطمي انتشرت الحلوى من عسل البطاطا وعسل النحل الممزوج بالدقيق المنخول، وكانت لها قوالب من الخشب يصب بها الممزوج حتى يتصلب أشكالها التي تتنوع، ''الفارس للصبي والعروس للأنثى''، أما الألوان فكانت من عصير النباتات مثل بداية من التوت (لون وردي وأحمر) والتين والكركم والرمان (الأصفر والبنفسجي المزرق)، بل وورق البصل المغلي (البني)، والعرق سوس (الأسود)، وتزخرف بإضافة الزهور إليها.