لا تزال الكرة السعودية تعاني من شح وندرة المهاجمين السعوديين بل أن المعضلة زادت بعد الانخفاض الكبير في مستوى المهاجمين المحليين الذين لم يظهروا بمستوياتهم التي عرفوا بها خلال الأعوام الماضية. ولعل قائمة ترتيب هدافي "دوري عبداللطيف جميل" السعودي للمحترفين دليل على ذلك، ففي الوقت الذي كان يتنافس فيه المهاجمون السعوديون على الصدارة في الموسم الماضي انفرد بها في هذا الموسم مهاجم الأهلي السوري عمر السومة ب 15 هدفاً وبفارق كبير عن أقرب منافسيه من اللاعبين المحليين مهاجم النصر محمد السهلاوي الذي سجل عشرة أهداف نصفها من نقطة الجزاء. وشهد هذا الموسم اختفاء هدافين مميزين غابوا عن هز الشباك بالشكل الذي اشتهروا به، أمثال مهاجم الهلال ناصر الشمراني ومهاجم الاتحاد مختار فلاتة ومهاجم الشباب نايف هزازي الذي أصبح يفتقد لحساسية التهديف والمباريات بسبب إيقافه ست مباريات من قبل لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم. وفي المقابل برز مهاجم العروبة موسى الشمري وفرض اسمه من بين الهدافين بالإضافة إلى مهاجم النصر حسن الراهب إلا أن الاثنين لم يقدما بعد ما يجعلنا نعول عليهما خلال الفترة المقبلة. غياب المهاجمين السعوديين المميزين ليس وليد هذا الموسم بل أن الأزمة بدأت منذ فترة ليست بالقصيرة وسبق وأن اشبعت طرحاً لكن الحال ظل على ماهو عليه إن لم يزداد سوءاً إذ لم تفلح مدارس الفئات السنية والأكاديميات الرياضية في تقديم مهاجم هداف للفرق وقبلها المنتخبات السعودية، وتتحمل الأندية في المقام الأول مسؤولية ذلك بسبب إحضارها مدربين عاجزين عن صقل المواهب وتنمية مهاراتهم وتوجيههم بالشكل الأمثل بالإضافة إلى اعتمادها على المهاجم الأجنبي، كما أن اللاعبين انفسهم يتحملون جزءا من المسؤولية بسبب عدم تطويرهم لأنفسهم. مهاجمو الكرة السعودية البارزون مؤخراً عليهم مراجعة حساباتهم وأن يضاعفوا مجهوداتهم للعودة إلى مستوياتهم المعهودة لأننا بحاجة لهم ولخدماتهم سواء مع منتخبنا السعودي أو الفرق في المشاركات الخارجية والمحلية، وعلى المدى البعيد لابد أن يعمل صناع القرار على إيجاد حلول لهذه المشكلة ودعم الأندية لإنجاب مهاجمين هدافين في الفترة المقبلة خصوصاً في ظل اعتماد أغلب الأندية على المهاجم الأجنبي الذي سرق الأضواء وركن عدد من المهاجمين خصوصاً الشبان في مقاعد البدلاء التي أثرت بشكل كبير على إمكانياتهم بل أنها قتلت مواهبهم.