انتصر عماد متعب "للجمهور العظيم" الذي عانى في المدرجات طيلة الدقائق التسعين وفوقها ست دقائق من الوقت المحتسب بدل الضائع قبل أن تهتز الشباك بضربة رأس من المهاجم صاحب الخبرة ويحرز الأهلي أول ألقاب مصر في كأس الاتحاد الافريقي لكرة القدم السبت. وكست السعادة المشهد في إستاد القاهرة في ظل احتفال عشرات الألوف بما تحقق في ختام يوم صعب ومسيرة صعبة للفريق الذي لا يزال يلعب بدون مشجعيه كحال بقية فرق الرياضة المصرية منذ قتل من مشجعي الأهلي أكثر من سبعين فتى في مدينة بورسعيد الساحلية قبل ما يقرب من ثلاث سنوات.
وكان الأهلي بحاجة لهدف واحد يحسم به اللقب بعدما خسر 2-1 ذهابا أمام سيوي سبور في ساحل العاج. لكن الفريق الذي يحمل ثمانية ألقاب في دوري أبطال افريقيا وهو رقم قياسي عجز عن نيل مراده حتى الدقيقة السادسة من الوقت المحتسب بدل الضائع حين فعلها متعب بضربة رأس حاسمة.. تماما مثلما أبقى مصر في سباق التأهل لكأس العالم 2010 بضربة رأس في مرمى الجزائر قادتها لمواجهة غريمتها العربية في مباراة فاصلة خسرتها بعد ذلك في الخرطوم 1-صفر.
لكن الأهلي لم يخسر هذه المرة واحتفل متعب والآخرون طويلا في إستاد القاهرة في حضور تجاوز بكثير 25 ألفا سمحت لهم السلطات بالحضور.
وقال متعب البالغ من العمر 31 عاما والذي عاد مؤخرا بعدما غاب لقرابة العامين بسبب إصابة في الظهر "سعادتي كبيرة ليس لأنني أحرزت هدفا ولكن لأني ترجمت مجهود زملائي اللاعبين الذين بذلوا جهدا رائعا." وأضاف عن الآلاف التي حضرت "أهدي اللقب للجمهور العظيم."
ولم يكن اليوم ينبيء بخير حين أعلنت وزارة الداخلية أن ألفين من أعضاء إحدى روابط مشجعي الأهلي (ألتراس أهلاوي) قد اقتحموا مدرجات الإستاد في الساعات الأولى من الصباح مستخدمين سيارة نقل قبل أن "تقنعهم" بالانصراف دون مشاكل.
وقبل ساعات من ركلة البداية امتلأ الجزء الأكبر من مدرجات الاستاد العملاق في شرق القاهرة وغطت الأعلام المميزة باللون الأحمر وجوه الشبان وهو يهتفون للأهلي الذي يحمل لقب نادي القرن العشرين في افريقيا.
واندفع الأهلي للهجوم طيلة المباراة لكنه لم يحصل على فرص كثيرة مقابل خطورة بالغة على مرمى حارسه أحمد عادل عبد المنعم الذي شارك في ظل غياب الحارس الأساسي شريف إكرامي.
ولم يكن إكرامي الغائب الوحيد عن الأهلي فغاب أيضا المهاجم عمرو جمال الذي ستبعده إصابة في الركبة لأشهر ولاعب الوسط محمود حسن تريزيجيه الموقوف كما لم يشارك الظهير الأيسر صبري رحيل من البداية لإصابته وأشركه المدرب الاسباني خوان كارلوس جاريدو في المراحل الأخيرة.
وتهدد مرمى الأهلي - الذي نال ألقابه الافريقية الثمانية في بطولة دوري أبطال افريقيا المحببة لديه - مرارا خلال شوطي المباراة وأنقذت عارضة مرمى الحارس عبد المنعم الفريق من التأخر بهدف عن طريق سليماني ديمبي في الدقيقة 33. ولم تكن تلك لحظة الخطورة الوحيدة للفريق الضيف إذ أطلق روجيه أسالي كرة قوية فوق العارضة رغم وجوده في وضع جيد بعد أربع دقائق من بداية الشوط الثاني.
لكن الآلاف التي وقفت تصرخ قلقا في المدرجات صرخت فرحا في النهاية بعدما جعل متعب الأمر يبدو سهلا للغاية وهو يحول تمريرة عرضية من صانع اللعب وليد سليمان في الشباك في الوقت القاتل لتهتز المدرجات رقصا بعدما غاب عنها أصحابها إلا قليلا منذ كارثة بورسعيد.
وقبيل المباراة نشرت صفحة ألتراس أهلاوي على موقع فيسبوك تقول "10 شهور تقريبا بعيدا عن المدرج.. المكان إللي ياما (طالما) شاف (شاهد) فرحة جمهور الأهلي مع فريقه.. ساعات وتعود إليه الحياة. "90 دقيقة مش (لن) هيكون فيها راحة.. غناء واستمتاع بمساندة الفريق وكتابة الجمهور للتاريخ مع لاعبيه."
ولم يكن التاريخ للأهلي فقط بل حصلت مصر الغائبة للمرة الثالثة عن نهائيات كأس الأمم الافريقية - التي تحمل الرقم القياسي في ألقابها - على مكان في قائمة الفائزين بلقب كأس الاتحاد الافريقي ثاني أهم بطولات الأندية في القارة منذ تغير نظامها في عام 2004.
وانتقل الأهلي لكأس الاتحاد الافريقي في 2009 بعدما فشل في الوصول لدور المجموعتين في دوري الأبطال. ولم يصب الفريق البطل نجاحا وعاد سريعا لبطولته الأثيرة في العام التالي ليحرز فيها لقبين متتاليين في 2012 و2013.
وقال وائل جمعة مدير الكرة بالأهلي وقائده حين نال هذين اللقبين "حصلنا على أصعب بطولة في أسوأ ظروف مر بها الأهلي، مضيفاً "نهدي اللقب والبطولة الغالية لجماهير الكرة المصرية وليس لجماهير الأهلي فقط.