الرئيس الفرنسي: العراق أحرز تقدما على الصعيد العسكري والسياسي

أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند أن الجيش العراقي ,بدعم من التحالف الدولي, قد احرز تقدما لا يمكن إنكاره ونجاحات عسكرية وسياسية كبيرة متمثلة في المصالحة بين أبناء الشعب العراقي و كذلك على الصعيد عسكري.
وأضاف- خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع رئيس وزراء العراق حيدر العبادي- ان فرنسا ستواصل الدعم العسكري للعراق الذي يتعرض لهجوم إرهابي واسع النطاق، مشيرا الى نشر طائرات فرنسية في الأردن و مؤكدا ان بلاده على استعداد لتكثيف تواجدها و شن ضربات سريعة و فاعلة في إطار التحالف الدولي.
وأكد ان باريس تقوم ايضا بدعم السكان المتضررين من هذا النزاع، مذكرا بأن هناك مليوني نازح عراقي ، و نحو 500 الف عراقي بلا مأوى، مضيفا ان بلاده وفرت 100 طن من المساعدات العاجلة منذ أغسطس الماضي ، فضلا عن توفير عدة ملايين يورو في إطار الجهود الدولية لتوفير مساعدات مع اقتراب فصل الشتاء.
وقال اولاند انه بحث مع العبادي ضرورة انشاء صندوق دولي لدعم و اعادة بناء المناطق المحررة،مشيرا ايضا الى الرغبة المشتركة بين البلدين للتعاون على المدى الطويل مع العراق في مجال الطاقة و النقل و التعليم، مؤكدا ان بلاده تقدم دعما شاملا للعراق فهو من ناحية دعم سياسي لرئيس الوزراء حيدر العبادي وعسكري من خلال الدعم الجوي، وإنساني يستهدف السكان النازحين، فضلا عن دعم اقتصادي و مالي لإعادة بناء العراق.
وأشار الى ان رئيس الوزراء العراقي قد التقى صباح اليوم ببروكسل مع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي و انه يحظى أيضا بالدعم الاوروبي.
وفيما يتعلق بسوريا، شدد اولاند على ضرورة تكثيف الجهود لمكافحة داعش بالطرق الاكثر فاعلية.
من ناحيته، وصف حيدر العبادي رئيس وزراء العراق العلاقات الفرنسية العراقية بالاستراتيجية و توجه بالشكر الى الرئيس اولاند لدعوته للقدوم الى فرنسا لاستعراض التطور الذي تحقق في العراق على مدى الشهور الثلاثة الاخيرة، مؤكدا ان القوات العسكرية العراقية قد حققت تقدما كبيرا على الارض، مشيرا الى ان بغداد قد تم تأمينها عسكريا بالكامل و الى تحرير اجزاء كثيرة من الاراضي العراقية.
واكد انه على المستوى السياسي هناك عدة تتطورات مهمة فالشعب العراقي اليوم يشعر بالتفاؤل و الأمل نحو تمكن العراق من الوقوف كدولة واحدة و القضاء على الخلافات الكبيرة السابقة و التي حاول داعش الاستفادة منها للإيقاع بين مكونات الشعب العراقي .
وشدد على ضرورة اعمار المناطق التي دمرتها داعش لان الارهاب يعيش على الدمار و الفقر و عدم رضا الناس نتبيجة الاوضاع الاقتصادية.
وأضاف ان الحكومة العراقية تعجز عن توفير احتياجات الاماكن المحررة من بنية تحتية و اعمار ، فالموزانة العراقية متضررة نتيجة سيطرة داعش على منافذ للنفط العراقي في الشمال.
و اكد ان بلاده تحتاج لمساهمة كبيرة لإعادة بناء المناطق المدمرة، فجزء من القضاء على الارهاب هو عمل عسكري و الجزء الاخر هو عمل اقتصادي و اجتماعي لان الارهاب لا يهدد العراق فقط بل يهدد المنطقة و العالم.
من ناحية اخرى، اكد ان علاقات العراق الاقليمية تتطورت بشكل كبير من علاقات سيئة او سلبية الى علاقات حميمة مع اكثر دول الجوار، فلدينا رؤية انه لا يمكن للعراق ان ينهض و لا يمكن القضاء على الارهاب الا بتعاون كل الدول الاقليمية، و وجدنا تفهما من هذه الدول في هذا الشأن.
و أضاف ان بلاده حققت إنجازات على المستوى الداخلي عبر تعزير اللحمة الوطنية و تجلى ذلك قبل يومين في الافاق التاريخي بين الحكومة الاتحادية و حكومة كردستان حول إنتاج النفط.
كما اكد انه اصدر عدة قرارات خاصة بالمعتقلين في السجون العراقية و احترام حقوق الانسان و ضرورة ان يكون السلاح تحت سيطرة الدولة ''فلن نسمح لجماعات الارهابية ان تحمل السلاح ضد الدولة فهذا يهدد المجتمع و الامن العراقي''.
و أعاد التأكيد على ان العراق و فرنسا تربطهما علاقة استراتيجية ، معربا عن أمله ان تشمل جميع القطاعات لا سيما التجارية و الاقتصادية.
و كان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد وصل في وقت سابق الى باريس على رأس وفد وزاري يضم وزير الخارجية وزير الدفاع و وزير الهجرة في زيارة هي الأولى لفرنسا منذ تسلمه مهام منصبه.
و قد التقى اولاند و العبادي في 12 سبتمبر الماضي في بغداد ثم في المؤتمر الدولي الذي استضافته باريس حول العراق في 15 سبتمبر.