تحتفل محافظة كفر الشيخ، اليوم الثلاثاء، بعيدها القومي الذي يوافق الذكرى ال 58 لمعركة البرلس البحرية 1956، التي شهد خلالها شاطئ بحيرة البرلس، معركة بحرية شرسة عندما هاجمت بوارج فرنسية ومدمرة بريطانية مدعومة بطائرات حربية الشواطئ المصرية، واشتركت معهم البارجة الفرنسية جان بارت وهي أول سفينة مزودة بردار في العالم. ''مصراوي'' التقى أحد أبطال هذه المعركة؛ الحاج حسن محمد حسن سويدان، الذي سرد لنا كواليس ذلك الهجوم الثنائي للدولتان العظمتان آنذاك على الشواطئ المصرية في البرلس. ''أسمي حسن محمد حسن سويدان، من مواليد 14 أغسطس 1936، لدي 8 أبناء؛ 3 بنات و5 أولاد، وأقيم حاليًا بقرية الشيخ مبارك التابعة لمركز البرلس، التحقت بالبحرية متطوعًا في قوات حرس السواحل المعروفة حاليًا بحرس الحدود، وخدمت بها قرابة 23 سنة''، هكذا عرف البطل نفسه ليتابع قصته مع المعركة التي لا تزال تُدرس بالكليات العسكرية العالمية. قال الحاج حسن عن دوره في أرض القتال: ''خدمت عريفًا في قوات حرس السواحل بنقطة مراقبة على ساحل البحر الأبيض المتوسط بالبرلس، وكان تسليحي آنذاك بندقية وبوصلة ونظارة معظمة، لإبلاغ المراقبة والبحر في حال حدوث أي مثير للانتباه''. وعن بداية المعركة، أضاف: ''البداية كانت قرابة الساعة الخامسة و17 دقيقة، في فجر يوم 4 نوفمبر 1956.. وأثناء نوبتجيتي كنت استطلع البحر بنظارتي المعظمة وجدت شيئًا غير طبيعي قادم في اتجاهنا.. أبلغ المراقبة وإدارة البحر وقتها، قبيل أن يدوي صوت انفجار شديد في نخيط النقطة 16 بالبحر الأبيض المتوسط.. وعرفنا بعد ذلك أن البارجة الفرنسية جان بارت التي كانت مشهورة جدًا حينها تشارك في الهجوم علينا''. ويتابع سويدان: ''تحرك أبطالنا وعلى رأسهم المقدم جلال الدين الدسوقي، تجاه مصدر الهجوم، بعد أن أطلق الدخان الكثيف من جانبنا لتشويش رادار المهاجمين.. ودارت المعركة كلها أمامي''. وعن لحظة تدمير البارجة الفرنسية، قال سويدان: ''بعد مرور حوالي ساعتين على رصدي التشكيل المهاجم لسواحلنا، وأثناء متابعتي للأجواء عقب انطلاق ابطال البحرية لمواجهة سفن العدو، رأيت كتلة بيضاء كبيرة بنظارتي المعظمة، اختفت فجأة، فتأكدت أننا أسقطنا البارجة.. محققين انتصارًا عظيمًا بزوارق بدائية مقارنة بسفن العدو''. وعن استشهاد أبطال مصر بعد المعركة، قال سويدان: ''عقب عودة أبطالنا من تدمير البارجة الفرنسية جان بارت، ظهر الطيران الإسرائيلي وأطلق صواريخه بشكل جنوني وكثيف، وأصبت أثناء قصف موقعي.. وظهر الطيران المصري الذي اشتبك مع طائرات الصهاينة ودارت معركة عنيفة فرت خلالها طائرات العدو، ليظهر بعد 12 ساعة من ذلك جثامين شهدائنا.. شاركت مع مجموعة من زملائي في انتشال جثامين الشهداء، وكان عددهم 5 أفراد بينهم جلال الدين الدسوقي، والضابط السوري جول جمال، وأحمد اسماعيل، وإسماعيل فهمي، وذلك بخلاف الشهداء الأخرين الذين تم انتشالهم بمعرفة الصيادين''. واختتم الحاج سويدان قصته مع ابطال معركة البرلس البحرية برسالة وجهها إلى المستشار محمد عزت عجوة محافظ كفر الشيخ، طالبه فيها بالالتفات لمقابر شهداء معركة البرلس، التي ساءت حالتها بفعل التعديات، فيما طالب في رسالة أخرى المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء بوظيفة لابنه، قائلاً: ''تكريمي الوحيد منك تعيين نجلي ولا أحتاج لشئ غير ذلك''.