تصوير: أحمد دريم قاربت عبارة "صنع فى مصر" على الاختفاء من على جميع المنتجات، بعد أن غزت المنتجات المستوردة السوق المصرية، واستقطبت مستهلكيه، ما تسبب فى عزوفهم عن شراء المنتجات المصرية لعدم ثقتهم بجودتها، حتى أصبح المنتج المستورد هو الغالب والمسيطر على الأسواق المحلية... " ولاد البلد" ترصد آراء المواطنين في التحقيق التالى: منتج بيعيش سنين تقول سميرة أحمد، موظفة، إن المنتجات المصرية غالية الثمن رغم إنها رديئة الجودة، والإقبال على شرائها ضعيف، كما أن غالبا ما تجد أنها ذات عمر افتراضى منته، ولذلك فإن المواطن يفضل شراء المنتج المستورد حتى ولو كان ذا أسعار مرتفعة لجودته، "أنا مش هغامر بفلوسى فى حاجة مش مضمونة وبصراحة المنتجات المصرية مش بنثق فيها ومحدش بيشتريها". "مش عاوزين نجيب حاجة وتبوظ تانى يوم" هذا حال المنتج المصرى بالنسبة ل ( م. ع - موظفة)، وترى أن المنتج المصرى ذو جودة رديئة ولا يقبل على شرائه أحد من المواطنين، وباعتبارها سيدة تجد أنه من الصعب أن تقتنع المرأة بأى منتج تقوم بشرائه فتقول "الست المصرية ست واعية وصعبة فى نفس الوقت بتحب تشترى الحاجة الكويسة علشان تعيش معاها وتقول دى حاجة تعيش سنين". شعار زائف تبحث منى محمد، ربة منزل، عن المنتج ذي السمعة الطيبة، فتقول: إنه منذ زمن بعيد وهى تسمع عن الجودة العالية للمنتج المستورد فهو أفضل بكثير من المنتج المحلى الذى طالما يوجد به عيوب صناعة، فضلاً عن عدم توفره فى السوق "كل فين وفين تلاقى منتج مصرى" لذا فإن عدم الثقة بجودة المنتج هى التى تمنعنا من شرائه. "made in EGYPT" كلام فاضى ... شعار صاحب شركة للأدوات الكهربائية، رفض ذكر اسمه، يقول: إن شعار "صنع فى مصر" شعار مزيف وليس بالمعنى المقصود؛ لأن المصانع المصرية غالبيتها لا تقوم بصنع المنتج بل تقوم بشراء المكونات من الخارج وكل ما يفعله المصنع هو "تقفيل" المنتج والقيام بالتغليف والتعبئة، وخلاف ذلك نجد المنتجات المستوردة هى التى تشكل القاعدة العريضة للسوق المصرى الآن.
السمعة أهم من الجودة يوضح عمر محمد، مدير مبيعات فى شركة للأجهزة المنزلية، أن أكثر ما يسيطر على منتج معين هو السمعة المعروفة عن الماركة الخاصة به، فنجد أن المنتج الصينى رغم أنه يندرج تحت مسمى منتج مستورد، إلا أنه من المنتجات المعروف عنها رداءتها "بتبوظ بسرعة" وفى نفس الوقت هناك منتجات مصرية من شركة معينة لها سمعة طيبة وعليها إقبال "فالأهم فى كل الموضوع هو السمعة". ويضيف أن المنتجات المصرية قليل لأن المصانع المصرية قليلة مما يؤدى إلى عدم توافر المنتج المصرى فى الأسواق. ويشير صاحب أحد المحال التجارية الشهير في أسيوط -رفض ذكر اسمه- أن المواطن يبحث دائما عن المنتج الأفضل بغض النظر عن نوع المنتج إيه، لكننا لا نستطيع أن ننكر إن المنتج المستورد أصبح له شعبية كبيرة بين الجماهير مع أنه يرى أنه ليس كل منتج مصرى غير جيد وليس كل منتج مستورد جيد. المنتجات المصرية غزت العالم يقول بهاء الدين سيد، مدير الشؤون الاقتصادية بالغرفة التجارية، إننا لا نستطيع الحكم على كل المنتجات المصرية بأنها ردئية وغير جيدة الصنع، بل بالعكس هناك بعض المنتجات المصرية المعروفة بجودتها المتميزة، التى غزت الأسواق العالمية كالملابس وبعض الأدوات الكهربائية كالغسالات، فالحكم على جودة المنتج من عدمه لا يتوقف على أنه منتج مصرى أو مستورد، لكن من حيث توفر معايير الجودة والكفاءة المطلوبة أم لا. يذكر أن حجم الواردات الصينية في مصر وفق ما صرح به وزير التجارة والصناعة والاستثمار المصري 7 مليارات و362 مليون دولار خلال الفترة من (يناير إلى سبتمبر 2013) منها نحو 6 مليارات دولار لصالح الجانب الصينى، بينما بلغ إجمالي قيمة الصادرات المصرية إلى دول العالم بلغ 197.7 مليار جنيه عام 2013، مقابل 186.8 مليار جنيه عام 2012 بنسبة زيادة قدرها 5.9 ٪، حسب تقرير أصدره الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.