جدران متهالكة، وتشققات واسعة، ومبنى آيل للسقوط، ومدرسة عفى عليها الزمن.. والأهالي ليس لديهم خيارا آخر إذا ما أرادو تعليم أولادهم. مأساة حقيقية يعيشها أولياء أمور طلاب قرى درب الأربعين التابعة لمركز باريس في الوادي الجديد، حيث لا توجد إلا مدرسة ابتدائية واحدة آيلة للسقوط تم التبرع بها من قبل شركة ريجوا منذ حوالي 10 سنوات. يقول محمد شاكر، أحد أهالي القر ية، إن :" التلاميذ يتلقون الدروس وهم في حالة رعب خشية انهيار الجدران عليهم, وأولادي رفضوا الذهاب إلي المدرسة". ويضيف أنه وبعض أولياء الأمور تقدموا بمذكرات إلى مدير إدارة باريس التعليمية، وهيئة الأبنية التعليمية بالمحافظة، لإنقاذ أولادهم قبل انهيار المدرسة, إلا أن الهيئة أفادت بأن المدرسة ليست تحت ولايتها وإنما تابعة لشركة ريجوا. ويقول زهري عبد المقصود, إن :" المدرسة لا تصلح للتعليم، ودورات المياه مغلقه وغير آدمية, والتلاميذ والمدرسون يقضون حاجاتهم في الخلاء خلف الاشجار". ويقول أحد العاملين بالمدرسة، فضل عدم ذكر اسمه، إن قوة المدرسين بالمدرسة 40 معلما، إلا أن 5 منهم فقط يحضرون كل أسبوع بالتناوب، والضحايا هم التلاميذ، وأولياء الأمور مغلوب على أمرهم. ويضيف :" من المضحك أن نسبة النجاح في المدرسة 100% ، وهي نسبة إلزامية سواء حضر التلاميذ الامتحانات أو لم يحضروا". وطالب الأهالي اللواء محمود عشماوي، محافظ الوادي الجديد، بضرورة التدخل الفوري لانقاذ أبنائهم من خطر الموت بسبب تهالك الجدران واتساع التشققات التي تزداد يوماً بعد يوم. وقال صلاح محمد صلاح، وكيل وزارة التربية والتعليم بالوادي الجديد, إن مدرسة قري الأربعين لها طبيعتها الخاصة، حيث تبعد عن مركز باريس حوالي 80 كيلومترا، وعن الخارجة حوالي 190 كيلومترا، ولا توجد بالقرى أية مرافق حيوية أو حتي مواصلات تساعد المدرسين على الاستمرار في أداء عملهم على أكمل وجه. وتابع :" هيئة الأبنية التعليمية ستقوم برفع تقرير عن المدرسة، ومن الممكن توفير مكان بديل للتلاميذ عوضا عن تلك المدرسة التي أوشكت علي الإنهيار".