تصوير - أميرة صبرى قال الدكتور هشام هلال، نقيب الصيادلة بقنا، إن أزمة الدواء مفتعلة، وترجع لإصرار الأطباء على التمسك بنوعية معينة من الأدوية دون غيرها، رغم توافر البدائل بنفس المادة الفعالة، مضيفا أن تخرج دفعة جديدة من الصيدلة الإكلينيكية سيحل الأزمة من جذورها، ولن تكون هناك شكوى، لأن الصيدلي الإكلنيكي سيعفي الطبيب المتمسك بنوعية واحدة من الأدوية من التمسك برأيه، لأن الصيدلي سيقوم بكتابة الروشتة، وينحصر دور الطبيب في التشخيص فقط. * ما دور نقابة الصيادلة في الحد من بيع الأدوية المخدرة والمدرجة ضمن الجدول الخاص، وما هي العقوبات المفروضة على الصيدلي الذي يتورط في ذلك؟ ** هناك فرق بين الصيدلية المرخصة من نقابة الصيادلة، التي تحمل فعلا أوراق رسمية، والتي لا تتبع النقابة ولا نراقبها، أما الأولى فتكون تحت رقابة النقابة، أما الأدوية المخدرة فتوضع في جداول، ومنها المؤثرة على الحالة النفسية ضمن جدول الأدوية، ولا تصرف إلا بتصريح يخرج من النقابة، ويختلف توزيع الجداول من صيدلية لأخرى، فهناك صيدليات تصرف الجدول الثاني والثالث، ويتم صرفها بروشتة من الطبيب المعالج. أما الصيدليات التي تصرف أدوية الجدول الأول تكون موقعة من طبيب، وتوثق من قبل النقابة، وتكون في روشتة منفردة، لأن الصيدلية تحتفظ بها، ويمكن لأي صيدلية أن تصرف أي من جداول الأدوية الثلاثة، ويتم محاسبة الصيدلية على حسب عدد الروشتات المنصرفة والفواتير، ومن يخالف هذه التعليمات ويثبت عليه ذلك يتم شطبه من جداول قيد النقابة، ويعاقب حسب القانون، وقد تم إلقاء القبض على أصحاب 5 صيدليات من هذا النوع، منهم بقرية الشويخات ونقادة وقفط والقناوية، وهي من أكبر الصيدليات التي تم ضبط أقراص مخدرة بداخلها، حيث بلغت 96000 قرص مخدر، وأخرى ظبط بها أقراصا مخدرة بلغت 36000 قرص، وهذا النوع تتعامل معه شرطة مكافحة المخدرات. * توجد شكاوى عديدة من اختفاء بعض الأدوية الهامة من السوق.. ما تفسير ذلك؟ ** الوضع الحالي أفضل بكثير من العام الماضي، والأصناف الناقصة أغلبها لها مثيل دوائي آخر، أما سبب الأزمة الحقيقي هو إصرار الأطباء على نوع تجاري معين، مما يجعل المريض يصمم على نفس النوع، وهو ما يسبب الأزمة، رغم أن هناك مثيل تام لهذه الأدوية وليس بديل، ولكن الاختلاف بينهم في الاسم التجاري فقط، لأن الدواء مثله مثل أي سلعة أخرى لها أسماء تجارية لتسهيل عملية البيع. * شهدت النقابة صراعا كبيرا في فترة حكم الإخوان.. هل تذكر ذلك؟ ** أثناء فترة حكم الإخوان كان هناك عدد كبير من أفراد الإخوان بالنقابة، وكان أيضا عددا لا بأس بيه من الأفراد خارج الجماعة، ما أدى إلى صراع عقائدي، لكن ليس بالمعني الديني، بل بالمعني الفكرى، ودام الصراع لأكثر من سنة ونصف، ولكن الآن تم استئناف القضية، ولكن هذه المشاكل كانت موجودة بالنقابة العامة، وليست كالنقابة الفرعية وليس لنا علاقة بها، لأننا نقابات منتخبة، وقمنا بعمل اتحاد لنقابات الجنوب، يتكون من سوهاجوقنا والأقصر وأسوان، وأقمنا أول اجتماع في قنا، ويحكمنا نفس المناخ والظروف التي تحكم النقابة العامة. * ماذا قدمت منذ توليك منصب نقيب الصيادلة بقنا؟ ** تسلمت عملي بالنقابة ولم أجد بها سوى غرفة اجتماعات، عبارة عن صالة بها طاولة وحولها بعض المقاعد، وقمنا بفضل الله بتجديد المقر، والآن أصبحت جميع إجراءات الصيادلة سهلة وبمكان واحد، وتعمل النقابة على تسهيل حميع إجراءات الأعضاء لاستخراج كارنيه النقابة الفرعية، وأيضا إذا احتاج الأمر للسفر للنقابة العامة يقوم أحد الأفراد بجمع كل أوراق الصيادلة وإنهاء الإجراءات دون عناء لأي صيدلي، والنقابة العامة لا تتكلف شيئا. كما قامت النقابة الفرعية أيضا بوضع لجان خاصة بكل مركز من مراكز قنا، لحل مشاكل الصيادلة بسهولة، ونظمنا العديد من اللجان مثل التفتيش والرحلات العلمية لتدريب الصيادلة قبل العمل، ولجنة عامة، وكذلك أقمنا 3 حفلات لخريجي كليات الصيدلة. * ما سبب رفض رئيس الوزراء مقترح الدكتور محمد عبد الجواد بإنشاء الهيئة المصرية للصيدلة والدواء، وهل كان المقترح سيحسن من آداء الصيدلة في مصر؟ ** لم يكن هناك رفض تام، وهو مطلب عام وليس مطلب خاص لإصلاح المنظومة الصحية في مصر، الدواء منظومة متكاملة يشمل العديد من الجوانب؛ شركات توزيع وشركات إنتاج وأنواع مختلفة من الأدوية، ويحتاج إلى إدارة خاصة لوضع قواعد وسياسات للدواء على يد خبراء وصيادلة في جميع المجالات، وهذا موجود بالعالم كله. * كيف يتم توزيع الصيادلة على الوحدات الصحية؟ ** كل سنة تتخرج دفعة جديدة من الصيادلة، وآخر 3 سنوات أكثر الخريجين من صيدلة إكلنيكية، حيث يدرس نظاما صحيا كاملا، وعلى الصيدلي الإكلنيكي أن يعمل بالمستشفيات المركزية، ونعمل على تواجد فريق صيدلة إكلنيكية في المستشفيات المركزية بقنا، حيث يشخّص الطبيب الحالة، ويترك العلاج للصيدلي هو الذي يقرره، وبعد موافقة ابتدائية من محافظ قنا، اللواء عبدالحميد الهجان، هذا الفريق سينهي تماما مشكلة نقص الأدوية، وباقي الدفعة سيتم توزيعها على الوحدات الصحية. * ما رأيك في الإعلانات التي تروج للعلاج بالأعشاب، وما جدوى هذا العلاج؟ ** بعض الأعشاب وليس كلها مفيد كدواء، فمثلا اليانسون من فوائده مقاومة الانتفاخ ومفيد للمعدة، ولكن هناك فرق بين ما نشتريه من عطار نعرفه، وبين ما هو غير مضمون طريقة تخزينه، والذي يمكن أن يسبب العديد من الأمراض لسوء التخزين، فلا بد أن تتم التعبئة بطريقة طبية معينة، وتحت إشراف طبيب. كما أن أغلب هذه الإعلانات تذاع بقنوات غير مرخصة، والشخص الذي يعالج بالأعشاب ربما يكون صيدليا فعلا، ولكن ترخيصها كلها عطارة، ولاحظنا أن جميع العبوات عليها نفس الجملة "علاج بالأعشاب" وليس علاج لمرض معين، حتى لا يقع تحت المساءلة القانونية، كما يكتب على العبوة "أعشاب طبيعية" وليست أعشاب لعلاج السمنة أو النحافة أو غيره" ولا يضمن الناس مثل هذه الأعشاب لأنها مجهولة المصدر.