حديقة حيوان المنصورة، ثاني أقدم حدائق الحيوانات على مستوى الجمهورية بعد الجيزة، يعود تاريخ إنشائها إلى منتصف الخمسينات، عندما وهب آل توريل قطعت أرض تبلغ مساحتها 3 أفدنة لمحافظة الدقهلية، لإنشاء الحديقة للأهالي. وتخدم حديقة حيوان المنصورة أربع محافظات هم الشرقية، ودمياط، والغربية، وكفر الشيخ، كما تعد الوحيدة الغير مدرجة تحت وصاية الدولة، لكنها تتبع في إدارتها الوحدة المحلية لحي شرق، واشترط واهب الأرض عودتها لورثته في حال تغيير نشاطها أو التصرف فيها.
وخلال السنوات الأخيرة، تدهورت الحديقة وفقدت تصنيفها العالمي، عقب بيع الثلاث نمور الأسيوية من النوع "الببر"، المهداة إليها من إحدى الدول الأسيوية، وكانت تحوي في ذلك الوقت مجموعة متنوعة من الحيوانات أشهرها الأسود، والجمل بسنامين، وحيوان اللاما والكانرو والنعام، مما جعلها قبلة آلاف الزوار الراغبين في قضاء وقت فراغهم وسط الطبيعة.
وفي محاولة تطوير فاشلة قبل ثورة يناير، غرقت الحديقة في الإهمال وتوفت معظم الحيوانات، وهُدم عدد كبير من المآوي، وتحولت من حديقة شاملة إلى حديقة خاصة بالحيوانات آكلة العشب، وذلك بناء على الشكاوى المتكررة التي تقدم بها سكان المنطقة، من السلخانة الخاصة بالحيوانات المفترسة ومخلفاتها.
وتعالت مناشدات المهندس حسين حجي، رئيس المجلس الشعبي المحلى لحى شرق المنصورة حينذاك، لنقل السلخانة، وتم اعتماد مبلغ مليون جنيه بالجهود الذاتية، وبدأ الحي التنفيذ بناء على تصميمات هندسية تتم على 3 مراحل، لكن توقف العمل بصورة مفاجئة بقرار من اللواء سمير سلام، محافظ الدقهلية الأسبق، الذي حول المشروع للمستشار الهندسي بالمحافظة، ووافقت اللجنة التي شُكلت وقتها على نقل السلخانة لكن دون موافقة المهندس القائم بالتصميمات، الذي أكد مطابقة مكانها للاشتراطات الصحية والبيئية. وفي عهد اللواء صلاح المعداوي، أصدر قرارًا بتحويل الحديقة من حديقة شاملة كافة أنواع الحيوانات، إلى حديقة حيوانات آكلة للعشب فقط، واستبدلت النمور النادرة، بعدد من الحيوانات الأليفة.
كما تحوي تلك الحديقة، متحفًا حيوانيًا أنشئ عام 1986، يحوي العديد من الحيوانات المحنطة منها تمساحًا يبلغ عمره 25 عامًا، وبعض الطيور مختلفة الأنواع، بجانب نمورًا وغزلانًا ونسرًا تربوا بالحديقة وعقب وفاتهم حُنطوا ووضعوا بالمتحف.
قامت " ولاد البلد" بجولة داخل الحديقة، للوقوف على آخر المستجدات في مشروع تطوريها المتوقف منذ ثلاث سنوات، واستطلاع أراء زوارها عن مدى رضائهم بمحتوياتها.
تقول عزة أحمد، إن الحديقة كانت من أفضل حدائق الجمهورية أثناء وجود النمور والأسود، لكن مع التطورات التي لحقت بها، أصبحت كالكهف المهجور.
واستنكر تامر عياد، قرار تحويلها لحديقة حيوانات آكلة للعشب مما أفقدها بريقها قائلًا" طبعًا الأول كانت أحسن بكتير، كان في حيوانات نادرة كنت باجي وانا لسه طفل مع والدي أتفرج عليها، إنما دلوقتي مفيهاش أي حاجة غير شوية قرود وبط".
فيما أوضح المهندس نادر عثمان، مدير عام الحديقة، أن الوحدة المحلية أجرت العديد من التطويرات خلال الشهور القليلة الماضية، وتم تشييد ممشى جديد ودورات مياه، وتضم الحديقة حاليًا مجموعة كبيرة من الحيوانات منها بركة للأوز الصيني والبجع، وقرود ونسانيس، وثعالب، وكباش أوروبية، والفرس القزم ذكر وأنثى.
كما تشمل عددًا من الطاووس الملون، والماعز الأوروبي الأبيض، مضيفًا أنه خلال عيد الأضحى المقبل ستصل دفعة جديدة تضم 2 حيوان لاما ذكر وأنثى، وغزال مصري، ونسانيس، وتمساح. واشتكى مدير الحديقة، من انعدام الأمن حتى أصبحت مرتعًا للبلطجية، فالوجود الشرطي لا يكون إلا في المناسبات بناء على طلبه الشخصي، مؤكدًا انتهاء كافة أعمال التطوير نهاية العام الجاري.