على متن طائرة حربية أمريكية فوق المحيط الهادي (رويترز) - قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس يوم الخميس إن العلاقات مع الصين "في وضع معقول" لكنه رفض ابداء رأيه في مطالب بالكونجرس ببيع مقاتلات اف-16 لتايوان التي تعتبرها بكين اقليما منشقا. وصرح جيتس وهو في طريقه الى مؤتمر للدفاع في سنغافورة بأن الولاياتالمتحدة لا تحاول منع الصين من تحقيق طموحاتها لكنها تريد بالفعل التوصل الى سبل للتعامل مع الاختلافات بين الجانبين بنجاح. وقال جيتس الذي سيلتقي بنظيره الصيني ليانغ قوانغ ليه في سنغافورة يوم الجمعة "هناك أهمية في مواصلة كلا الجانبين للحوار حول مخاوفنا بالضبط وما هي القضايا التي تعنينا وكيف يمكن لكلا الجانبين تبديد تلك المخاوف." ومضى جيتس يقول "لهذا ظللت أعتقد طوال الوقت أن الحوار الاستراتيجي مهم جدا. لا نحاول كبح الصين. الصين ظلت قوة عظيمة لالاف السنين. انها قوة عالمية وستظل قوة عالمية. لذلك فان السؤال هو كيف نتجاوز هذه المسألة بطريقة تضمن استمرار العلاقات فيما بيننا بشكل ايجابي." وتتحسن العلاقات الامريكية الصينية العسكرية تدريجيا لكنها ما زالت هشة بعد توقف دام نحو سنة بسبب صفقة بيع اسلحة لتايوان قيمتها 6.4 مليار دولار. ويشعر قادة عسكريون أمريكيون بالقلق ازاء القدرات العسكرية المتزايدة للصين والتي يشعرون ان بعضها موجه ليكون قوة موازية للولايات المتحدة في المنطقة. وتعتبر الصين تايوان اقليما ساعيا للانفصال لابد من توحيده مع بر الصين في نهاية الامر حتى ولو بالقوة اذا لزم الامر. وفي حين ان واشنطن تعترف بسياسة "صين واحدة" التي تتبناها بكين فانها ملزمة بموجب قانون العلاقات مع تايوان الصادر عام 1979 بمساعدة الجزيرة في الدفاع عن نفسها. وأجرت الصين تجربة اطلاق طائرة لا تكشفها أجهزة الرادار خلال زيارة جيتس لبكين في يناير كانون الثاني وهناك أنباء عن أن بامكانها أن تطرح قريبا أول حاملة طائرات من انتاجها. وصرح جيتس لصحفيين في الطائرة التي كان يستقلها بأنه لا يعتقد أن الصينيين يحاولون تحدي القوة العسكرية الامريكية على كل الجبهات. وقال "أعتقد أن الصينيين تعلموا درسا قويا من التجربة السوفيتية... ليست لديهم نية محاولة التنافس معنا في قدراتنا على كل الجبهات لكني أعتقد أنهم يعتزمون تكوين قدرات تعطيهم قدرا من حرية التصرف في اسيا وفرصة تمديد نفوذهم." وقال جيتس ان تايوان تمثل قضية حيوية "في كل اجتماع" بين القادة العسكريين الامريكيين والصينيين ويقول مسؤولون امريكيون ان مبيعات الاسلحة لتايوان يقرها القانون. ومضى يقول "أعتقد أنه خلال ادارتي بوش وأوباما حاولنا تضييق الفجوات بعناية فيما يتعلق بالقدرات العسكرية لتايوان وفي الوقت ذاته ندرك الحساسيات الموجودة لدى الصين." وعندما سئل عن مطالب في مجلس الشيوخ الامريكي ببيع مقاتلات اف-16 لتايوان قال جيتس "ليس لدي رأي في هذا الصدد حاليا." وتنظر وزارتا الخارجية والدفاع في الولاياتالمتحدة في هذه الصفقة المقترحة وقال الجنرال الصيني تشين بينغ دي خلال زيارة لواشنطن مؤخرا أن مبيعات الاسلحة لتايوان يمكن ان يكون لها أثر على الروابط العسكرية بين بكينوواشنطن. وقال جيتس الذي من المقرر أن يتقاعد في نهاية يونيو حزيران انه "راض جدا" عن وتيرة تقدم العلاقات العسكرية الامريكية الصينية خلال الفترة التي قضاها في منصبه. وأردف قائلا "وضعت جدول أعمال طموحا للغاية لتنمية علاقاتنا العسكرية... من الواضح انها واجهت عقبات أو عراقيل طوال الطريق لكني أعتقد أننا في وضع معقول للغاية." وذكر أنه اول مرة زار فيها الصين كوزير للدفاع كانت عام 2007 . وفي القمة الامنية التي تعقد في سنغافورة يهدف جيتس الى طمأنة الحلفاء على أن الولاياتالمتحدة ستواصل التمسك بالتزاماتها الامنية في اسيا رغم خفض الميزانية في المستقبل وتقاعده الوشيك.