علقت الصين يوم السبت مبادلاتها العسكرية مع الولاياتالمتحدة احتجاجا على بيع أسلحة أمريكية لتايوان في خطوة من شأنها توتير العلاقات بين البلدين بعد أزمة قضية جوجل. كما أعلنت وزارة الخارجية الصينية في بيان تجميد المحادثات الأمنية الرفيعة المستوى بين البلدين وهددت بفرض عقوبات تجارية على شركات الأسلحة الأمريكية المعنية بصفقة الأسلحة مع تايوان, في تحرك غير مسبوق يشير إلى قوة الصين المتنامية في العالم. وأدانت الصين اليوم السبت بشدة إعلان إدارة أوباما منذ يوم أنها تريد أن تبيع الأسلحة - في صفقة تصل قيمتها إلى 6.4 مليار دولار - لتايوان الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي التي تنظر إليها بكين على أنها إقليم انفصالي غير شرعي. وقال الصين أنها ستفرض رسميا عقوبات على الشركات الأمريكية التي تبيع أسلحة لتايوان فيما يعد خروجا عن المألوف في الماضي. وفي السابق كانت الإجراءات الانتقامية التجارية الصينية تتم بصورة غير رسمية. وقال هي يافي نائب وزير الخارجية الصيني للسفير الأمريكي لدى الصين في تصريحات نشرت على موقع وزارة الخارجية الصينية على الانترنت: "ستتحمل الولاياتالمتحدة مسئولية المضاعفات الخطيرة إذا لم تتراجع على الفور عن القرار الخاطئ ببيع أسلحة لتايوان." ويهدد الخلاف بإلحاق الضرر بعلاقات العضوين الدائمين في الأممالمتحدة. وتتطلع واشنطن إلى مساعدة من الصين في الضغط على إيران وكوريا الشمالية ومكافحة تغير المناخ كما تعد أيضا لقمة عالمية حول الأسلحة النووية في ابريل. وقالت وزارة الخارجية الصينية "سيكون من المحتوم أن يتأثر أيضا التعاون بين الصين والولاياتالمتحدة بشأن قضايا دولية وإقليمية مهمة" ولكنها لم تشر الى قضايا محددة. وقالت وزارة الدفاع الصينية إن الصين ستعلق الاتصالات العسكرية بين الدولتين وكذلك مشاورات على مستوى نواب الوزراء حول الأمن والرقابة على الأسلحة ومنع الانتشار النووي. ويمكن أن يؤدي تجميد العلاقات العسكرية إلى إلغاء زيارة إلى الصين من المقرر أن يقوم بها وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس. والعلاقات العسكرية بين القوتين محدودة والتي علقتها الصين عام 2008 بسبب مبيعات أسلحة إلى تايوان. وقال جين كانرونج أستاذ العلاقات الدولية في جامعة رنمين ببكين: "من المؤكد أن الصين ستجعل الولاياتالمتحدة تدفع ثمنا أكبر من ذي قبل بسبب مبيعات الأسلحة لتايوان". وأضاف أن الصين قد تختبر أسلحة جديدة لتؤكد غضبها. وقال ليو جيانجيونج أستاذ الأمن الدولي بجامعة تسنجهوا ببكين: "اعتقد أن الثمن الذي ستدفعه الولاياتالمتحدة سيكون أكبر مما توقعت الولاياتالمتحدة". وأضاف: "نظرة الولاياتالمتحدة إلى مبيعات الأسلحة لتايوان على أنها زوبعة مؤقتة يمكن أن تكون قد عفى عليها الزمن. الآن يمكن أن يضار التعاون على المدى الطويل أيضا". وأخطرت إدارة أوباما الكونجرس يوم الجمعة بصفقتها المقترحة لبيع أسلحة إلى تايوان تشمل طائرات هليكوبتر بلاك هوك وأنظمة صواريخ باتريوت "باك-3" الدفاعية المتقدمة وسفينتين لإزالة الألغام أعيد تجديدهما. وتشمل الصفقة أيضا صواريخ تيليمتري التي تصنعها شركة مكدونال دوجلاس وهي شركة مملوكة بالكامل لشركة بوينج ثاني اكبر شركة لصناعة الطائرات في العالم. وقالت وزارة الخارجية الصينية: "ستفرض الصين أيضا عقوبات مناسبة على شركات أمريكية متورطة في مبيعات الأسلحة لتايوان" لكنها لم تذكر أي شركة بالاسم. ولا توجد مؤشرات على أن بكين ستحاول استخدام مخزونها الكبير من الدولارات الأمريكية للضغط على واشنطن أو فرض عقوبات تجارية موسعة وهما خطوتان قد تؤثران سلبا على قوة الصين الاقتصادية. ومن المتوقع أن يزور الرئيس الصيني هو جين تاو الولاياتالمتحدة في وقت لاحق من العام الحالي بعد أن زار الرئيس الأمريكي باراك أوباما الصين في نوفمبر وهي الزيارة التي أشاد بها الطرفان باعتبار أنها تظهر عمق التعاون. ورحبت تايوان بقرار واشنطن. وقال الرئيس التايواني ما يينج جو للصحفيين إن الأسلحة ستعطي لتايوان "المزيد من الثقة والإحساس بالأمن للمضي قدما في تطوير العلاقات عبر المضيق." وكان توتر قد طرأ على العلاقات الدبلوماسية الصينية الأمريكية بعدما أعلن عملاق الانترنت الأمريكي جوجل عن تعرضه لهجمات إلكترونية كثيفة مصدرها الصين وتنديده بالرقابة المفروضة في هذا البلد، ما دفع واشنطن إلى طلب توضيحات من بكين. كما يقوم خلاف بين البلدين حول التغيير المناخي، فضلا عن خلافات تجارية ولا سيما حول قيمة العملة الصينية.