جوبا (السودان) (رويترز) - دعا سلفا كير رئيس حكومة جنوب السودان يوم الخميس جيش شمال السودان الى سحب قواته من منطقة أبيي المتنازع عليها لكنه قال ان الجنوب لن يخوض حربا بسبب هذا التوغل وان ذلك لن يعيق الاستقلال. وسيطر جيش شمال السودان على منطقة أبيي المنتجة للنفط يوم السبت مما أجبر عشرات الالاف على الفرار وأثار ادانة دولية قبل أقل من سبعة أسابيع على انفصال الجنوب. وقال كير للصحفيين في جوبا عاصمة جنوب السودان الذي سيصبح دولة مستقلة في التاسع من يوليو تموز "لن نعود الى الحرب.. لن يحدث هذا." وكانت أبيي ساحة رئيسية للمعارك في الحرب الاهلية التي كانت تدور في السودان ولها قيمة معنوية لكلا الجانبين. وتستخدم قبيلة الدنكا نقوك التي تربطها علاقات عرقية قوية بالجنوب المنطقة طوال العام بينما تستخدمها قبيلة المسيرية في فترة من العام. وأيد سكان جنوب السودان الاستقلال في استفتاء أجري في يناير كانون الثاني بعد اتفاق سلام عام 2005 أنهى حربا اهلية استمرت عشرات السنين بين الطرفين. يخشى محللون من أن يؤدي القتال بين الشمال والجنوب حول أبيي الى العودة لصراع شامل وهو تطور قد يكون له أثر مدمر على المنطقة المحيطة من خلال نزوح لاجئين عبر الحدود مجددا وقيام دولة فاشلة في الجنوب وهي في مهدها. وتحدت الخرطوم مطالب من الولاياتالمتحدة والامم المتحدة قائلة انها لن تنسحب من الارض التي تقول انها تابعة للشمال. وقالت مجموعة مراقبة تستخدم صور الاقمار الصناعية انها رصدت المزيد من المدرعات التابعة للخرطوم في مواقع قريبة من منطقة أبيي. وقال بارنابا بنجامين وزير الاعلام في حكومة جنوب السودان للصحفيين ان جيش الشمال يحرك الان "الافا" من أفراد قبيلة المسيرية العربية المدعومة من الخرطوم الى قرى قبيلة الدنكا نقوك في أبيي. وفي شمال السودان نظم 200 متظاهر غالبيتهم طلاب مسيرة أمام وزارة الدفاع في العاصمة الخرطوم لتاييد الجيش الشمالي. وهتف المتظاهرون "جيش واحد .. شعب واحد". وناشد كير الرئيس السوداني عمر حسن البشير سحب قواته من المنطقة وقال ان هذه الخطوة لن تعيق استقلال الجنوب. ومضى يقول "قاتلنا بما يكفي... صنعنا السلام... سيصبح الجنوب دولة مستقلة في التاسع من يوليو سواء اعترف الشمال بالجنوب أو لا.. هذه ليست مشكلة." وقالت منظمة مراقبة مقرها واشنطن تسمى (ساتلايت سنتينال بروجكت) ان الصور والتحليلات تشير الى ان قوات الجيش السوداني حشدت أسلحة ومدفعية ثقيلة حول بلدة العبيد على بعد 430 كيلومترا الى الشمال من أبيي. وقال جون برندرجاست من منظمة (ايناف بروجكت) الداعمة لمؤسسة سنتينال في بيان ان الصور تظهر أن الحكومة السودانية "مستعدة لتكثيف العمليات العسكرية في أبيي وبامتداد الحدود المتنازع عليها حيث يقع أغلب النفط السوداني." وأضاف أن الخرطوم "تسعى لترويع حكومة جنوب السودان والمجتمع الدولي مما يدفعهما لتقديم المزيد من التنازلات على مائدة المفاوضات حول قضايا حيوية متصلة بترسيم الحدود والترتيبات المرتبطة بايرادات النفط ووضع أبيي في المستقبل." وما زالت أبيي نقطة توتر خلال الفترة التي تسبق انفصال الجنوب الذي يمثل مصدرا لنحو 75 في المئة من 500 ألف برميل من النفط تنتجه البلاد يوميا. ونص اتفاق عام 2005 على اجراء استفتاء منفصل لابيي حول ما اذا كانت ستنضم للشمال أو الجنوب لكن الاستفتاء لم يتم لعدم اتفاق الجانبين على من يحق لهم المشاركة فيه.