يوم الجمعة بات يحمل في جعبته الكثير من الدماء، بعد سقوط ضحايا أسبوعيا في الاشتباكات بين قوات الأمن وجماعة الإخوان المسلمين، إلا أن الجمعة الماضية شهدت توسع في نطاق الأحداث حتى وصلت إلى محطات مترو الأنفاق التي أسفرت عن مقتل أمين شرطة بمحطة المطرية.. واقعة دقت ناقوس الخطر بداخل محطات مترو الأنفاق وطرحت تساؤلات حول طبيعة تأمين قوات الأمن بتلك الإدارة الحيوية بوزارة الداخلية. مقتل شرطي كان الأمين ''وليد شعبان عبدالعليم'' أمين الشرطة المعين لتأمين كوبرى المطرية بمحطة مترو الأنفاق، قد تلقى طلق ناري بصدره، أثناء تواجده في مكان عمله، على يد جماعة الإخوان المسلمين-بحسب بيان من وزارة الداخلية- الجمعة الماضية، ولفظ على إثر إصابته أنفاسه الأخيرة. الداخلية أوضحت في بيانها، أن مجموعة من تنظيم جماعة الإخوان المسلمين قاموا بالخروج من أحد المساجد بالمنطقة واعتلوا كوبري المشاة أعلى محطة المترو وقاموا بإطلاق الأعيرة النارية تجاه الخدمات الأمنية وفروا هاربين. وأكدت الداخلية أن الأجهزة الأمنية انتقلت لمكان الواقعة وتقوم بتمشيط المكان لملاحقة الجناة وضبطهم وضبط السلاح المستخدم. توقف حركة القطارات فيما توقفت حركة القطارات في الخط الأول اتجاه ''المرج-حلوان'' بمترو الأنفاق، بسبب الاشتباكات التي وقعت بين جماعة الإخوان وقوات الشرطة. من جانبه انتقل اللواء محمد قاسم، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، الجمعة، للتحقيق في حادث مقتل أمين الشرطة. وصرح مصدر أمني بمديرية أمن القاهرة، بأن مسيرة للإخوان كانت عائدة من ميدان النعام، هي من قامت بإطلاق النار على قوات الأمن المكلفة بتأمين محطة مترو المطرية. غليان ومطالب في اليوم التالي- السبت- أعلن الأمين سلامة حسين، المتحدث باسم أفراد شرطة النقل والمواصلات، أن أمناء قسم شرطة ثان مترو الأنفاق، دخلوا في إضراب عن العمل واعتصموا بمقر القسم، وذلك احتجاجا على سوء حمايتهم والتي أسفرت عن مقتل أمين شرطة أمس على يد أنصار جماعة الإخوان المسلمين. وأضاف سلامة، في تصريحات خاصة لمصراوي، أن أمناء الشرطة بحاجة ماسة لتدخل قيادات وزارة الداخلية لتسليحهم وتسليمهم واقي للرصاص، كإجراء تأميني لقوات الأمن. وقال أمين شرطة من المعتصمين بداخل القسم، -رفض ذكر اسمه- أن هناك حالة من ''الغليان'' بين زملائه لمقتل زميلهم. وتابع: أن أمناء بشرطة النقل والمواصلات يطالبون بإقالة اللواء منير السيد، مساعد وزير الداخلية لشرطة النقل والمواصلات لفشله في حماية أفراد الأمن. عزاء تراجعت حدة المطالب لدى أفراد الشرطة، الذين أقاموا عزاء بديوان قسم ثان مترو الأنفاق لزميلهم ''وليد شعبان''، الذي قُتل أثناء مرور مسيرة تابعة لأنصار الإخوان بالمطرية، الجمعة. وخلال اتصال هاتفي مع مصراوي، صرح المتحدث باسم أفراد شرطة النقل والمواصلات، أن أفراد الشرطة يُطالبون اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، بصرف جميع المستحقات المالية لأسرة الشهيد، وترقيته لرتب ملازم شرف تكريمًا له لتضحيته بحياته من أجل حماية الوطن ونوه إلى أنهم في حاجة ماسة لتسليحهم حتى يمكنهم التصدي ل ''العناصر الإرهابية''، فضلًا عن تجديد صندوق رعاية الأفراد. الداخلية من جانبه نفى العقيد هشام فاروق، مدير شرطة مترو الأنفاق، وجود أي إضراب عن العمل من أفراد الشرطة، مؤكدًا أن جميع الخدمات الأمنية متواجدة في أماكنها لأداء عملهم على أكمل وجه. وأوضح فاروق في تصريحات لمصراوي، الأحد، أن ما وقع ليلة أمس لا يتعدى تعبير عن حزن أفراد الشرطة على مقتل زميلهم بمحطة المطرية، مشيرًا إلى أن اللواء منير السيد التقى بهم خلال العزاء الذي أقيم اليوم واستمع إلى مطالبهم. وأشار فاروق إلى أن جميع الأفراد المتواجدين في خدماتهم بداخل مترو الأنفاق مسلحين وأن الأمين ''وليد'' الذي قتل على يد الإخوان كان مسلح ببندقية، منوهًا إلى أن الأفراد يطالبون بتسليح شخصي وهو ما وعدت الداخلية بتوفيره تدريجيا. تضامن وعبر مدير شرطة مترو الأنفاق عن تضامنه مع أفراد الشرطة في مطالبهم بتوفير واقي للرصاص مؤكدًا أن الوزارة وفرت عددا منها وخلال فترة قصيرة سيتم توزيعها على جميع الأفراد.
وأكد فاروق أن وزارة الداخلية تسعى بخطى حثيثة إلى تطبيقة خطة لتسليح الأفراد بالكامل، وأن تلك الخطوات ستتم على مراحل.
وشدد فاروق على أن جميع الحقوق المالية لأمين الشرطة الشهيد سيتم صرفها بالكامل، وأن الوزارة لن تبخل على أبناء الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن.