حذرت شركة توزيع الكهرباء بمحافظات غزة من وقوع كارثة إنسانية تهدد حياة 1.8 مليون مواطن في حال توقف محطة التوليد الوحيدة في القطاع عن العمل، مناشدة الهيئات والمنظمات الدولية والأممية ومراكز حقوق الإنسان بسرعة التدخل والعمل السريع لإمداد المحطة بالوقود اللازم لتشغيلها. وأعلنت الشركة الجهة المسئولة عن توزيع الطاقة الكهربائية في قطاع غزة - في بيان صحفي اليوم الأربعاء- عن عودة جدول قطع الكهرباء القائم على 6 ساعات ووصل للتيار، و12 ساعة فصل قريبا في حال توقف محطة التوليد الوحيدة عن العمل بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيلها''.
وأوضحت أن الكهرباء المتبقية بعد توقف محطة التوليد عن العمل والإنتاج هو فقط 148 ميجاوات، منها 120 ميجاوات من الشركة الإسرائيلية إضافة إلى 28 من الشركة المصرية، مشيرة الى أن الحاجة الفعلية لقطاع غزة من الكهرباء تصل الى 450 ميجاوات في الفترة الحالية، مما يعني زيادة نسبة العجز الموجود أصلا لتصل بتوقف المحطة الى اكثر من 67%.
وحذرت الشركة من أن هذا ينذر بأوضاع كارثية محدقة بالمؤسسات الخدماتية والمرافق الحيوية في كافة القطاعات، خاصة وأن هذه الحالة تأتي في ظل التشديد المتصاعد للحصار المفروض على غزة والتصعيد الإسرائيلي الملحوظ ضد القطاع.
وتعود أزمة الكهرباء في غزة الى الخلاف بين حكومتي غزة والضفة حول قضية الكهرباء، حيث تصر حكومة رام الله على تحصيل ضرائب على الوقود المخصص لمحطة التوليد، والذي تصل قيمته إلى 40% من قيمة الوقود، وفي المقابل تؤكد الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس بغزة عدم قدرتها المالية على شراء الوقود مع اضافة الضريبة.
وتسبب الخلاف في توقف المحطة نهاية العام الماضي لنحو 45 يوما، وهو ما فاقم أزمة الكهرباء في القطاع، وأدى لانقطاع التيار قرابة 16 ساعة يوميا، لكنها عادت للعمل منتصف ديسمبر الماضي عقب تعهد قطر بدفع 10 ملايين دولار للسلطة الفلسطينية قيمة الضرائب على الوقود اللازم لتشغيل المحطة.
ومع انتهاء المنحة القطرية يوم الاحد الماضي، عادت الأزمة لتطل برأسها من جديد، فيما من المتوقع أن تصل ساعات وصل التيار بعد توقف المحطة الى 6 ساعات يوميا و12 ساعة قطع مقابل 8 ساعات وصل و8 مثلهم قطع في الوقت الحالي، ويحتاج قطاع غزة الى نحو 380 ميجاوات من الكهرباء في فصلي الخريف والربيع و440 ميجاوات في فصلي الصيف والشتاء لسد احتياجات سكانه البالغ عددهم حوالى 8ر1 مليون فلسطيني لا يتوفر منها سوى قرابة 200 ميجاوات.
ويحصل القطاع حاليا على التيار الكهربائي من ثلاثة مصادر، أولها إسرائيل، حيث تمد القطاع بطاقة مقدارها 120 ميجاوات، وثانيها مصر وتمد القطاع ب 28 ميجاوات، فيما تنتج محطة توليد الكهرباء في غزة نحو 60 ميجاوات.