''أنا مظلوم وعمري ما قتلت حد''.. ''الحكم ده ظالم''.. هكذا استنكر الفنان اللبناني المعتزل فضل شاكر، حكم الإعدام الذى أصدره القضاء اللبناني بحقه هو والشيخ أحمد الأسير و54 آخرين لمشاركتهم في قتال الجيش اللبناني في منطقة عبرا في صيدا بجنوب لبنان الصيف الماضي. وكتب فضل عبر حسابه الخاص على موقع ''تويتر'' واصفًا الحكم الذى أصدره قاضى التحقيق العسكرى الأول رياض أبو غيدا يوم الجمعة الماضي ب''الظالم''، وقال: ''هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، فالقرار افتراء وتجنى وظلم ما بعده ظلم.. فأنا لم أقاتل ولم أقتل أحدًا يوماً''. والمتابع لتاريخ فضل فسيجد أنه ومنذ قراره اعتزال الغناء والابتعاد عن عالم الفن في نهاية عام 2012، وهو يثير الجدل ليس لاعتزاله واعترافه بأن الفن يُلهي عن ذكر الله ويبعده عن دينه فقط، ولكن لاتهامه مرارا وتكرارا بانه اصبح من الجهاديين وأنه يشارك في عمليات إرهابية، فظل شاكر محط الأنظار ومازالت تتهافت وسائل الإعلام على اخباره وكأنه مازال نجم لامع في عالم الفن، لتعرف كيف وصل حاله من مطرب تربع على عرش الأغنية وعُرف بصوته الدافئ واغانيه الرومانسية، لينتهي به الحال لجهادي تطالب المحكمة بإعدامه. وكان لتوطد علاقة فضل شاكر بالشيخ اللبناني أحمد الأسير تأثير كبير على حياته فبدأ يحضر الجلسات الدينية، وظهر معه في أكثر من مكان، وخرج معه لأول مرة بعد اعتزاله على احدى القنوات الدينية ليحكي اسباب اعتزاله ويتحدث عن الفن وأهله بشكل اغضب كثير من الفنانين، شاكر اشار في الحوار الى انه شعر بتقصيره تجاه دينه وان قرار الاعتزال كان يراوده، بالإضافة الى انه يرى ان الفن بات متدني المستوى، وفقد مصداقيته فلم يعد الجمهور يصدق كل ما يقوله الفنان لذا جاء قراره باعتزال الفن نهائيا. ووصف شاكر الموسيقى بأنها حرام، لكنه سيستغل صوته في غناء الأناشيد الدينية، وتطرق في لقاءه التليفزيوني للحديث عن الفنانين واصفا قلبوهم بالسوداء، وان الوسط الفني تحكمه الغيرة، وأوضح انه بات ينظر لأغانيه العاطفية التي تدعو للحب وللغرام بانها أثم تدفع الناس الى الوقوع في المعصية، وكان شاكر قد صرح انه لم يتحدث مع أياً من الفنانين ليقنعهم بالاعتزال سوى مع المطربة شيرين عبد الوهاب فدعاها الى ارتداء الحجاب. وكانت التصريحات السابقة محل انتقادات أهل الغناء والفن فعلقت المطربة شمس ''ان فضل شاكر ظهر على حقيقته واتهمته بالعنصرية والطائفية''، في حين كان رد المطرب وائل جسار ان فضل شاكر من الفنانين الذين قدموا للفن صورة جيدة، ورفض ان يتهمه بأي شئ، مؤكدا ان الفن رسالة سامية، وقال عنه المطرب حسين الجسمي ''فضل شاكر صديقي وأحبه كثيراً وأسبوعياً أكتب له رسالة هاتفية، لكنه مؤخراً لم يعد يردّ وانقطع اتصاله بي منذ فترة''. وعلى عكس كثير من الفنانين في حال اعتزالهم ممن يكتفون بترك الفن، دخل فضل في معارك سياسية بعد انضمامه الى جماعة الشيخ الأسير، وكانت جماعة الأسير، وهي الجماعة التي تم اتهامها في أحداث يونيو الماضي باقتناء اسلحة ومتفجرات استخدموها في قتل افراد من الجيش اللبناني، واصدر القضاء اللبناني حكمه بإعدام فضل شاكر والأسير و54 آخرين من الجماعة، وهو الحكم الذي رآه فضل تجني وظلم، مؤكدا على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي ''تويتر'' انه لم يقاتل ولم يقتل يوما احد، ومطالبا المحكمة بأن تأتي ببرهانها. وكان شاكر قد أصدر بيان منذ فترة استنكر فيه اتهامه بالإرهاب، وتحدث عن أنه اختار الاعتزال ليشتري آخرته بدنياه، مضيفا ''لكن يبدو أن قراري هذا لم يعجب الكثيرين، ومنهم بعض وسائل الإعلام المشبوهة الانتماء والتوجه والتي لا تدع أي فرصة إلا وتنتهزها لتشويه صورتي وإظهاري بمظهر الإرهابي التكفيري الذي يريد قتل الناس يميناً ويساراً''.