أعلن عدد من الدول العربية والغربية عن تقديم مساعدات للشعب السوري وذلك خلال المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا، فيما دعا بان إلى "إقامة كيان حاكم انتقالي بسلطات تنفيذية موسعة" بعد جنيف-2. تعهد مانحون بينهم الولاياتالمتحدة ودول خليجية عربية اليوم الأربعاء (15 يناير 2014) بتقديم مليار دولار لدعم جهود الأممالمتحدة الإنسانية في سوريا التي دمرها صراع مستمر منذ ثلاث سنوات. وأعلن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عن تبرع بلاده بمبلغ 500 مليون دولار من القطاعين الحكومي والأهلي لدعم الوضع الإنساني في سوريا. كما أعلنت الولاياتالمتحدة التبرع بمبلغ 380 مليون دولار، في حين تبرعت كل من قطر والمملكة العربية السعودية بستين مليون دولار. وأُعلنت التبرعات في المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا المنعقد حالياً في الكويت، ويحضره الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ويسعى إلى مساعدة المنظمة الدولية في تحقيق هدفها بجمع 6.5 مليار دولار لسوريا والدول المجاورة في 2014. والمناشدة التي أطلقتها المنظمة الدولية الشهر الماضي هي الأكبر في تاريخ الأممالمتحدة التي تقول إن الصراع أدى إلى عودة مكاسب التنمية البشرية في سوريا 35 عاماً إلى الوراء وإن أكثر من نصف السكان يعيشون الآن في فقر. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري "أفخر بأن أعلن اليوم نيابة عن الرئيس (باراك) أوباما مساعدات إضافية قيمتها 380 مليون دولار". كما أعلن وزير خارجية قطر خالد العطية عن تبرع بلاده بمبلغ 60 مليون دولار لمساعدة الشعب السوري. وقال وزير المالية السعودي إبراهيم العساف إن بلاده ستزيد الاعتمادات المخصصة لبرامج دعم اللاجئين السوريين بمبلغ 60 مليون دولار ليصل المبلغ المتاح للإنفاق خلال الفترة المقبلة إلى 250 مليون دولار. وكان مؤتمر مماثل للمانحين عقد في الكويت العام الماضي تعهد بتقديم 1.5 مليار دولار استخدمت في سوريا ودول مجاورة لتوفير الحصص الغذائية والأدوية ومياه الشرب وأماكن الإيواء. وجاءت أكبر تبرعات خلال هذا المؤتمر من حكومات دول الخليج العربية. وقالت هيئة التتبع المالي التابعة للأمم المتحدة إنه في المجمل لم تتلق المنظمة الدولية سوى 70 بالمئة من المبالغ التي تم التعهد بتقديمها لسوريا في عام 2013. إقامة كيان انتقالي من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة الذي يرأس المؤتمر "حتى في ظل أفضل الأوضاع فقد أدى القتال إلى تراجع سوريا لأعوام بل لعقود". كان بان أبدى أسفه من قبل لعدم تلقي المنظمة الدولية كل التبرعات التي جرى التعهد بها خلال المؤتمر السابق مع عدم وصول ما بين 20 و30 بالمائة من المبالغ. وقال بان للمؤتمر في كلمته إنه يأمل أن تجمع محادثات السلام المقررة في سويسرا في 22 يناير الحكومة السورية مع المعارضة على مائدة المفاوضات. وتابع "أتمنى أن تطلق (المحادثات) عملية سياسية لإقامة كيان حاكم انتقالي بسلطات تنفيذية موسعة والأهم أن تنهي العنف". ميقاتي يناشد لمساعدة بلاده من ناحية أخرى ناشد رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي المجتمع الدولي مساعدة بلاده في تحمل أعباء اللاجئين السوريين في ظل استمرار الصراع السوري. وقال ميقاتي في كلمته أمام المؤتمر "أظهرت الدراسات التي أجريت على سنوات 2012-2014 تقلصاً في الناتج المحلي يقدر بمبلغ 7.5 مليار دولار وكلفة على الخزينة تقدر بمبلغ 5.1 مليار دولار تشمل 3.6 مليار دولار نفقات مباشرة جراء تغطية خدمات للنازحين و1.5 مليار دولار تقلصاً في عائدات الخزينة الناتجة عن تراجع النمو الاقتصادي". وأكد ميقاتي أن "ضغط النزوح" ازداد على أبناء المجتمع اللبناني الأكثر ضعفاً، مما جعلهم "يتنافسون على لقمة العيش مع إخوانهم السوريين مما أدى لتراجع في مستويات الأجور وارتفاع معدل البطالة". وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أمس الثلاثاء إنه قدم حصصا غذائية لعدد قياسي يبلغ 3.8 مليون شخص في سوريا في ديسمبر، إلا أنه لم يتمكن من الوصول إلى المدنيين في المحافظات الشرقية والبلدات المحاصرة قرب العاصمة. وأبدى البرنامج قلقه من تقارير عن سوء التغذية في مناطق محاصرة خاصة بين الأطفال ودعا إلى تسهيل عملية الوصول لهذه المناطق. ويقول برنامج الأغذية العالمي إنه بحاجة إلى جمع 35 مليون دولار أسبوعياً للوفاء بالاحتياجات الغذائية داخل سوريا وفي الدول المجاورة.