بروكسل (رويترز) - قال يوكيا امانو المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة يوم الخميس ان الوكالة لديها معلومات تشير الى أن سوريا كانت تبني سرا مفاعلا نوويا عندما قصفت اسرائيل موقع البناء عام 2007 لكنها لم تصل بعد الى قرار نهائي في هذا الشأن. ويقول دبلوماسيون انه اذا اعطى امانو صبغة رسمية لنتائجه في تقريره ربع السنوي بشأن سوريا والمقرر صدوره خلال اسابيع فسوف تستغل الولاياتالمتحدة وحلفاؤها النتائج في محاولة لاحالة قضية سوريا الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة. وتتزايد خيبة آمال الغرب بسبب ما يعتبره اعاقة من سوريا للتحقيق الدولي في موقع دير الزور الذي تقول تقارير المخابرات الامريكية انه كان موقعا لبناء مفاعل نووي بتصميم كوري شمالي بهدف صناعة سلاح نووي. وقال امانو في مقابلة اجريت معه في بروكسل "لدينا الزعم بأن هذه المنشأة كانت مفاعلا نوويا قيد البناء. "لدينا معلومات تشير الى ان هذه هي الحقيقة. لكن في هذا الوقت وحتى الان لم نتوصل الى أي نتيجة." وتنفي سوريا الحليفة لايران امتلاكها لاي برنامج لاسلحة نووية. وقالت ان اثار اليورانيوم التي عثر عليها في دير الزور بعد زيارة لم تتكرر لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ترجع الى الذخيرة الاسرائيلية التي استخدمت في قصف الموقع. واستبعدت الوكالة هذا الاحتمال. ورفضت دمشق مطالبات متكررة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية للقيام بزيارات متابعة للموقع الذي يقع في الصحراء. واكد امانو الذي قال في تقارير سابقة ان هناك مؤشرات على ان موقع دير الزور ربما شهد انشطة نووية على انه يرى ان سوريا ليست متعاونة. وقال "داومنا مطالبة سوريا بقبول مفتشينا وكتبت رسالة في نوفمبر لكنني لم اتلق ردا ايجابيا فيما يتعلق بزيارة مفتشين لدير الزور." لكنه قال ان سوريا اصبحت اكثر تعاونا بخصوص منشأة اخرى وهي مفاعل بحثي بالقرب من دمشق. ويملك مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يضم 35 دولة احالة تقارير الى مجلس الامن الدولي اذا رأى ان دولة ما قد انتهكت قواعد الوكالة لضمان عدم تحول التكنولوجيا النووية الى أغراض عسكرية. ورفع مجلس أمناء الوكالة تقريرا بخصوص ايران الى مجلس الامن في عام 2006 لعدم قدرتها على إزالة الشكوك في انها تحاول صناعة اسلحة نووية. وفرضت على طهران منذ ذلك الوقت اربع جولات من العقوبات بسبب رفضها وقف انشطتها النووية الحساسة. وتتزامن الاستعدادات التي تقودها الولاياتالمتحدة لاتخاذ خطوة ضد سوريا في اجتماع مجلس الامناء الذي يعقد بين السادس والعاشر من يونيو حزيران مع حملة امنية عنيفة تشنها السلطات السورية على انتفاضة شعبية تطالب بالديمقراطية. وقال دبلوماسيون غربيون ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الارجح لن تصدر تقييما نهائيا بخصوص دير الزور بسبب عدم قدرتها على التفتيش على الموقع. ويقولون ان رفض سوريا السماح بعودة المفتشين الدوليين الى موقع دير الزور يهدد بتقويض الوكالة الدولية ومعاهدة حظر الانتشار النووي اذا لم يتخذ اجراء ضده. وقال امانو "نقص التعاون من جانبهم -- واذا لم نتمكن من التوصل الى نتائج -- ليس جيدا بالنسبة للوكالة الدولية للطاقة الذرية ولا لسوريا ولا لاحد."