ذكر تقرير أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن من المحتمل أن يكون الموقع السوري الذي قصفته إسرائيل عام 2007 مفاعلا نوويا. ويقول التقرير الذي حصلت رويترز على نسخة منه أمس الثلاثاء: "بناء على المعلومات المتوفرة لدى الوكالة وتقييمها الفني لهذه المعلومات؛ تعتقد الوكالة أن من المحتمل جدًّا أن المبنى الذي دمر في موقع دير الزور كان مفاعلا نوويا، وهو ما كان يتعين إبلاغ الوكالة به." ووفقًا لما ورد بالتقرير، فإن ما حدث قد يؤدي إلى إحالة دمشق إلى مجلس الأمن الدولي. كما أنه (أي التقرير) يعزز شكوكًا غربية في أن سوريا كانت تبني سرًّا مفاعلا نوويًّا في موقع دير الزور بالصحراء؛ "ربما لأهداف عسكرية". وردًّا على ما جاء في التقرير نفت سوريا إخفاء أي برنامج لصنع قنبلة نووية، وقالت إن على الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تركز بدلا من ذلك على إسرائيل وترسانتها النووية غير المعلنة. كما تقول سوريا إن موقع دير الزور كان موقعا عسكريا لا نوويا، وهي ترفض منذ نحو ثلاث سنوات السماح لمفتشي الأممالمتحدة بزيارة الموقع الذي دمرته إسرائيل. من الجدير بالذكر أن تقارير مخابرات أميركية تقول: إن موقع دير الزور كان مفاعلا تحت الإنشاء صممته كوريا الشمالية لصنع يورانيوم عالي التخصيب يستخدم في إنتاج قنابل نووية. وقد سبق أن أعلنت وكالة الطاقة دلائل على أن "أنشطة نووية ربما حدثت في الموقع". ويشير دبلوماسيون -كما تقول رويترز- إلى أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها الأوروبيين قد يستغلون ما جاء في التقرير من أجل الدفع لاستصدار قرار من جانب مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي سيجتمع في الفترة من 6 إلى 10 يونيو المقبل لإحالة القضية النووية السورية إلى مجلس الأمن. لكن بعض المبعوثين غير الغربيين عبروا عن شكهم في جدوى أي خطوة من هذا القبيل قد يتخذها مجلس محافظي الوكالة، قائلين إنه أيا كان ما فعلته سوريا في دير الزور فقد أصبح من الماضي. يأتي ذلك بينما تتزايد الضغوط والعقوبات على سوريا على خلفية قمع سلطاتها الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الأسد.