تُحرضنا الأديبة ''رضوى عاشور'' على الأمل، تدفعنا للتمسك به، توشوشنا بكلماتها تقول لنا''لا تيأسوا.. سننتصر''، بإصدار كتابها الجديد ''أثقل من رضوى'' يُضاف إلى رصيدها القيم المتماسك من روايات وسيرة ذاتية وأبحاث، بلغتها العفوية المنمقة الراقية. تسمح لنا ''رضوى'' في كتابها الجديد، وهو عبارة عن مقاطع من سيرة ذاتية عنها، بأن نتعرف عليها عن قُرب، عن علاقتها بزوجها الشاعر''مريد البرغوثي''، وابنها الشاعر أيضًا''تميم''، عن رحلة العلاج الطويلة لمرض هاجمها بقوة وكاد لا قدر الله أن يأخذها من عالمنا، تصطحبنا بداخل أروقة مستشفى ''جورج واشنطن''، وجولاتها مع أسرتها الصغيرة طوال الفترة التي مكثت فيها بأمريكا. نتعرف من خلال فصول الكتاب-33- على كفاحها بداخل جامعة عين شمس برفقة زملائها وطلابها ضد الممارسات السيئة لرئيس الجامعة، وأمن الدولة، والبلطجية، وندلف إلى منزل الأسرة ننهل الدفء والجمال مما يدور في لقاءات الأحباء والمقربين من العائلة، أو مع الحدادين-نسبة لأسرة الشاعر فؤاد حداد، والجواهين-نسبة إلى أسرة المبدع صلاح جاهين. تنثر ''رضوى'' بداخل كتابها قطفات من ثورة 25 يناير وأبطالها، والموجات الثورية الهامة، منها أحداث ''محمد محمود''، ''ذكرى محمد محمود'' ''مجلس الوزراء''، ''ماسبيرو''، و''العباسية''، و''الاتحادية''.. تُذكرنا حتى لا ننسى، وحتى ينضم كتابها ضمن أرشيف كبير يؤرخ لخطوات وانجازات الثوار. تحكي لنا عن سر اختيار اسمها، عن طفولتها ودراستها، وذكرياتها في مدرسة ''ليسيه الحرية'' بشارع محمد محمود، تكشف لنا سر تمسكها بالأمل قائلة: أنا مُدرسة، أرى في رسائل التشاؤم فعلا غير أخلاقيا، قلت ذات مرة إن كل كتاباتي الروائية محاولة للتعامل مع الهزيمة، قلت: الكتابة محاولة لاستعادة إرادة منفية. تُنهي ''أثقل من رضوى'' بكلمات عذبة لها فعل السحر على العقل والقلب، تقول: حين يراودني اليأس، أقول لنفسي: لا يصح ولا يجوز لأنني من حزب النمل، من حزب قشة الغريق، أتشبث بها ولا أفلتها أبدا من يدي، من حزب الشاطرة التي تغزل برجل حمارة، لماذا لا أقول إننا كل أسرتنا، لا أعني أنا ومريد وتميم وحدنا، بل تلك العائلة الممتدة من الشغيلة والثوار والحالمين الذين يناطحون زمانهم، من حزب العناد؟، نمقت الهزيمة، لا نقبلها. فإن قضت علينا، نموت كالشجر واقفين، ننجز أمرين كلاهما جميل: شرف المحاولة وخبراتٌ ثمينة، تركةٌ نخلفها بحرص إلى القادمين. لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك...اضغط هنا