زوبعة هائلة في مصر بسبب حصول ألمان على عينات من هرم خوفو

انفجر خلاف بين ألمانيا والهيئة المصرية العامة للآثار بسبب غضب السلطات المصرية إزاء حصول هواة دراسة آثار من ألمانيا على عينات من هرم خوفو.
ولم ينس الخبراء بعد الخلاف الذي ثار قبل عدة سنوات بين البلدين بسبب التمثال النصفي لنفرتيتي و الذي تصر ألمانيا على حيازته رغم مطالبة مصر به مرارا.
فماذا حدث بالضبط؟
سافر الألماني دومينيك جورليتس ''رجل الآثار التجريبي'' المعروف بتجاربه التي يجريها بالقارب الذي صنعه بنفسه من الخيرزان برفقة المؤلف شتيفان ايردمان في إطار مشروع بحثي مشترك خاص بهما إلى القاهرة في أبريل الماضي.
واستطاع جورليتس الوصول إلى غرفة خاصة بالملك خوفو في الهرم الذي يحمل اسمه وهو أكبر هرم في مصر.
ورغم أن وجود هذه الغرفة معروف إلا أنها غير متاحة عادة للعامة.
ثم حصل جورليتس من هذه الغرفة على عينات حملها ايردمان في أيار/مايو إلى معهد فريزينيوس بمدينة دريسدن لتحليلها.
وهناك استياء بالغ في مصر، أولا بسبب أخذ هذه العينات وثانيا بسبب حملها إلى ألمانيا.
ويرى وزير الآثار المصري محمد إبراهيم أن هرم خوفو ليس بمثابة محجر يستطيع أي هاو أن يأخذ منه عينات حجرية كيفما يحلو له.
وذكرت صحيفة المصري اليوم المصرية على موقعها الإلكتروني مؤخرا أن وزير الآثار طلب من المدعي العام المصري التحقيق ضد ''ثلاثة خبراء ألمان''، كما أن الوزير يعتزم إبلاغ الشرطة الدولية ''الانتربول'' لملاحقة هؤلاء الأثريين الهواة. وبالمقابل فإن السفارة الألمانية في القاهرة والمعهد الألماني للأثار أكدا عدم وجود أي علاقة لهما بما فعله جورليتس وزميله.
أما جورليتس الذي عاد إلى ألمانيا فلا يفهم سبب استياء المصريين حيث قال في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) :''أليس ذلك في النهاية هو في خدمة البحث العلمي؟'' مضيفا:''كما أننا أبلغنا المسئولين في هضبة الجيزة''.
ولا يريد جورليتس الإفصاح في الوقت الحالي عن اسم الشخص المزعوم الذي سمح له بدخول غرفة الملك خوفو واكتفى بالقول:''لا أريد أن أصب المزيد من الزيت في النار''.
كما أن المسؤولين في معهد فريزينيوس حيث يتم تحليل العينات في الوقت الحالي لا يرون أنهم ارتكبوا جرما ''فالذي كلفنا بتحليل العينات هو السيد ايردمان، ليس لنا صلة بأخذ العينات'' حسبما أوضح بيرند ميليش المسؤول في المعهد.
وأوضح ميليش أن هذه العينات لا تعدو كونها ''كسرات في كيس''.
كما أوضح ميليش أن تحليل هذه ''الشظايا الصغيرة'' لم ينته بعد وقال إن العينات لا تحتوي على كمية كافية من الكربون لتحديد عمرها باستخدام طريقة الكربون المشع بسبب ضآلة حجمها حيث لا يتجاوز حجم العينة الواحدة منها 4 في 2 مليمتر.
وتسبب عرض مقطع مصور يظهر فيه جورليتس وهو يفعل شيئا ما في جدار إحدى الحجرات الخمس التي تعلو غرفة الدفن الخاصة بالملك خوفو في تناول عدد من وسائل الإعلام المصرية لهذه القضية، وذلك قبل أن يحذف صاحب الفيديو هذا المقطع من على موقع يوتيوب.
وادانت السفارة الالمانية بالقاهرة في بيان لها اخذ عينات من هرم خوفو ، واشار البيان إلى أن السفارة الألمانية تدين أخذ عينات من هرم خوفو ونقل تلك العينات إلى خارج البلاد بمعرفة شخص ألماني ليس له صفة رسمية وليس لديه أي تكليف بأية مهمة رسمية في مصر .
واضاف البيان أن المعهد الألماني للآثار اوضح في خطابٍ إلى وزارة الدولة لشؤون الآثار بتاريخ 12 نوفمبر أن جورليتس لا تربطه أي علاقة بالمعهد الألماني للآثار، كما نأى المعهد بنفسه عن تصرف جورليتس.
وتابع بأن الواقعة تطرح عددا من التساؤلات من بينها كيفية تمكن جورليتس من دخول حجرة بهرم الملك خوفو ليس من المصرح للجمهور الدخول إليها. وأنه إلى حين توافر مزيد من المعلومات من خلال وزارة الدولة لشؤون الآثار فإن السفارة الألمانية تفترض أن أخذ العينات قد جرى بالمخالفة للوائح وقوانين حماية الآثار المصرية.
وذكر البيان أن المعهد الألماني للآثار والسفارة الألمانية أبدى استعدادهما للتعاون الكامل مع السلطات المصرية لاستجلاء هذا الأمر، إلا أن الحكومة المصرية لم تتصل رسمياً حتى الآن بالحكومة الألمانية أو بالسفارة الألمانية.
واستطرد ت السفارة في البيان بالقول'' أما المعلومات المجتزئة نوعاً ما المتعلقة بهذا الأمر والتي وصلتنا حتى الآن عن طريق وسائل الإعلام فقط، فقد تمت إحالتها إلى الشرطة والنيابة العامة الألمانية للتحقق منها ''.
واوضح البيان ‘نحن من جانبنا نرجو السلطات المصرية إفادتنا بمعلومات عن الواقعة والتبعات القانونية المترتبة على ذلك حتى يتسنى تحقيق التعاون الجنائي بين السلطات الألمانية والمصرية على أفضل وجه وكذا التعامل مع هذه الواقعة قضائياً والانتهاء منها في أسرع وقت ممكن'' .

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة...للاشتراك...اضغط هنا