هل انتهى "عصر الذهب"؟

شهد السعر العالمي للذهب تراجعًا ملحوظًا خلال العام الحالي، وسط ضغوط عنيفة يتعرض لها المعدن الأصفر، قد تجعله يفقد مكانته كمخزن قوي للقيمة.
وفقد الذهب نحو 26 بالمئة من قيمته خلال عام 2013، بضغط من نية البنك الفيدرالي الأمريكي تقليص برنامج التحفيز، والذي كان أحد أهم أسباب صعود سعر الذهب خلال الأعوام الماضية.
ويعتمد المستثمرون على الذهب مع ظهور أزمات تتعلق بالاقتصاد العالمي، في محاولة للحفاظ على قيمة ممتلكاتهم، خوفًا من تأثير الأزمات على القيمة الحقيقة للنقود.
تراجع عنيف وضغوط شديدة
أغلق سعر المعدن النفيس عند مستوى 1245 دولار للأوقية ( الاونصة) بنهاية تعاملات الجمعة الماضي، ليواصل تراجعه خلال العام الحالي.
واقترب الذهب من تسجيل أول هبوط خلال عام، منذ نحو 13 عامًا، وفقًا لبيانات لبلومبيرج.
وكان الفيدرالي الأمريكي قد اعلن نيته تخفيض برنامج التحفيز، والذي يقضى بشراء سندات أمريكية بنحو 85 مليار دولار شهريًا، ما قد يقلل الضغوط بشأن التضخم، ويجعل الذهب الخيار الأقل أهمية وامانًا.
واعتاد المستثمرون اللجوء إلى شراء الذهب، خوفًا من توقعات ارتفاع المستوى العام للأسعار (التضخم)، في محاولة للحفاظ على قيمة أموالهم.
وكان الذهب قد شهد ارتفاعًا واضحًا منذ الازمة المالية العالمية، مع توجه المستثمرين للمعدن النفيس كمخزن للقيمة، ومع استقرار الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة وهدوء أزمة اليورو، تراجع مخاوف المستثمرين.
مبيعات للمستثمرين والدول
اتجهت بعض الدول والمستثمرين الأفراد والمؤسسات إلى بيع جزء من مخزون الذهب لديهم، عقب التراجع الملحوظ في سعره، ووجود توقعات باستمرار الهبوط خلال الفترة المقبلة.
ووفقًا لرويترز، أظهرت بيانات صندوق النقد الدولي أن ألمانيا خفضت حيازاتها من الذهب بمقدار 3.421 طن في شهر أكتوبر الماضي.
وتعتبر ألمانيا إحدى الدول العشر الأولى في العالم من حيث احتياطيات الذهب.
كما أعلن المليونير الأمريكي، جون بولس – أحد أكبر المستثمرين في المعدن النفيس منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008 – نيته عدم استثمار أي مبالغ جديدة في الذهب.
ووفقًا لبومبيرج، فإن المليونير الأمريكي كان قد أخبر عملاء شركته الاستثمارية نيته عدم ضخ أي اموال جديدة في الصندوق المخصص لشراء الذهب، مع عدم وضوح الرؤية بشأن التضخم (الارتفاع العام في الأسعار)
توقعات سلبية
توقعت مؤسسة جولدمان ساكس أن يتراجع سعر الذهب خلال عام 2014 بنحو 15 بالمئة على الأقل، ليصل إلى نحو ألف دولار للأونصة، وهو أقل سعر منذ عام 2010.
وقالت المؤسسة البحثية أن الذهب يظل عرضة للعوامل الاقتصادية – خاصة تقليص برنامج التحفيز الأمريكي – والتي قد تدفعه لمزيد من الهبوط خلال العام القادم.