أكد الموفد الخاص للاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان ستافروس لامبينندس، أن المناقشات التي يجريها الوفد خلال زيارته الحالية لمصر، لا تهدف إلى طرح إملاءات، ولكن للنقاش حول القلق الموجود إزاء بعض الفقرات في مشروع قانون الجمعيات الأهلية. جاءت تصريحات لامبينندس خلال اجتماعه اليوم الأحد،مع لجنة تنمية القوى البشرية بمجلس الشورى برئاسة عبد العظيم محمود، لمناقشة مشروع قانون الجمعيات الأهلية. وأوضح لامبينندس أنه'' طبقا للمعايير الدولية توجد بعض الفقرات محل قلق بالنسبة للجنة فينيسا،وهي هيئة مستقلة عن مجلس أوروبا''، مشيرا إلى ''أنه لا يجب أن تعمل أي منظمة للعمل الأهلي في السر، كما أن القانون الدولي يؤكد على أنه لايجوز الحكم على أي منظمة أهلية قبل دخولها حيز العمل ولكن يجب أن يتم مراقبتها بعد عملها''. وبالنسبة لمسألة التمويل بما فيها القادم من جهات أجنبية، قال المسئول الأوروبي إنه لا يجب أن يتم استخدام التمويل لمساعدة الإرهاب بمختلف أشكاله، ولكن هناك بعض الضوابط والقيود يتم وضعها لمجرد أن هذه المنظمة ليست محل ترحيب. وأوضح أن ''لجنة فينيسيا ترى ضرورة وضع هذه الأمور في الاعتبار، وهو قلق مشروع بألا تدخل هذه المنظمات في عمل غير قانوني، كما أن نصوص القانون الجديد تقضي بالتفويض المسبق لعمل الجمعية، هو شرط يجب أن يزال، وأن يتم تطبيق هذه الشروط وفقا للقانون الدولي، وهذا من خلال التحليل السياسي للجنة فينيسيا''. وأضاف لامبينندس أن ''هناك بعض المواد التي تخص التمويل الأجنبي والمنظمات غير الحكومية الدولية، وهذا هو ما حددته لجنة فينيسيا بعدم توافقها مع القانون الدولي''، لافتا إلى أن ''لجنة فينيسيا تقول إنه يوجد طرق عديدة لمراقبة عمل المنظمات''. وقال إن هذه أهم نقطة يتم مناقشتها وإن عملية المراقبة يجب أن يشملها القانون بحيث ينص على الأشياء التي يجب حظرها ووضع محددات لذلك. وأشار لامبينندس إلى أن ''المناقشات لا تهدف للخروج بمشروع نهائي لأن هذا صعب، ولكن سنناقش المعايير الدولية والتي يجب أن يتضمنها مشروع القانون، ولن أقول شيئا جديدا عندما أقول أن المجتمع الدولي يركز على عمل الجمعيات الأهلية، وهدفنا هو إلقاء الضوء على التغييرات التي يمكن أن تحدث، وهو مسار اهتمام كبير لدى الاتحاد الأوروبي. وأضاف لامبينندس أن ''هناك درجة من الشك في المناقشات حول هذا القانون، وأعلم أن هناك شكا في أن هناك شخصا مثلي يريد أن يتدخل في شئونكم، كما أن هناك أناسا كثيرين في أوروبا يقولون إنهم لا يثقون فيما يجري في مصر، وأنا لا أحب مثل هؤلاء الناس. لكن تفاعلي معكم صادق ونأمل أن يعود هذا القانون بالنفع على الجميع''. وقال لامبينندس: ''نريد أن نعرف السقف الزمني للمناقشات التي ستدور حول هذا الموضوع.. وأن تتيحوا لأنفسكم فرصة لدراسة توصيات وتحليلات لجنة فينيسيا''. وأضاف أن ''هذا قد يستغرق بعض الوقت ولكن هذا مهم لهذا القانون، لافتا إلى أن وفد الاتحاد الأوروبي سيسلم للجنة تنمية القوى البشرية ملاحظات لجنة فينيسيا وعلى ثقة من أنكم ستضعونها محل اعتبار''.
هذه الزيارة تهدف إلى مناقشة قانون الجمعيات الأهلية، وهي فرصة لمناقشة الاجراءات الخاصة بمشروع القانون. ولنا في أوروبا خبرات وتجارب طويلة في التعامل مع المنظمات الأهلية، وخاصة بعد الثورات والدول التي انضمت من النظام الشيوعي إلى الاتحاد الأوروبي. ولكن في مصر الوضع مختلف لأن المصريين هم الذين أحدثوا هذا التغيير، والآن توجد فرصة مع الحكومة المصرية للتنسيق معها، ولجنة فينيسيا هي هيئة مستقلة عن مجلس أوروبا وتقوم بالتنسيق مع اللجنة. كان هناك فضيحة حول عمل المخابرات الأمريكية لتعذيب واختطاف والبرلمان الأوروبي شكل فريقا للتحقيق وكنت عضوا فيه، وقد طالبنا من لجنة فينيسا تقييمها حول مدى انتهاك ذلك للقانون الدولي. وقال عبد العظيم محمود رئيس لجنة تنمية القوى البشرية إن هذا القانون يتبع الاجراءات العملية السليمة بداية من اخراج مشروع القانون والموافقة عليه للنقاش، ولأخذ وجهات نظر الجمعيات الأهلية في هذا القانون، وقد بدا ذلك في مشروع القانون الأول، وحجم ساعات المناقشة داخل المجلس أو خارجه، وتم أخذ كل النقاط التي تم تناولها في هذه المناقشات.