طالب أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الحكومة العراقية ب''ضرورة المحافظة على اللحمة الوطنية لأبناء العراق الشقيق، ونبذ الروح الطائفية، والتصدي لدعاتها، وإيقاف سياسة إقصاء أهل السنة''. وأكد شيخ الأزهر في تصريحات إعلامية خلال استقباله رافع طه الرفاعي، مفتي العراق ، بمقر مشيخة الأزهر اليوم الاثنين، أنه يتابع الأوضاع الجارية في العراق، و''يدين كافة أعمال العنف والتفجيرات وترويع الآمنين من أبناء الشعب العراقي''. وأضاف أن ''هذه التفجيرات دخيلة على فكر أبناء هذا الشعب، ومن يقومون بهذه الأفعال مطعونٌ في وطنيتهم وانتمائهم لبلادهم؛ حيث إنهم ينفذون أهدافًا خارجية''. كما طالب شيخ الأزهر العلماء من كافة الطوائف العراقية ب''إصدار الفتاوى التي تحرم وتجرّم من يريد تقسيم هذا البلد وتخريبه، والتوحد والاصطفاف في خندق واحد أمام التيارات الوافدة''. ودعا الحكومة العراقية بضرورة العمل على ''بث روح الوحدة والتآخي والابتعاد عن سياسة الإقصاء الممنهج لبعض مكونات المجتمع العراقي''. وحث شيخ الأزهر منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية والجهات ذات الصلة من منظمات حقوق الإنسان وغيرها بالقيام بدور فعال في التحقيق في عمليات القتل الممنهج وظاهرة الجثث المجهولة التي أصبحت تملأ شوارع بغداد. من جانبه، أشاد مفتي العراق بمواقف الإمام الأكبر تجاه أهل السنة في العالم بعامة، وفي العراق خاصة، آملاً أن يفتح الأزهر أبوابه للطلاب العراقيين لدراسة المنهج الوسطي للإسلام. وتشهد المدن، التي يشكل السنة أغلبية سكانها، في العراق، مثل الرمادي والفلوجة وسامراء وكركوك والموصل وغيرها، منذ عدة أشهر احتجاجات وحركة اعتصام مفتوحة، بمشاركة عشرات الآلاف من السكان؛ للمطالبة برحيل رئيس الحكومة نوري المالكي، متهمين إياه بتبني سياسة إقصاء طائفي. وارتفعت وتيرة الاغتيالات في العراق في الأسابيع الأخيرة ضمن تصاعد أعمال العنف بالتزامن مع تصاعد الأزمة بين حكومة المالكي ومعارضيه في عدد من محافظات الشمال والوسط والغرب، خاصة ذات الغالبية السُنية الذين يتهمون المالكي باتباع سياسة طائفية وهو ما ينفيه الأخير.