قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن القوات النظامية السورية ومقاتلي الميليشيات ملتزمون بتوفير ممر آمن للمدنيين يُمكِّنهم من الخروج من القصير والبلدات المحيطة بها. وتشهد القصير معارك عنيفة بين الجيش النظامي السوري والمعارضة المسلحة. وأدى القتال إلى مغادرة آلاف المدنيين المدينة منذ بدأت الهجمات الحكومية هناك في أبريل 2013. ونقلت المنظمة، في تقرير لها الأحد عن نشطاء من المعارضة بالقصير قولهم إن الهجمات الحكومية الأخيرة على المدنيين الفارين، بما في ذلك هجوم تناقلته التقارير في 31 مايو ، جعلت عملية الفرار صعبة ووضعت المدنيين المتبقين – وبينهم جرحى كثيرون – في خطر داهم. أعربت رايتس ووتش عن عميق قلقها إزاء سلامة السكان المدنيين المتبقين وكذلك المصابين والأسرى من الجانبين. وأشار ت المنظمة إلى أنه ''ينبغي على الحكومات المعنية أن تضغط على السلطات السورية لكي تضطلع بما عليها من التزامات بموجب القانون الدولي الإنساني، وتشمل هذه الالتزامات عدم استهداف المدنيين، والسماح لمنظمات الإغاثة الإنسانية بالدخول الفوري، ومعاملة جميع المحتجزين بشكل إنساني''. وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش إن ''أي قوات تمنع المدنيين من مغادرة القصير، فهي بذلك ترتكب انتهاكات جسيمة لقوانين الحرب. يجب ألا تستهدف القوات النظامية السورية المدنيين وعليها أن تسمح بوصول الإغاثة إلى السكان المعرضين للخطر''.
في مرحلة مبكرة من القتال في سوريا، مثل العمليات الحكومية في درايا والمعضمية في شهر أغسطس 2012، وثقت هيومن رايتس ووتش هجمات انتقامية نالت من المدنيين، وشملت عمليات إعدام، بعد أن انسحب مقاتلو المعارضة. ''أوضاع بائسة'' من جهة، طالبت الأممالمتحدة والصليب الأحمر بضرورة الوصول إلى مدينة القصير السورية فورا لمساعدة المدنيين المحاصرين فيها. ووصفت المنظمتان الأوضاع في المدينة بأنها بائسة. وصفت الأممالمتحدة والصليب الأحمر في نداءات الأوضاع في القصير بأنها بائسة بعد أسبوعين من الهجمات التي تشنها قوات الجيش السوري للقضاء على قوات المعارضة المسلحة في المدينة. وقالت الأممالمتحدة إن أمينها العام بان جي مون يراقب القتال في القصير ''بانزعاج بالغ'' . ودعا الطرفين إلى السماح للمدنيين بمغادرة البلدة التي كان يقطنها 30 ألف نسمة. وذكر بيان للمنظمة الدولية ''أعين العالم عليهم .. وسيحاسبون على أي فظائع ترتكب ضد المدنيين في القصير''. وقالت فاليري آموس، منسقة الشؤون الإنسانية بالأممالمتحدة ونافي بيلاي مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان، إنهما تخشيان من أنه ربما يكون آلاف المدنيين محصورين في القصير. وأضافتا في بيان مشترك ''ندرك أنه قد يكون هناك أيضا 1500 مصاب في حاجة ماسة للإجلاء الفوري لتلقي علاج طبي عاجل وأن الوضع العام في القصير في غاية البؤس''. وفي ندائها، قالت جمعية الصليب الأحمر إنها طلبت وصول العاملين بها إلى القصير، وأكد استعدادها لدخول المدينة فورا لمساعدة المدنيين.