نشأت وكالة الفضاء الأوروبية (إيسا) مكتبا للمساعدة في إصدار إنذارات مبكرة عندما تكون هناك أجسام طبيعية مثل الكويكبات على وشك أن تصطدم بالأرض. وقد تجلى الخطر المحتمل بشكل صارخ في فبراير في انفجار نيزك فوق منطقة تشيليابينسك بوسط روسيا والذي أسفر عن تهشم زجاج النوافذ في منطقة واسعة وتردد انه أدى إلى إصابة نحو 1200 شخص. ويعد المكتب الجديد الذي يعرف بمركز تنسيق "إن إي أو" (الأجسام القريبة من الأرض) جزءا من معهد أبحاث الفضاء الأوروبي التابع ل إيسا والكائن في مدينة فراسكاتي، إيطاليا، بالقرب من روما. وقال ديتليف كوستشني، عالم الكواكب ورئيس قطاع (الأجسام القريبة من الأرض) في برنامج الوعي الظرفي بالفضاء التابع ل إيسا"إنه لمن المهم للغاية أن يتم الكشف عن الكويكبات في أقرب وقت ممكن بحيث يمكن التأكد من مسار حركتها". وأضاف: "ما يجري الآن جلبه وجمعه في فراسكاتي هو الخطوة الأولى نحو نظام أوروبي". ووفقا لكوستشني، فإنه سيتم جمع المعلومات بشكل رئيسي من قاعدة البيانات التابعة للموقع الديناميكي للأجسام القريبة من الأرض، والذي تديره إدارة ديناميات الفضاء في جامعة بيزا، جنبا إلى جنب مع بيانات من أنظمة وأجهزة استشعار أخرى. وقال إن مركز فراسكاتي سيمثل محور الدراسات العلمية الضرورية لتحسين خدمات الإنذار وتوفير بيانات تتعلق بالوقت شبه الحقيقي للعملاء الاوروبيين والدوليين. ومن المعروف أن ما يقرب من عشرة ألاف كويكب أو مذنب لديها مدارات قريبة من مدارات الأرض. وهي تشكل جزءا بسيطا من كل الأجسام الموجودة في نظامنا الشمسي. وعلماء الفلك على علم بنحو 90 في المئة من الأجسام القريبة من الأرض والتي هي حقا ضخمة وخطرة - فإذا اصطدم احد هذه الأجسام والذي يبلغ قطره أكثر من كيلومترا واحدا بكوكبنا فإنه قد يسبب ضررا بالغا.
وقال كوستشني: "هذا هو تقديرنا للأجسام الكبيرة بما فيه الكفاية ... وبالنسبة للأجسام الأصغر، التي يبلغ قطرها من 100 إلى 200 متر، فلسنا على دراية جيدة بها مثل الأجسام الكبيرة حتى الآن، لسوء الحظ". وأشار إلى انه تم الكشف عن نسبة صغيرة فقط من الأجسام الأصغر حجما، وبالتالي فإن لها مدارات محسوبة، مضيفا إلى أن تأثير الأجسام القريبة من الأرض ال "صغيرة"، على سبيل المثال في المحيط، يمكن أن يتسبب في حدوث تسونامي (موجات مد عاتية) مدمر.
ما هي الإجراءات التي يمكن اتخاذها إذا تم تحديد أن هناك تهديد فضائي؟ قال كوستشني: "إذا كان قطر الكويكب أصغر من مئة متر، فعلى المرء أن يهرول بعيدا ، ويكون الإجلاء أمرا ضروريا" وأضاف قائلا أما بالنسبة للأجسام الكبيرة، فإنه من المهم أن يتم رصدها قبل سنوات قليلة من حدوث تأثيرها حتى يمكن اتخاذ قرار بشان التدابير الوقائية المناسبة. ولكي يمكن الانحراف بكويكب يسلك مسارا تصادميا مع الأرض ، فإنه يمكن تصور أن إطلاق مركبة فضائية للاصطدام به . والاحتمال النظري الآخر هو استخدام ما يعرف باسم جرار الجاذبية، وهو مركبة فضائية ضخمة تظل تحوم بالقرب من الكويكب لسنوات، وتقوم ب "سحبه" تدريجيا وذلك بالطبع بمساعدة أجهزة دفع وخاصية التجاذب المتبادل للأجسام.
وقال كوستشني: "أنا واثق من أننا سنرصد كويكبات ضخمة قبل سنوات (من وصولها للأرض)- أعني في الوقت المناسب". وأضاف قائلا إن هناك احتمالا أخيرا وهو استهداف الكويكب القادم في اتجاه الأرض بانفجار نووي. وفي حين أن هذا الاحتمال يبدوا مثيرا للجدل، إلا أن تفجير قنبلة ذرية في الفضاء يمكن أن يعتبر في يوم من الأيام السبيل الوحيد لإنقاذ الأرض من دمار واسع النطاق.