قالت صحيفة تليجراف البريطانية إن المعارضة المصرية منقسمة بشأن المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة أو مقاطعتها، خاصة بعد إعلان الرئيس محمد مرسي بدء الانتخابات على أربعة مراحل في أبريل المقبل. وفي مقابلة مع الصحيفة نشرتها الأحد قال عمرو موسى الأمين العام السابق للجامعة العربية والقيادي في جبهة الإنقاذ المعارضة، إن الدعوة للانتخابات تقود البلاد إلى فوضى سياسية واقتصادية. وأعرب موسى عن رغبته في أن تتفق الجبهة فيما بينها إذا ما كانت ستقاطع أم لا خصوصا بعد دعوة الدكتور محمد البرادعي لأنصاره بالمقاطعة. وذكر موسى أنه بالرغم من أن الطرف الثالث مازال متأرجحا إلا أنه يود خوض المعركة الانتخابية، في حين يرغب البعض في تأجيل أو مقاطعة الانتخابات. وأشار موسى في الحوار إلى الخطأ ''التكتيكي'' الذي ارتكبته جبهة الإنقاذ في الاستفتاء على الدستور بعد أعلنت عن مقاطعتها ثم المشاركة في الانتخابات في أخر لحظة مما أضعف موقف الرافضين، وغلب ''نعم'' عن ''لا''. وقالت الصحيفة البريطانية أن الكثير من أنصار اليسارين والليبراليين والعلمانيين يعتقدون أنهم يمكنهم تحقيق مكاسب في هذه الانتخابات نتيجة تراجع شعبية الإخوان. وأوضحت تليجراف أن الكثير من المؤشرات أظهرت انهيار اقتصادي، وعدم قدرة الحكومة على احتواء الموقف بعد أن شهدت عديد من المحافظات تمرد أثرت سلبيا على المنشآت الحكومية وعلى حركة الصناعة. وتتوقع الصحيفة أن أي انتصار يحققه أي طرف في الانتخابات القادمة سيتسبب في تزايد العنف بين المتظاهرين. وقالت الصحيفة إن مرسي يجب أن يقوم بتامين البلاد اقتصاديا وذلك لأنها على شفا الإفلاس، حتى قبل أن يستلم قرض صندوق النقد الدولي. وتابع موسى في الحوار أنه انضم إلى جبهة الإنقاذ منذ سنة ماضية وذلك لتشكيل حكومة إنقاذ وطني لمواجهة الأزمات، وان هذه الحكومة كانت من المفترض أن تبقى لمدة سنة حتى استقرار البلاد. وأكد موسى على أن قناعته الشخصية تجاه الانتخابات هي الوجوب في المشاركة بها، لكنه أردف قائلا أن مصر الأن تمر بظروف خاصة معظمها سلبي، لذا تداخلت الأولويات، ورفض موسى إيضاح موقفه إذا كان مع المشاركة أم لا – حسب الصحيفة. ولفتت الصحيفة إلى أن مواعيد الانتخابات أثارت استياء مسيحيي مصر وذلك لتوافقها مع أعيادهم (الفصح وأحد السعف)، مشيرة إلى أن ذلك أوضح ضعف التنسيق. وقالت الصحيفة أن البرادعي كتب سبب مقاطعته للانتخابات عبر حسابة الخاص بتويتر مشيرا إلى أنه دعا من قبل إلى مقاطعة انتخابات 2010 لأنها كانت عار على العملية الديمقراطية، وهو الأن يعيد موقفه مؤكدا عدم مشاركته في عملية التضليل من جديد. وذكرت تليجراف أن المعارضة زعمت أن الانتخابات أديرت لصالح الإسلاميين، من جهة أخرى يرى المعارضين للمقاطعة أنها تدعم الإسلامين، بعد أن استحوذ الإسلاميين في الانتخابات البرلمانية السابقة على 70 بالمائة من المقاعد. وهاجم الإخوان المعارضة موضحين رغبة المعارضة في تكوين حكومة وطنية وذلك لرفضهم قبول فكرة أن الانتخابات تمت بصورة شرعية. وقال عمرو موسى ''لانشك في أن انتخابات الرئاسة تمت بشكل ديمقراطي وأن الرئيس مرسي جاء نتيجة هذه العملية الديمقراطية، لكننا نختلف الأن مع اختياراته، فهذا حقنا كمواطنين''.