ولد الكاردينال راتسينجر في عام 1927، واختير ليكون بابا الفاتيكان تحت إسم البابا بنديكت السادس عشر عام 2005. كانت عائلته البافارية متمسكة بالتقاليد تمتهن الزراعة، لكن والده كان يعمل شرطيا. وكانت دراسته في معهد للاهوت قد انقطعت بسبب الحرب التي جند خلالها للخدمة في وحدة للدفاع الجوي في ميونيخ. وكان راتسينجر عضوا بارزا في كلية الكرادلة. وعمل أسقفا لمدينة ميونيخ قبل انتقاله إلى روما في عام 1981. ومنذ ذلك الوقت، كان أحد أقرب مستشاري البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، وكان مشرفا على الهيئة المنوطة بمراقبة نقاء العقيدة على مدى 20 عاما. البابا شخصية خلافية. ويقول أنصاره إن ما مر به في ظل الحكم النازي أقنعه أنه يتعين على الكنيسة أن تقف إلى جانب الحق والحرية. لكن منتقديه يقولون إنه يقف ضد النقاش داخل الكنيسة. وكان وولف جانج كوبر، وهو معلق على الشؤون الدينية في ألمانيا، قد قال قبل انتخاب راتسينجر إن الكاردينال قد يصبح شخصية مثيرة للخلاف والشقاق. وأضاف أن الكاردينال ''عالم يفضل المناقشات العلمية'' بينما يفضل كثير من الكاثوليكيين قساوسة وأساقفة ''يمسون القلوب بكلماتهم''. وتخللت فترة تبوئه منصب البابا أحداث عاصفة مست الكنيسة الكاثوليكية، منها اتهام رجال دين كاثوليكيين بالضلوع في انتهاكات جنسية لأطفال، وقد بدأ مهامه في فترة صعبة تخللتها تغييرات جذرية في العالم. وقد ميز موقف البابا من فضائح انتهاكات الأطفال دعوته الى تحمل المسؤولية، في الوقت الذي كان آخرون داخل الفاتيكان يتحدثون عن مؤامرات، تهدف الى تشويه سمعة الكاثوليكية. ترسخت آراء البابا المحافظة خلال فترة الستينيات التي شهدت الثورات الطلابية وحركات الرفض للبنية الاجتماعية السائدة ،وقد عمل في التدريس في جامعة بون من 1959 إلى 1966.