أصدرت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، فتوى بتحريم تهنئة أهل الديانات الأخرى بأعيادهم، مؤكدةً أن لكل أهل ديانة شرعت لهم أعياد وأيام لم تشرع لغيرهم، فلا تحل مشاركة ولا تهنئة في هذه المناسبات الدينية التي هي من أخص ما تتمايز به الشرائع باتفاق. وقالت الهيئة الشرعية في بيانها على الصفحة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي ''فيسبوك''، ''الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على إمام النبيين، وخاتم المرسلين، وقائد الغر المحجلين، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، أما بعد؛ فإن الأصل في الأعياد الدينية أنها من خصوصيات كل ملّةٍ ونحلةٍ، وقد قال تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: 48] ، وقال صلى الله عليه وسلم [إن لكل قوم عيدًا] متفق عليه، فكل أهل ديانة شرعت لهم أعياد وأيام لم تشرع لغيرهم، فلا تحل مشاركة ولا تهنئة في هذه المناسبات الدينية التي هي من أخص ما تتمايز به الشرائع باتفاق''. وأشارت الفتوى إلى أنه ليس في ترك التهنئة أو المشاركة اعتداء أو ظلم أو ترك للأحسن كما قد يظن البعض، مؤكدةً على أن من طوائف النصارى من لا يهنئ الطوائف الأخرى بما اختصت به من أعياد بحسب معتقداتهم ولا يشاركهم فيها. وأضافت: ''فالمسلمون الذين لا يعتقدون في صلب السيد المسيح عليه السلام لا يحل لهم بحال التهنئة بقيامته المدعاة، قال تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَ?كِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} [النساء: 157]''. وأوضحت الهيئة الشرعية في فتوتها أنه بالنسبة لما يتعلق بالمناسبات الدنيوية فلا حرج في برهم والإقساط إليهم، وتهنئتهم - في الجملة - بمناسبات زواج أو ولادة مولود أو قدوم غائب، وشفاء مريض وعيادته، وتعزية في مصاب، ونحو ذلك، لاسيما إذا كان في هذا تأليف للقلوب على الإسلام، وإظهار لمحاسنه. وتابعت: ''وقد عاد النبي صلى الله عليه وسلم غلامًا يهوديًّا في مرض موته فعرض عليه الإسلام، فأسلم ثم مات من فوره، فقال صلى الله عليه وسلم [الحمد لله الذي أنقذ بي نفسًا من النار] رواه البخاري وغيره''. واختتمت فتوتها قائلةً: ''وبهذا الهدي النبوي الكريم يتلاحم أبناء الوطن الواحد، وتجتمع كلمتهم، وتفوت الفرصة على دعاة الاحتقان الطائفي والفتنة بين أبناء مصر، حفظ الله بلادنا آمنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين''.