الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح انتقد الدكتور علي أبوالحسن، أمين عام مساعد مجمع البحوث الإسلامية، ورئيس لجنة الفتوى السابق، الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح التي تضم عددًا كبيرًا من الدعاة السلفيين وأبرزهم الشيخ محمد حسان. وقال "أبوالحسن" إن فتوى الهيئة بعدم جواز تهنئة المسلمين للمسيحيين في أعيادهم ، تعد إفساد وليس إصلاحًا، مشيرًا إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام أوصى المسلم ببر الجار سواء كان مسلمًا أو مسيحيًا. وأضاف: نحن نهنئ المسيحيين بذكرى وفاة أو مولد سيدنا عيسى ونهنئ أنفسنا أيضًا، خاصة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "نحن أولى بعيسى منهم"، لافتًا إلى أن المسلمين سبق أن قاموا بمظاهرة في فرنسا بعد قيام جهة سينمائية بنشر صور لسيدنا عيسى في أوضاع غير لائقة. وكانت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، التي يرأسها الدكتور علي السالوس، قد أكدت في فتوى لها أنه لا يجوز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، قائله "لا تحل مشاركتهم أو تهنئتهم في مناسباتهم الدينية"، وذلك ردًا علي تساؤل ورد للجنة الفتوى للهيئة حول حكم تهنئة غير المسلمين بعيد القيامة ونحوه من الأعياد الدينية. وأضافت الهيئة في فتواها التي نشرت على موقعها الالكتروني مساء أمس، بجواز مشاركتهم في المناسبات الدنيوية وغير الدينية كزواج أو استقبال مولود أو نحو ذلك. وأوضحت الهيئة أن الأصل في الأعياد الدينية أنها من خصوصيات كل ملّةٍ ونحلةٍ، واستشهدت بقول النبي صلى الله عليه وسلم "إن لكل قوم عيدًا"، فكل أهل ديانة شرعت لهم أعياد وأيام لم تشرع لغيرهم، فلا تحل مشاركة ولا تهنئة غير المسلمين في هذه المناسبات الدينية التي هي من أخص ما تتمايز به الشرائع باتفاق. وأشارت الهيئة إلى أنه ليس في ترك التهنئة أو المشاركة اعتداء أو ظلم أو ترك للأحسن كما قد يظن البعض؛ فإن من طوائف النصارى من لا يهنئ الطوائف الأخرى بما اختصت به من أعياد بحسب معتقداتهم ولا يشاركهم فيها. ولفتت إلى أن المسلمين الذين لا يعتقدون في صلب السيد المسيح عليه السلام لا يحل لهم بحال التهنئة بقيامته المدعاة، وأما ما يتعلق بالمناسبات الدنيوية فلا حرج في برهم والإقساط إليهم، ولا في تهنئتهم- في الجملة- بمناسبات زواج أو ولادة مولود أو قدوم غائب، وشفاء مريض وعيادته، وتعزية في مصاب، ونحو ذلك، لاسيما إذا كان في هذا تأليف للقلوب على الإسلام، وإظهار لمحاسنه. وضربت مثلا بزيارة النبي صلى الله عليه وسلم لغلامًا يهوديًّا في مرض موته فعرض عليه الإسلام، فأسلم ثم مات من فوره، فقال صلى الله عليه وسلم "الحمد لله الذي أنقذ بي نفسًا من النار"، وبهذا الهدي النبوي الكريم يتلاحم أبناء الوطن الواحد، وتجتمع كلمتهم، وتفوت الفرصة على دعاة الاحتقان الطائفي والفتنة بين أبناء مصر.