أفتت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بأنه لا تحل مشاركة ولا تهنئة غير المسلمين في المناسبات الدينية التي هي من أخص ما تتمايز به الشرائع باتفاق. وأكدت الهيئة أنه ليس في ترك التهنئة أو المشاركة اعتداء أو ظلم أو ترك للأحسن كما يظن البعض، مشيرة إلى أن هناك من طوائف النصارى من لا يهنئ الطوائف الأخرى بما اختصت به من أعياد بحسب معتقداتهم ولا يشاركهم فيها. وأشارت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح - في ردها على سؤال حول حكم تهنئة غير المسلمين بعيد القيامة ونحوه من الأعياد الدينية - إلى أن الأصل في الأعياد الدينية أنها من خصوصيات كل ملَّةٍ ونحلةٍ، موضحة أن المسلمين لا يعتقدون في صَلب السيد المسيح عليه السلام، ولا يحل لهم بحال التهنئة بقيامته المدعاة، مستشهدة بقول الله تعالى في سورة النساء: {وما قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ ولكن شُبِّهَ لَهُم}. وأضافت: أنه لا حرج في بِرِّ غير المسلمين والإقساط إليهم، ولا تهنئتهم - في الجملة - بمناسبات زواج أو ولادة مولود أو قدوم غائب، وشفاء مريض وعيادته، وتعزية في مصاب، ونحو ذلك، لاسيما إذا كان في هذا تأليف للقلوب على الإسلام، وإظهار لمحاسنه. وتابعت الهيئة: "النبي صلى الله عليه وسلم عاد غلامًا يهوديًّا في مرض موته فعرض عليه الإسلام، فأسلم ثم مات من فوره، فقال صلى الله عليه وسلم: (الحمد لله الذي أنقذ بي نفسًا من النار) رواه البخاري وغيره، مضيفة "بهذا الهدي النبوي الكريم يتلاحم أبناء الوطن الواحد، وتجتمع كلمتهم، وتفوت الفرصة على دعاة الاحتقان الطائفي والفتنة بين أبناء مصر". وفيما يلي نص الفتوى: ورد إلى الهيئة الشرعية سؤال حول حكم تهنئة غير المسلمين بعيد القيامة ونحوه من الأعياد الدينية، وقد أجابت الهيئة بما يلي:- الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على إمام النبيين، وخاتم المرسلين، وقائد الغر المحجلين، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، أما بعد؛ فإن الأصل في الأعياد الدينية أنها من خصوصيات كل ملَّةٍ ونحلةٍ، وقد قال تعالى: {لكلٍ جَعَلنَا مِتكُم شِرعةً وَمنهاجا} [المائدة: 48] وقال صلى الله عليه وسلم: (إن لكل قوم عيدًا) متفق عليه، فكل أهل ديانة شرعت لهم أعياد وأيام لم تشرع لغيرهم، فلا تحل مشاركة ولا تهنئة في هذه المناسبات الدينية التي هي من أخص ما تتمايز به الشرائع باتفاق. وليس في ترك التهنئة أو المشاركة اعتداء أو ظلم أو ترك للأحسن كما قد يظن البعض؛ فإن من طوائف النصارى من لا يهنئ الطوائف الأخرى بما اختصت به من أعياد بحسب معتقداتهم ولا يشاركهم فيها. فالمسلمون الذين لا يعتقدون في صَلب السيد المسيح عليه السلام لا يحل لهم بحال التهنئة بقيامته المدعاة، قال تعالى: {وما قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ ولكن شُبِّهَ لَهُم} [النساء: 157]. وأما ما يتعلق بالمناسبات الدنيوية فلاحرج في برهم والإقساط إليهم، ولا تهنئتهم - في الجملة - بمناسبات زواج أو ولادة مولود أو قدوم غائب، وشفاء مريض وعيادته، وتعزية في مصاب، ونحو ذلك، لاسيما إذا كان في هذا تأليف للقلوب على الإسلام، وإظهار لمحاسنه. وقد عاد النبي صلى الله عليه وسلم غلامًا يهوديًّا في مرض موته فعرض عليه الإسلام، فأسلم ثم مات من فوره، فقال صلى الله عليه وسلم: (الحمد لله الذي أنقذ بي نفسًا من النار) رواه البخاري وغيره. وبهذا الهدي النبوي الكريم يتلاحم أبناء الوطن الواحد، وتجتمع كلمتهم، وتفوت الفرصة على دعاة الاحتقان الطائفي والفتنة بين أبناء مصر. حفظ الله بلادنا آمنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. ------------------------------------------------------------------------ التعليقات مروان الأربعاء, 04 يناير 2012 - 07:18 pm أنا اثق في هذه الهيئة كامل الثقة وذلك لأنها تضم كوكبة من العلماء المسلمين من الأزهر والإخوان والسلفيين وجماعة الإسلامية وغيرهم وبذلك تصير هيئة جامعة شاملة لكل أطياف الدعوة الإسلامية والفتوى التي تخرج من عندهم تكون موثقة بالضوابط الشرعية الأصيلة بدون مداهنات أو استرضاء لأطراف معينة