شد وجذب، برامج ''التوك شو'' تستضيف مرة أخرى خبراء ليتحدثوا عن نفس الموضوع لكن بصورة أكبر، قد تسمع فى أحد المواصلات العامة كلمة من هنا أوهناك عن ما سيتم الاستفتاء عليه فى خلال فترة قليلة ليصبح ''دستور مصر الدائم''. قد تريد أن تعلم أكثر عن المواد التي من المفترض أنك ستصوت عليها كمواطن مصري؛ فتلجأ للتليفزيون لتجد أن معظم القنوات تتحدث، ولكنك لا تستطيع تكوين وجهة نظر شافية، فتلجأ للجرائد لتجد أنك في نفس المشكلة، قد يكون ذلك بسبب أن مواد الدستور لم تكتمل بعد وصياغته لم تنتهي فلا يمكن أن يتم مناقشة المواد بوضوح كامل شاهد الفيديو الشعب يريد فهم الدستور ثم تسأل نفسك، هل سيظل الوضع الإعلامي على نفس النحو حتى يوم الاستفتاء ؟، هل ستجد فى الشوارع بعض المنشورات التي تقول لك أن توافق على الدستور أو لا لأن الدين أمرك بذلك؟، فتتذكر ''التعديلات الدستورية'' التي تم استفتاء الشعب عليها فى شهر مارس لعام 2011 وما حدث فيها، وتتذكر المنشورات التي تم توزيعها وقتها وجاء فيها أن ''نعم'' تعني الشريعة و''لا'' تعني كل ما هو ضد ذلك وتخاف أن يتذبذب رأيك مرة أخرى لمجرد أنك لا تجد التوعية الكافية من قبل التليفزيون والجرائد. ولن يتغير الوضع إذا كنت من رواد الإنترنت، فالحال لن يتغير كثيرا لأنك قد تجد المواد ولكن قد تجد بعضها غير مفهوم عليك كمواطن عادي لا يفهم فى القانون . ''هي فين المسودة دي أصلا''.. هكذا تساءل ''مجدي'' صاحب أحد المحلات بمنطقة وسط البلد؛ حيث أنه لم ير حتى الآن مسودة الدستور منشورة في أياً من الصحف مثلا أو حتى ''بتتباع عند بتاع الجرايد ''، ولم يختلف رأي ''عريان'' عن رأي ''مجدي'' ففكرة وجود دستور دون معرفة الناس به، أمر ليس سهلا كما أنه لا يفهم كيف سيصوت على دستور كامل ''على بعضه''، إذ رأى أنه '' لازم يتم التصويت على باب باب من رأيي، مش الدستور كله مرة واحدة، إزاي يا إما أقبل حاجة بحالها، يا إما أرفضها كلها، وكمان عشان ندي فرصة للتعديل، لكن اللي بيحصل ده تهريج ''. ويضيف المواطن ''عريان'' ليقول: '' احنا عندنا نسبة الأمية مرتفعة جدا، إزاي الناس اللي في القرى والنجوع هيصوتوا عالدستور ده، وهيعرفوا فيه ايه، من غير ما يكون فيه قنوات أو جرايد بتشرح الدستور بطريقة مبسطة وتقدمه للناس ''. أما ''محمد'' فيعتقد أن القنوات من وجهة نظرة منقسمة لجزئين فبعضها يتحامل على اللجنة التأسيسية والجزء الأخر يرى أن اللجنة على صواب دائما، كما أن القنوات والجرائد كلاً منهما يحاول أن يثير الوضوع طبقا لسياسته التحريرية ووجهة نظره، مؤكدا أنه لم ير على الإطلاق قناة أو جريدة تثير موضوع مواد الدستور من جهة محايدة لعمل توعية للمواطنين. ''أميرة '' لها رأي مخالف '' أنا سبب متابعتي للقنوات فى الأول كان المادة التانية، كنت خايفة يغيروها لأنها لو اتغيرت هنبقى دولة مدنية مش إسلامية''، ورأت أن '' الحملة الإعلانية اللى اتعملت الأول عشان الناس تشارك فى وضع الدستور كانت كويسة بس مستمرتش بعد كدة، والقنوات كل واحد بيجيب الضيوف اللى على مزاجه ومزاج القناة ''. على جانب آخر، انزعج ''إسلام'' من فكرة الترويج للمادة الثانية فى الإعلام للتغطية على مواد أهم منها مثل مادة ''سلطة الرئيس'' أو سلطة ''الحزب الحاكم''، مضيفا أن ''الكلام الفترة الجايه هيبقى عن الدستور بشكل أكبر، بس المشكلة إن الناس هيفرق معاها أكتر المواد المتعلقة بأكل العيش، مش أي مواد تانية، و المواد دى غالبا مش هتتغير''. وأضاف ''إسلام'' قائلاً: ''اللعب كله'' سوف يصبح على مواد نظام الحكم والسلطات ولكن الناس لا تهتم بهذه المواد، طالما أن المادة الثانية والمواد المتعلقة بحياتهم اليومية موجودة''، وتظل المشكلة - على حد قول - ''إسلام '' أن '' الإعلام مقصر جدا فى تعريف الناس بالدستور''. أما ''مهدي'' فقد قرأ معظم المسودة ويرى أن '' المواد كويسة بشكل عام، خاصة باب الحريات ونظام الحكم، لكن أنا نفسي حد من الفقهاء الدستوريين، يعمل برنامج عشان يشرح المواد اللي محتاجة تخصص قانوني للناس، بحيث يعرفوا بالتفصيل المواد دي ومعناها إيه ''. ومن جانبه، أكد الدكتور هشام عطية - مدرس الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة - قائلاً:'' إن المشكلة ليست فى الإعلام وحده؛ فالإعلام له نصيب الأسد بالطبع من مشكلة قلة التوعية الموجودة عند المواطن المصري فيما يتعلق بالدستور، ولكن الموضوع مقسم بين الجهة الثقافية والإعلامية والتربوية، فمن المفترض أن يكون هناك تعاون سريع بين وزيري التعليم وكلا من وزير الثقافة ووزير الإعلام لعمل حملات توعوية مكثفة للمواطنين بشأن مواد الدستور'' . وأضاف ''عطية'' قائلاً:'' القنوات التليفزيونية على اختلافها لا تهتم بالمواطن بشكل كبير، فنرى الضيوف من النخبة والموضوعات التى يتكلمون فيها عن الدستور خاصة بالنخبة أيضا، ولم نر مثلا العمال بشكل كبير على الرغم من اتساع دورهم سواء في الثورة أو في الحياة العادية''. واختتم الخبير الإعلامي حديثه قائلاً:'' يجب أن يتم وضع مخطط تثقيفي وتعريفي للناس بشأن الدستور، وعلى مستويات مختلفة ليصل لكل فئات المجتمع، لأنه حتى الندوات التي يتم عملها تكون فى أماكن مثل المراكز الثقافية ودار الأوبرا وتكون بعيدة أيضا عن متناول المواطن المصري العادي ''.