كثف الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني نشاطهما الانتخابي النهائي اليوم الاثنين حيث يقول الأمريكيون كلمتهم غدا في واحدة من أكثر الانتخابات الرئاسية تنافسا في التاريخ الأمريكي الحديث. وقبل أقل من 24 ساعة على فتح مراكز الاقتراع ، لم يعد يتبق أمام المرشحين إلا القليل من الوقت لتقديم وعودهما النهائية للناخبين وحث كل منهما أنصاره على الإدلاء بأصواتهم غدا الثلاثاء مع السعي لاستمالة الناخبين المترددين ودفعهم إلى المشاركة. وتوقف المرشحان صباح اليوم الاثنين في الولايات المتأرجحة المحتمل أن تحدد نتيجة الانتخابات. ويختتم أوباما نشاطه اليوم في ولاية ايوا ، ورومني في نيو هامبشاير قبل أن يتوجها إلى ديارهما لانتظار النتائج. ويمكن أن يحسم أي من المرشحين الانتخابات بسهولة حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن الفرق بين أوباما (51 عاما) ورومني (65 عاما) نقطة مئوية واحدة. وأظهر استطلاع للرأي نشره موقع ''ريال كلير بوليتكس'' تقدم أوباما بنحو 1ر0 بالمئة على المستوى الوطني اليوم الاثنين. وأعرب أنصار كل من المرشحين عن ثقتهم في أن مرشحهم هو الذي سينتصر. وتلقى الناخبون في الولايات المتأرجحة الرئيسية عددا كبيرا من المكالمات الهاتفية في آخر وقت لطلب دعمهم كما جرى بث إعلانات تلفزيونية تظهر كل مرشح على أنه الخيار الأفضل. وقال السيناتور روب بورتمان الذي يشارك في الحملات الجمهورية لحشد التأييد لصالح رومني في ولاية أوهايو المهمة، لشبكة ''سي ان بي سي'' اليوم الاثنين ''ستكون منافسة شديدة ولكنني أعتقد أن الزخم لصالحنا، وذلك لأن هذه القضايا الاقتصادية تدفع في نهاية المطاف الانتخابات إلى هنا في أوهايو''. ويسعى أوباما للفوز بولاية جديدة في ظل معدل بطالة يبلغ 9ر7 بالمئة. ولم يسبق أن فاز رئيس منذ الحرب العالمية الثانية بولاية ثانية في ظل معدل بطالة أعلى من 2ر7 بالمئة. ولا يزال النمو المسجل عام 2012 أقل من 2 بالمئة، إلا أن أوباما سعى لتذكير الناخبين بالأزمة الاقتصادية العميقة التي كانت البلاد تعاني منها وقت انتخابه قبل أربع سنوات.
وأدلى ما يقدر بنحو 27 مليون شخص بأصواتهم بالفعل في تصويت مبكر. وكان أكثر من 130 مليون ناخب أمريكي قد أدلوا بأصواتهم في انتخابات الرئاسة عام 2008 .
كما سيختار الناخبون 435 نائبا في مجلس النواب، ومن المتوقع أن يظل المجلس تحت سيطرة أغلبية جمهورية، ويختارون ثلث مجلس الشيوخ المؤلف من 100 عضو، والمتوقع أن يسيطر عليه الديمقراطيون بأغلبية بسيطة.
وتجري الانتخابات في الوقت الذي يتعافي فيه شمال شرق الولاياتالمتحدة من العاصفة ساندي، التي دمرت آلاف المنازل، وأودت بحياة أكثر من 100 شخص في الولاياتالمتحدة وحدها وتسببت في انقطاع الكهرباء وتوقف وسائل النقل العام. وقامت السلطات بنقل الوقود لملايين الأشخاص، خاصة في ولايتي نيو جيرسي ونيويورك اللتين كانتا الأكثر تضررا.
وفي إطار نظام الانتخابات الأمريكية ، لا يكون الفائز بالرئاسة هو من يحصل على أكبر عدد من الأصوات على الصعيد الوطني ولكن الذي يفوز بها هو الذي ينال العدد الأكبر من الأصوات المحددة لكل ولاية. وهناك عشر ولايات متأرجحة، حيث النتيجة فيها ليست محسومة ، وهي بمثابة المفتاح للوصول إلى 270 صوتا في المجمع الانتخابي الأمريكي وهو العدد اللازم للفوز بالرئاسة من إجمالي 538 صوتا في المجمع الانتخابي.
وتشير التوقعات إلى حصول أوباما على 243 صوتا في الولايات التي يسيطر عليها الديموقراطيون ، بينما يمكن أن يحصل رومني على 206 أصوات في المجمع الانتخابي ليضع مزيدا من الضغط على رومني ليكسب مزيدا من الولايات المتأرجحة.