شارك حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبي والمرشح الرئاسي السابق، في فعاليات مؤتمر المنتدي الديمقراطي لدول أمريكا اللاتينية بالعاصمة المكسيسكة مكسيكوسيتى، الذي ينظمه المعهد الفيدرالي للانتخابات، وألقى في التاسعة من مساء أمس، كلمة عن الديمقراطية والانتخابات فى دول الربيع العربي. وقال صباحي في كلمته إن''المصريين تمكنوا بوحدتهم في 25 يناير من إسقاط مبارك، ورفعوا شعارات''عيش و حرية و عدالة اجتماعية وكرامة إنسانية'' لكنها لم تجد طريقا للتحقق بعد، ثم جاءت انتخابات البرلمان وكانت نزيهة رغم أنه قد تخللها استخدام الدين والمال في شعب متدين بطبعه، لذلك يبقى سؤال جوهري هل من قاموا بالثورة وقدموا التضحيات وصلوا للسلطة فعلا عن طريق الانتخابات التي لا نعترض على قانونيتها ونزاهتها؟
وأضاف صباحي: ''النظام الحالي لن يحصل على شرعيته الحقيقية إلا عندما يحقق أهداف الثورة ويشرك جميع المصريين في السلطة، ومصر تستحق دستورا لا يحفظ الحقوق السياسية فحسب وإنما أيضا الحقوق الاجتماعية والاقتصادية لكل المصريين، الديموقراطية ليست متمثلة في انتخابات حرة فقط، ولكن الانتخابات الحرة شرط أساسي في تحقيق الديمقراطية، وأي نظام ديموقراطي يريد أن يكتسب شرعية يجب ان يربط بين الحرية و الحقوق الاقتصادية للناس، والديموقراطية لن تتحقق إلا عند التخلص أيضا من التبعية لاي تدخلات أجنبية''. وتابع صباحي أن ''النظام العالمي يجب أن يكون أكثر ديموقراطية، بحيث يضمن للشعوب الأكثر فقرا حقوقهم في المشاركة بالعالم وصناعة القرار، وما نطمح إليه في مصر لن يتحقق في يوم وليلة، لكننا مصرين على تحقيقه، ولدينا ثقة في الله والشعب''. وفي ختام كلمته، وجه''صباحي'' تحية للمكسيك، ومنظمي المؤتمر على استضافته، وقال إن الحضارة العريقة لمصر والمكسيك توجب علينا مد الأيدي للتبادل الثقافي والسياسي، مع الوضع في الحسبان ضرورة توحيد جهودنا من أجل التنمية الديموقراطية والاقتصادية هنا في المكسيك وفي دول أمريكا اللاتينية وفي مصر، وشكرا لاستضافتي''
وتأتى مشاركة صباحي في فعاليات مؤتمر المنتدي الديمقراطي لدول أمريكا اللاتينية، استكمالا لنشاط مكثف قام به منذ وصوله المكسيك، حيث التقى عددا من المسؤولين والسياسيين،من بينهم ليوناردو بالدس المستشار الأول للمعهد الفيدرالي، ودار الحوار حول تأسيس التيار الشعبي في مصر، ودوره في تعزيز المعارضة، في مرحلة ما بعد أول انتخابات رئاسية بمصر، وكذلك لقاء مع ''خسيوس سامبرانو'' رئيس حزب الثورة الديمقراطي ، أكبر حزب يساري في المكسيك، وعُقد اللقاء في مقر الحزب المركزي. وعرض ''سامبرانو'' أوجه التشابه بين التحالف الذي بناه الحزب اليساري الكبير في المكسيك والتحالف الشعبي الذي أسسه حمدين صباحي في مصر، وذلك بالإضافة إلى لقاءات اخرى أجراها صباحي مع الدكتور اليخاندرو لونا براموس رئيس المحكمة الفيدرالية العليا للانتخابات، وهي أعلي سلطة قضائية خاصة بالفصل في نتيجة الانتخابات بالمكسيك. وكان هناك لقاء آخر مع السيناتورة جبرييلا كويفاس رئيسة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ المكسيكي، وتطرق الحديث حول تجربة الانتخابات الرئاسية التي خاضها ''صباحي'' وحل فيها في المركز الثالث، وكذلك تاريخه البرلماني، والمقارنة بين نموذج النظام البرلماني في البلدين وكيفية تنمية العلاقات الثنائية بين مصر والمكسيك علي ثقافيا وسياسيا واقتصاديا، كما أجرى جولتي تعارف بمقر مجلس الشيوخ المكسيسكي والمحكمة الفيدرالية العليا للانتخابات.