مبارك مات سريريا، مبارك دخل في غيبوبة وتم إسعافه عدة مرات ولم يستجب، وأشياء أخرى تثار في الإعلام عن مصير''مبارك ''صحيا في سجن طرة، وتكون النتيجة كل مرة حدوث ضجة إعلامية هائلة بسبب وفاة الرئيس السابق، وأحيانا تكون الشائعة مقترنة بحدث ضخم قبلها وتستمر الشائعة فى الانتشار يوما كاملا أو يومين حتى يتم التأكد من عدم صحتها. بدأت الشائعات عن صحة مبارك حتى قبل أن يتم خلعه من منصبه، إلا أن التعامل معها كان مختلفا فى الحالتين؛ فعندما كتب الصحفي "إبراهيم عيسى" فى 2007 مقالا فى جريدة الدستور عن تدهور صحة مبارك، كان ذلك سببا كافيا لحبسه على ذمة قضية تم اتهامه فيها بنشر أخبار كاذبة، ولم يخرج منها إلا بعفو عام من "مبارك'' شخصيا. بعد أن قامت ثورة 25 يناير والتي أطاحت ب"مبارك" والكثير من رجاله، خرجت الكثير من الشائعات بخصوص صحة "مبارك" أو مكان تواجده؛ بعضها يقول أنه ليس فى مصر، والأخر يقول أن حالته الصحية تتدهور يوما بعد الآخر إلا أن شائعة موته كان لها النصيب الأكبر بعد الثورة، وترددت أكثر من مرة خاصة على المواقع الاجتماعية لسهولة تناقل الأخبار فيها. حدثت الشائعة الأولى المتعلقة بموت "مبارك" عندما فجرتها إحدى الصحف المصرية الخاصة؛ حيث قالت أنه ينازع الموت وطلب رؤية ابنيه "علاء" و"جمال"، و انتشر الخبر ك"النار فى الهشيم"، إلا أنه سرعان ما تم تكذيبه من قبل بعض نشرات الأخبار المصرية الرسمية. إلا أن شائعة موته الثانية التى نشرتها وكالة أنباء الشرق الأوسط يوم 20 / 6 من العام الحالي حازت تصديقا أوسع وأكثر؛ لأنها كانت عقب الحكم على " مبارك" فى قضايا قتل المتظاهرين بالسجن "المؤبد"، وكانت أقرب لأن تدخل إلى عقل المواطن إذ ربطها الناس بأن المحاكمة أثرت على حالته الصحية، و قال البعض آنذاك أن الشائعة هدفها هو تهريب مبارك للخارج عن طريق الإيحاء للناس بأن مبارك حالته الصحية لن تتحسن طالما أنه فى مصر. أخرون ربطوها بالمظاهرات التى خرجت في ميدان التحرير في نفس الفترة وطالبت بإسقاط المجلس العسكري؛ حيث قيل أن الشائعة تم تسريبها حتى ينشغل الناس بموت ''مبارك'' ليتناسوا مشكلة المجلس العسكري، لا سيما أن كلتا الشائعتين لم يكن لهما مصادر واضحة؛ حيث استخدمت الصحف مصادر مجهولة أو غير معروفة، ولكن الشائعة الثانية خاصة انتشرت حتى أن وكالة ''رويترز'' وبعض القنوات العربية نقلتها عن الشرق الأوسط. ومن الملاحظ أن الشائعة الثانية كانت قبيل الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية التى فاز فيها الدكتور محمد مرسي، وبعد فوز الرئيس ''مرسي''، لم تقم أجهزة الإعلام بترويج أي شائعات بخصوص صحة مبارك أو موته، حتى أن البعض على مواقع التواصل الاجتماعي تساءل عن ''مبارك''، ولماذا لم تخرج شائعة تتحدث عنه منذ فتره طويلة. يقول ''هشام عطية'' - الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة - حول هذا الأمر ''إن حدوث الانتخابات الرئاسية ووجود رئيس جديد لاسيما أنه ليس ''أحمد شفيق'' جعل الاهتمام عموما برموز النظام السابق أقل بكثير عما كان الحال قبل الانتخابات؛ حيث أصبح الناس ينظرون للرئيس السابق على أنه مجرد رجل مسن عنده مشاكل صحية كثيرة كمن هم فى مثل سنه، ويحصل على الرعاية كما ينبغي أن تكون، وأصبح الاهتمام منصبا أكثر على الرئيس الجديد ورحلاته و جولاته'' . ويؤكد ''عطية'' قائلاً:'' إن الاهتمام الإعلامي بصحة الرئيس عموما قبل الانتخابات كان له بعض الإسقاطات السياسية؛ حيث أراد بعض الرموز السابقة فى نظام ''مبارك'' أن يروجوا له ويكسبوا استعطاف الشعب معه مرة أخرى، وكان ذلك غالبا ما يحدث عن طريق تسريب معلومات عن صحته أو موته من مصادر غير معلومة، ويتم الدفع بتلك المعلومات لتنتشر بذلك الشكل السريع لينشغل الناس ربما عن قضايا أخرى أهم فى ذلك الوقت'' . واختتم استاذ الإعلام حديثه قائلاً:''إن أي معلومات مستقبلية عن صحة''مبارك''يجب أن تخرج من جهة مجلس الوزراء، أو الجهة الرئاسية الحالية، وأن تكون بأرقام واضحة، وليس فيها اختلاط أو تضارب كما حدث من قبل'' .