عبر الدكتور نبيل فاروق مؤلف سلسلة ''ملف المستقبل'' للخيال العلمي، عن إعجابه بفكرة الفيلم المقروء الأول ''كوابيس سعيدة'' في ندوة عقدت مساء الثلاثاء بمكتبة ''ألف'' بالزمالك لمناقشة الفيلم وتوقيعه بحضور مؤلف العمل شريف عبد الهادي والكاتب الصحفي أسامة غريب. وقال فاروق أن ما أعجبه في الكتاب هو التحدي الذي خاضه في مواجهة المادية البحتة التي يتعامل بها منتجو السينما مما يجعلهم يحجمون عن إنتاج أعمال لكتاب جدد أو أفكار جديدة مثل الخيال العلمي الذي يقدمه الكتاب. وأضاف ''كنت أشعر أنني بالفعل أشاهد فيلما بالسينما ولم يكن يفصلني عن هذا الشعور سوى المشاهد التي يظهر بها يوسف وهبي فيذكرني أنه ليس فيلما حقيقيا''. وعن ظاهرة الإسقاط النجمي التي يدور حولها الفيلم والتي استوحاها الكاتب من أحد المقالات لدكتور نبيل فاروق، قال إنها تشبه الحلم فهي بمثابة فصل الروح عن الجسد إراديا، والذهاب إلى عوالم أخرى دون حواجز مكانية أو زمنية، وهي تمكن الموهوب فيها من رؤية الكثير من الأحداث في زمن قياسي تماما مثلما يحدث بالأحلام. وتحدث عبد الهادي عن عمله والذي تولدت فكرته نتيجة لصعوبة إقناع منتجو السينما بتبني أي فكرة جديدة أو موهبة شابة، ونفى تماما وجود ''أزمة ورق'' بمعنى شح في السيناريوهات الجيدة، قائلا أن السيناريوهات مكومة لدى صناع السينما بالمئات يغطيها التراب إلا أن أحدا لم يقرأها. ثم تحدث عن فكرة ''الفيلم المقروء''، وقال أنه أراد أن يقدم العمل بالشكل الذي تصوره واستعصى عليه أن يقدمه فطرح الفكرة على دار النهضة وقد ترددوا قليلا خوفا من ردود أفعال الممثلين بالعمل إلا أنهم في النهاية قبلوا المجازفة، وقد لوقي العمل بترحاب من هؤلاء النجوم. وتقوم فكرة الفيلم على سيناريو مكتوب ولكن دون المصطلحات التقنية التي تدرج في أي سيناريو وقد استعاض الكاتب عنها بصور تبين المشاهد من الأعمال الحقيقية لأبطال العمل، حيث اختلق بطولة وهمية للمثلين الذين تصورهم الأنسب للقيام بأدوار روايته، كما حرص على أضفاء طابع سينمائي من خلال وضع ''تيتر'' البطولة في البداية واستراحة في منتصف الكتاب تماما مثل السينما، ويشارك تخيليا في بطولة العمل الفنان أحمد حلمي، ومنة شلبي، وبشرى، وغسان مطر، والنجم الراحل يوسف وهبي. وقال الكاتب الصحفي أسامة غريب أنه يعرف شريف منذ فترة ويعرف أنه صحفي مجتهد، وقد لمس موهبته وحماسه، كما قال أنه يلمس افتقادا كبيرا لنوعية أفلام الخيال العلمي في مصر والتي لاحظ أن دور العرض بالخارج تكاد لا تخلو منها، وبالرغم من أنه لم يكن يقرأ الكتاب إلا أنه حيا شريف على مثابرته ووعده بقراءة الكتاب وإبداء رأيه الصريح فيه سواء بالسلب أو الإيجاب. وافقه فاروق أيضا في شح إنتاج الخيال العلمي في مصر وأرجع ذلك إلى أن المنتجين يسعون وراء النجاح المضمون، فيأخذوا الأفلام الأجنبية الناجحة ويقوموا بتشويهها في نسخة عربية فقط ليبيعوا، ولا يقوموا أبدا بالمجازفة بعمل أصلي. وأضاف في نفس السياق أن السينما في المضي كانت تعتمد على الأدب مما كان يجعل لها طابعا مميزا أما الآن فتعتمد على الاقتباس وسرقة الأفكار وتظهر بشكل مشوه. وذكر أن فيلم ''حبيبي نائما'' والمأخوذ عن فيلم أجنبي يعتبر نوعا من المعالجة الكوميدية لفكرة هي في الأساس خيال علمي لكن تم تحريفها بسبب التخوف من عدم استقبال جديتها من الجمهور بترحاب. إلا أنه أكد على أن الخيال العلمي ليس دائما هو ''الجرافيك'' والإنتاج المهول، ولكن أحيانا يعتمد بالكامل على الفكرة وقد لا يحتاج لأكثر من 10 ثواني تصميمات جرافيك يعتمد عليها الفيلم وتخدمه بشكل جيد. وفي النهاية قال إنه في حالة تنفيذ ''كوابيس سعيدة'' في شكل سينمائي أو حتى أي فيلم آخر يجب أن نفصل العمل المقروء عن المرئي لأن لكل منهما مخرجه الذي يبدع فيه بشكل مختلف، وأكد على أن شريف عبد الهادي في كل الأحول قد دخل التاريخ بتجربته هذه كونه رسخ اللبنة الأولى في اتجاه لم يطرق من قبل، وأنه يتمنى أن تكون مدرسة جديدة للكتابة السنيمائية والتي قد تكون مصدرا جيدا لمنتجي السينما.