قال بصوت يملأه الحماس لقد قمنا بثورة على النظام السياسي وجاء الوقت الذي نثور فيه على الفساد في باقي جوانب حياتنا وأهمها صناعة الفن الذي يسوء يوما بعد يوم الذي يعتمد القائمين عليه على سياسةالاستسهال ولا يجهدون أنفسهم في البحث عن الطاقات الجديدة أو حتى الالتفات لها. ويعللون دائما تدني مستوى صناعة السينما بأنه لايوجد سيناريوهات جيدة. قال المؤلف الشاب شريف عبد الهادي، مؤلف أول فيلم مقروء بعنوان "كوابيس سعيدة"، تلك الكلمات التي تعبر عن معاناة كثير من شباب الكتاب الذين تلقى كتاباتهم في أدراج الجهات الإنتاجية وتتكدس على البريد الالكتروني للفنانين دون اهتمام. ذكرعبد الهادي للبديل أنه أحب الكتابة منذ صغره وبدأ في كتابة القصص القصيرة والمقالات على مدونته الخاصة "فبركة" ثم كتابة المقالات النقدية للأفلام على موقع "بص وطل" الإلكتروني والتي جعلته متابعاً لصناعة السينما، وبعد اشتراكه في ورشة سيناريو مع المخرج محمد دياب والمخرج عمرو سلامة واللذان تعلم منها أبجديات كتابة السيناريو ويدين لهما بالفضل الكبير, قرر أن يترجم ما تعلمه إلى سيناريو خاص به وشرع في ذلك في مايو 2009. أثناء ذلك تم الإعلان عن مسابقة ساويرس الفنية والتي تمنح ضمن جوائزها جائزة لأفضل سيناريو وتقدم لهاز حظي بإعجاب لجنة التحكيم التي كان من بين أعضائها المخرج الكبير الدكتور سمير سيف. وتحدث عنه الناقد على أبو شاي في حفل توزيع الجوائز، ووصل السيناريو ضمن أحسن 10 سيناريوهات متقدمة للمسابقة. وبدأ في رحلة البحث لمحاولة تسويق السيناريو حتى يخرج للنور لكنه أدرك حقيقة الأمر التي تتخطى معايير الموهبة وتعتمد على العلاقات الشخصية ودائرة المعارف الضيقة والكتاب المشهورين بالفعل. وبعد الثورة، وبعد فترة إحباط استمرت ثلاث سنوات خطرت إلى ذهن شريف فكرة جديدة لم تنفذ حتى الآن في مصر والعالم العربي وهي فكرة الفيلم المقروء وبدء شريف في تنفيذ الفكرة بشكل يجمع بين اللغة الروائية التي تتسم بالسرد والوصف واللغة السينمائية التي تعتمد بدورها على الإيقاع السريع والاعتماد على الحوار باللغة العامية حتى يجد القارئ نفسه يرى الصورة التي يقرئها تظهر أمامه. في بداية الفيلم المقروء ما يشبه تتر الفيلم والشخصيات وأسماء الفنانين الذين يجسدون الأدوار، ومنهم أحمد حلمي، بشرى، خالد صالح، منة شلبي، وصور لهم بانفعالات تعبر عن المشهد لإثراء الفكرة أكثر حتى لا تصبح شبيه بمجرد رواية. وعن سبب اختيار هؤلاء الممثلين قال شريف إنه كتب السيناريو وهو يرى أحمد حلمي في الشخصية فضلا عن حبه الخاص له هو والفنانة بشرى وعندما تحول لفيلم مقروء لم يفكر في أحد غيرهم. وأشر عبد الهادي أن الكاتب أحمد مراد، صاحب رواية "فرتيجو" قد نصحه بنشر النص في دار "نهضة مصر" والتي يُعرف عنها أنها دار تهتم بالأفكار الجديدة وتتبناها والمقرر صدور الكتاب في بداية شهر سبتمبر. واستعان شريف بالمخرجة نيفين شلبي لعمل برومو للكتاب بعد أن أصبح البرومو وسيلة جيدة يعتمد عليها الكتاب لتسويق أعمالهم. يتوقع المؤلف الشاب أن الفكرة ستفتح الباب للطاقات الشابة الموهوبة في كتابة السيناريو والتي لم تستطع أن تصل أعمالها للجمهور. وعن مضمون العمل، قال عبد المؤلف: إنها تدور حول سامح "أحمد حلمي" رسام كوميكس وهو شخص ضعيف البنية يواجه سخرية من التلاميذ الذين يدرسهم، فيتأزم نفسيا، ويقرر الهروب من واقعه إلى الإنترنت، ليتوصل إلى مسمى الإسقاط النجمي، وهي القدرة على أن يخرج بروحه خارج جسده وبالتالي التواجد في العوالم التي يريدها دون أن يراه أو يشعر به أي شخص آخر. وينجح البطل بالفعل في ذلك، ويكتشف عالم الجريمة والفساد، لكنه يكتشف قدرة أشخاص آخرين على فعل ما هو قادر على فعله أيضًا، لكنهم يستخدمون الإسقاط النجمي في أعمال الشر. Comment *