بعد أن كان الجمهور يتزاحم أمام شباك التذاكر فى دور العرض، جاء الوقت ليشاهد نجومه المفضلين فى أفلام مكتوبة، يقرأها على سريره وهو يستمع لمقطوعته الموسيقية المفضلة، ويرتدى ما يحلو له من ملابس، ومعه رفاهية أن يوقف العرض فى أى لحظة، ليعود ويستكمله مجددا فى الوقت الذى يحلو له عندما يكون فى "مود" يسمح له بذلك! كل هذا وأكثر تجدونه فى "كوابيس سعيدة"، أول فيلم مقروء بطولة أحمد حلمى وبشرى ومنة شلبى وخالد الصاوى ومحيي إسماعيل ولطفى لبيب وغسان مطر، تأليف شريف عبدالهادي، من إصدار دار "نهضة مصر" للنشر والتوزيع، كأول مشروع أدبى فنى من نوعه فى الأدب المصرى والعربى والعالمى، تحت عنوان "أفلام للقراءة"، التى تمزج بين طريقة عرض السينما ولغة الرواية، ويقوم ببطولتها نفس نجوم السينما المفضلين للجمهور، بحيث يعرف القارىء قبل بداية القراءة كل شخصية فى العمل والفنان الذى يؤدى هذه الشخصية، مع وجود صور للفنانين داخل العمل تتناسب مع الأحداث حتى يتعمق القارىء فى التفاصيل ويشعر وهو يقرأ أنه يشاهد فيلم سينمائى يكون هو المخرج الذى يخرجه فى خياله وعلى طريقته، مع مراعاة أن يتناسب كل فنان مع طبيعة الشخصية التى يمثلها حتى يكون هناك مصداقية .
وعن ظروف انتاج هذه التجربة الجديدة يقول الزميل والمؤلف شريف عبدالهادى: قمت بكتابة هذا الفيلم منذ 3 سنوات، وتواصلت مع عدد كبير من النجوم والكيانات الإنتاجية فى مصر لإنتاجه، وللأسف بعضهم قال أن الفكرة حلوة ويطلع منها حاجة ثم اختفى، والبعض الأخر تجاهل الأمر ولم يكلف خاطره حتى بقراءة العمل والحكم عليه!
وتم الاشتراك بهذا السيناريو فى مسابقة ساويرس الثقافية لعام 2009 وحظى بإعجاب لجنة التحكيم منها المخرج الكبير د. سمير سيف وتحدث عنه الناقد على أبو شادى فى حفل توزيع الجوائز، ووصل السيناريو ضمن أحسن 10 سيناريوهات متقدمة للمسابقة.
وبعد مشوار 3 سنوات، قررت أن أفكر فى بديل جديد حتى يخرج العمل للنور ولا يظل حبيس الأدراج، وفى الوقت نفسه يوجه رسالة للوسط الفنى الذى لا يقدر المواهب الشابة والأفكار الجديدة بكل أسف، ورغم ذلك يسرق الأفلام الأجنبية بحجة ان لدينا أزمة ورق!
فقررت تحويل السيناريو إلى قالب جديد لم يتم طرحه من قبل فى الأدب المصرى أو العربى أو حتى العالمى، وتقدمت إلى دار نهضة مصر للنشر والتوزيع بفكرة "أفلام مصرية للقراءة" كأول مشروع للأفلام المقروءة التى تمزج بين طريقة عرض السينما ولغة الرواية، والحمد لله لاقت الفكرة استحسان دا النشر، وعدد كبير من الفنانين والكتاب مثل الفنانة بشرى التى شكرتنى على ترشيحها لهذا الدور وتواجدها فى هذه الفكرة الجديدة التى وصفتها بأنها مبتكرة وتواجه العقم الفكرى الموجود فى الوسط الفنى، وكذلك الفنانة وفاء عامر، والكاتب أحمد مراد مؤلف روايتى "فيرتيجو" و"تراب الماس"، والكاتب محمد فتحى صاحب كتاب "مصر من البلكونة" وغيرهم.
والهدف من الفكرة هو فتح المجال لعدد كبير من كتاب السيناريو فى مصر من الذين ذاقوا الذل والعذاب وهم يتهافتون على النجوم والمنتجين والمخرجين دون أن يشعر أحد بأحلامهم، ولا يفكر على الأقل ان يقرأ سيناريوهاتهم للحكم عليها، فإذا أعجبته يأخذها، وإن لم تعجبه يبدى ملاحظاته وتوجيهاته.
ولو نجحت الفكرة سيصبح كل سينارست قادرا على طرح أفلامه مباشرة للجمهور حتى يقرأها ويستمتع بها ونجدد الدماء والأفكار بدلا من العقم الفكرى الموجود فى السينما المصرية، والإبتلاء بأفلام هابطة إما مسروقة من أفلام أجنبية ويتم تنفيذها بشكل قمىء، أو من خيال كتاب نصف موهوبين وكل مؤهلاتهم للكتابة هى علاقاتهم بالوسط الفنى ليس أكثر، مع الإعتراف بوجود كتاب كبار ونجوم مهمين لكن إذا ما أخذنا الأمر من منظور النسبة والتناسب فسنجدهم قلة قليلة فى الوسط الفنى.