قال البروفسير ناعوم تشومسكي، الأستاذ مدى الحياة في معهد ماسوسوشيتس إن الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي باراك أوباما ومنافسه حاكم ولاية ''ماساشوستس'' ميت رومني لم تتعامل مع أكثر القضايا الحرجة التي تواجه العالم اليوم وهما قضيتي ''الدمار البيئي'' و''الحرب النووية''. واضاف تشومسكي في مقاله المنشور على موقعه الرسمي أمس السبت إن هاتين القضيتين يتعلق بهما مصير العالم، متسائلا ''لماذا لم يهتم أوباما ولا رومني بهما، وماذا سنفعل حيالهما؟''
بالنسبة لقضية ''الدمار البيئي''، قال تشومسكي لا يمكن تجاهل ظاهرة الاحتباس الحراري، وذوبان الجليد، ففي العام الماضي اختتمناه بذوبان بحر القطب الشمالي.
كما أشارت كافة تقارير “منظمة الأمم المتحدة'' إلى أن ظاهرة ذوبان جميع المسطحات الجليدية أصبح بحلول عام 2020 بدلا من 2050. ولفت تشومسكي إلى عدم قيام الحكومة باتخاذ أي إجراء فعال لموجهة ظاهرة الانبعاثات الحرارية من الصوب الزجاجية، بل جاء رد الحكومة مغايرا لذلك قاموا بوضع خطة لاستغلال المعادن الموجودة بباطن بحر القطب الشمالي.
''الحرب النووية''
أما بالنسبة لقضية ''الحرب النووية''، والتي تحتل مكانا كبيرا في الصحف اليومية، أشار تشومسكي إلى أن اسرائيل قامت على عكس إيران برفض التوقيع على اتفاقية حظر استخدام الأسلحة النووية، وذلك على الرغم من امتلاكها المئات من الأسلحة النووية، وتاريخ طويل في العنف.
وكل ما تقوم به اسرائيل تحت مرأى ومسمع من أمريكا بل ودعما منها، أما في حين اذا رغبت إيران في تطوير برنامجها النووي فإن المخابرات الأمريكية تجهل الأمر برمته.
ووفقا لأخر تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت انها لا تستطيع ان تشرح ''غياب علمها بوجود مواد نووية معلنة في إيران، وهذا ما يناقض توجيه اتهامات امريكية لإيران بتخصيب اليورانيوم، لكنها في نفس الوقت لا تستطيع اضافة أي معلومات جديدة للنتائج التي توصلت لها المخابرات الأمريكية.
وقال تشومسكي إن احتمالية أن تطور إيران سلاحا نوويا طغى على الحملات الانتخابية، بينما حقيقة أن إسرائيل لديها أسلحة نووية لم تناقش البتة في تلك الحملات.
وتطرق تشومسكي في مقاله عن أن إسرائيل ترفض الانضمام لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية إلا بعد اتفاقية سلام عامة في المنطقة، والتي – بحسب تشومسكي لن تكون مادامت إسرائيل مستمرة في أنشطتها غير القانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشار أيضا إلى أن واشنطن لازالت متمسكة بموقفها وتصر على استثناء إسرائيل من مثل هذه الاتفاقية الإقليمية (إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية)، وقال ''إننا قد ندفع إلى حرب تدميرية قد تكون نووية''.