فاض بها الكيل فذهبت إلي قصر الرئاسة بمنطقة العروبة ولم تتكمن من عرض مشكلتها ثم توجهت الي ديوان المظالم بقصر القبة لم يرد علي طلبها أحد، وقررت الذهاب إلي منزل الرئيس بالتجمع الخامس، أخبرها رجال الأمن بأنه خرج منذ الصباح ولا يعلمون مكان توجهه ولن يأتي اليوم، انتظرت حتي آذان المغرب، وحتي كادت أن تفقد وعيها من مشقتها، ثم عادت إلي المنزل لتبدأ دوامة جديدة في الغد محاولة الحصول علي مساعدة تنقذ حياتها. '' حياتي أنا وجوزي وأولادي في خطر ولو جوزي اتسجن هنبقي أنا وولادي في الشارع وأنا ولا هعرف أشتغل في بيوت عشان عندي القلب وولا هعرف اشتغل بشهادة مخدتهاش، عاوزين من الرئيس إنه يحس بينا لو كنا فعلا أهله وعشيرته اللي كان بيتكلم عنها ويحسسنا إننا من البلد دي بدل الغربة اللي عايشينها فيها''. هذا ما حاولت '' دعاء.ع'' 24 سنة، ربة منزل، وصفه، مع تجاهل كل من الجهات لمساعدتها، من قنوات دينية وجمعيات خيرية، وإعلاميين لامعين، قوبلت منهم جميعاً إما بالمعاملة السيئة أو بالتجاهل من الأساس، أو بالمساعدة التي لا تساعد في المشكلة. تحكي مشكلتها التي وقفت بها أمام قصر العروبة وتقول '' لدي ثلاث أطفال و زوجي لديه مشروع صغير لصيانة الكمبيوتر، وعندما بدأ استثمار البعض أموالهم لديه بالمشروع، قام العاملين به بسرقة بضاعة تقدر بربع مليون جنيه، قام بالإبلاغ عنهم وتم الحكم عليهم بسنتين وثلاث سنوات، وانتهي المشروع ولم تعد لنا أموالنا ولا عمل زوجي. وتابعت، رفع أصحاب هذه الأموال قضايا علي زوجي لعدم ردّه لأموالهم التي سرقت، وتم الحكم عليه بسنة وحكم آخر بثلاث سنوات، ولو تم حبسه بالفعل سنشرد أنا وأبنائي لعدم امتلاكي أي شهادة ممكن أن أعمل بها، كما أنني لا استطيع أن أعمل بسبب إجرائي عملية في القلب''. وتسرد ''دعاء '' قصصها الطويلة التي بدأت منذ عامين وحتي الآن مع الجمعيات الخيرية التي لم تستطع مساعدتها والإعلاميين التي طالما يدعون الناس لعرض مشاكلهم، ويلقون بأوراقهم في الأدراج، ورجال الدين الذين يظهرون علي الشاشة مبتسمين مُعلمين الناس كيفية أن '' الدين مُعاملة''، ودرئهم لها حين لجوئها إليهم بمنتهي الفظاظة. وعندما فتح الرئيس محمد مرسي أبواب دواوين المظالم التي جددت لها الأمل ذهبت علي الفور إلي قصر القبة لتقديم شكواها هناك، ووجدت من دلّها علي قصر العروبة، ونصحها بتقديم إخطار عاجل به ليتم حل مشكلتها في أسرع وقت، ووجدت أيضاً في قصر العروبة، من قال لها أن من قال لك ذلك مُخطئ، '' ارجعي مكان ما جيتي''.