من أمام القصر الرئاسى بمصر الجديدة تجد تجمعات من المواطنين المعتصمين ، تنظر فى وجوههم فتجدهم أحياناً صامتين تائهي النظر، كل منهم يعيش على أمل تحقيق مطلبه الذى يوفر له أدنى متطلبات الحياة، وأحياناً يتصارعون بالكلمات التى تدين نظام مبارك الذي تسبب بما هم فيه الآن منتظرين الخلاص على يد رئيسهم الجديد مرسى.رصدت "بوابة الوفد " مجموعة من المشاكل والطلبات لهؤلاء المواطنين الذين يمثلون قطاعاً كبيراً لم تسمح لهم ظروفهم بالتواجد أمام القصر للمناداة بمطالبهم . 13سنة من غير معاش في البداية قالت سماح محمد إن زوجها متوفي منذ 13 عامًا ولديها ثلاثة أبناء، ومنذ أن توفي زوجها لم تحصل علي معاش من أي جهة. واستكملت: "أنا أعمل في خدمة البيوت ولكن ما أحصل عليه لايكفي إحتياجاتنا الأساسية " وأضافت: " وكل ما أطلبه من الدكتور محمد مرسي أن يشعر بنا وأن أحصل علي شقة أو حجرة صغيرة أعيش فيها مع أبنائي، وأن أحصل علي معاش زوجي لكي أنفق علي أبنائي وسوف يكون ذنبهم في رقبة الدولة إذا لم أستطع أن أجعلهم يكملوا تعليمهم" . وأكدت إنها معتصمة أمام القصر الرئاسي منذ تولي الدكتور محمد مرسي الحكم .. وقدمت أكثر من 7 شكاوي سواء في ديوان المظالم بقصر عابدين أو في القصر الرئاسي نفسه، وفي كل مرة يعطوهم أرقام تليفونات ويطلبوا منهم الإتصال بها .. ولكن للأسف في كل اتصال يكون الرقم "مرفوع من الخدمة". وأشارت أنها سوف تبقي معتصمة أمام القصر الرئاسي حتي تجد حلا لمشكلاتها .. وإن وصل الأمر سوف تقتل أحد أولادها أمام باب القصر لعل أحدا يشعر بها . وأضافت: " البلد دية عاوزة قانون يحكمها لأن بدون القانون الناس هتاكل بعضها" ، علشان كده أناشد الدكتور مرسي أن يشعر بنا لأنه أكد أكثر من مرة إنه إبن الشعب وإحنا إنتخبناه لكي يجد لنا حلا لمشاكلنا ". معيلات ..معيلات "أنا سيدة مطلقة منذ سنتين ونصف وعندي طفل صغير " هكذا بدأت إحدي السيدات – رفضت ذكر إسمها حديثها معنا .. مشيرة إلي أن الرئيس مرسي أكد في أول خطاب له علي مساعدة المطلقات والأرامل . وأضافت إنها منذ طلاقها وهي تعيش مع والدتها "عالة عليها " – علي حد قولها - فهم ثلاث أسر يعيشون في شقة واحدة ضيقة وهي علي "باب الله " و ليس لديها أي مصدر رزق لتنفق عليه هي وابنها، وكل ماتطلبه من الرئيس مرسي أن توفر لها الدولة غرفة تأويها وعمل ثابت يضمن لها مصدر رزق دائم " . 200 آلو ومحدش رد وأثناء حديثنا مع باقي المعتصمين وجدنا شيخا عجوزا يبكي بصحبة زوجته، توجهنا إليه لمعرفة شكواه .. فأكدت لنا الزوجة أن سبب بكائه هو ابنهما فؤاد المحكوم عليه بالسجن المؤبد، لأن ضابطا بقسم شرطة العمرانية " لفق" له قضية مخدرات – علي حد قولها- وأنه قضي عشر سنوات يتنقل من سجن إلي آخر حتي إستقر بسجن الفيوم .. ووالده لم يره منذ أكثر من أربع سنوات لأنه رجل عجوز – 84 عاماً - لايقدر علي السفر لكي يري ابنه .. بالإضافة إلي " أننا لا نستطيع تحمل تكاليف السفر لأننا نعيش علي معاش زوجي الذي لا يزيد عن 160 جنيهاً شهرياً . وأضافت: " ذهبت لتقديم شكوي في قصر عابدين وأخبرونا أنهم خففوا 5سنوات من المحكوم عليهم بالمؤبد .. ولذلك لم أستطع تقديم أي شكوي هناك وجئت هنا لتقديم شكوي بالقصر الرئاسي، وأعطوني أرقاما لكي أتصل بها ولكن لم يرد علينا أحد حتي الوقت الحالي . للمعاقين.. كلام وبس أما عاطف عبد الستار فيروي مشكلته حيث أنه كان يعمل سائقاً ولكن قام بعمل حادثة أثناء قيادته تسببت في إصابته بإعاقة بساقيه الإثنين .. وإستطاع أن يحصل علي شهادة تأهيل لتشغيل ذوي الإعاقة من وزارة التضامن الإجتماعي وذهب بها لمحافظ المنوفية ولكنه رفض مقابلته . واستطرد: " ذهبت بعد ذلك إلي جامعة القاهرة في اليوم الذي ألقي فيه الدكتور مرسي خطابه بالجامعة، واستطعت مقابلة مدير أمن بورسعيد الذي اصطحبني إلي مكتبه وإتصل بمحافظ المنوفية الذي وعده بتوظيفي في وظيفة شاغرة عنده في إدارة الزراعة .. وبالفعل ذهبت له ولكنني فوجئت به يطلب مني ترك أوراقي وأنه سوف يتصل بي علي الرغم من وعده بتوظيفي في نفس اليوم . وأضاف " لم أجد حلا سوي الإعتصام هنا أمام القصر الرئاسي.. قمت بتقديم شكوي منذ أكثر من 15 يوماً وأعطوني أرقام تليفونات لمتابعة شكواي ولكن لم يخرج علينا أحد ليطمئنا أو يسمع لمشاكلنا .. فأنا لا أريد سوي عمل أستطيع من خلاله أن أعيش أنا وأبنائي وزوجتي الذين تركتهم في الشارع لأنني لا أجد مكانا أسكن فيه" . شغل يوم و10 لأ " جئت من الاسكندرية للإعتصام هنا أمام القصر الرئاسي يمكن ألاقي حل لمشكلتي ".. هكذا بدأ عم محمد يروي لنا مشكلته الذي دفعت به لتركه بلده والمجئ للقاهرة للإعتصام أمام قصر العروبة .. وأضاف : أنا بشتغل فواعلى وأعمل باليومية وعندى ثلاثة أبناء وزوجتى مريضة تحتاج للدواء كل شهر وأسكن فى شقة إيجار جديد ، يزيد صاحب العقار الإيجار فى كل شهر ، ونظراً لطبيعة عملى بشتغل يوم وعشرة لأ، وفى الوقت الأخير أصابتنى حساسية الصدر فأصبح من الصعب أن أعمل كفواعلى أو فى أى وظيفة تعتمد على القوة " واستطرد: " أنا كل طلبى الآن هو أن تضمن الحكومة حياة كريمة لمن يعملون خارج إطار العمل الحكومى ، فالموظف الحكومى لديه بطاقة للسلع التموينية وعلاج توفره له الدوله بالمجان ، لكن الناس الغلابة اللى زيى يعملوا إيه ؟ فين عدالة التوزيع التي نادت بها ثورة 25 يناير؟ !" .