سأعمل معكم في كل لحظة من ولايتي الرئاسية..سأغلب في ذلك مصالح الوطن العليا, عاقدا العزم علي إرساء مبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية وإزالة كل أشكال الظلم والفساد والتمييز.. سأعمل علي نهضة الاقتصاد ورفع المعاناة عن ملايين المصريين من أجل حياة كريمة.. سأتواصل مع الجميع وستظل أبوابي مفتوحة غير مؤصدة.. كما أنني أرحب بكم دائما وسأظل علي اتصال دائم بكم.. بهذه الكلمات القليلة توجه الرئيس محمد مرسي إلي الشعب المصري من قلب ميدان التحرير خلال مليونية تسليم السلطة لتكون هذه الرسالة السبب في توافد المئات من المتظاهرين أمام قصر الرئاسة الذي لم يكن ليجرؤ أحد علي المرور بجانبه لو من بعيد! إنه الباب المفتوح الذي وعد به الدكتور مرسي ليجد نفسه محاصرا بين يوم وليلة من أصحاب الحاجات الذين ذهبوا عسي أن يكون الحل لدي ساكن القصر الجديد لنجد مشاهد الإعتصامات والتظاهرات قد انتقلت من الميدان إلي تحرير آخر أكثر قربا من مصدر السلطة مع اختلاف الأعداد الموجودة يوميا سواء بالزيادة أو النقصان منذ وعد مرسي بالتواصل. الأهرام المسائي قضي يوما بينهم كان الهدوء سيد الموقف في أوله خاصة عند بعض البوابات التي تخلو الساحة تماما أمامها ولكن مع مرور الساعات بدأ الزحام في السيطرة علي المكان.. وكأن قوات الأمن حول القصر اعتادت هي الآخري علي المشهد الجديد حيث أرشدنا أحدهم علي أحد البوابات التي يتظاهر أمام عدد من المواطنين قائلا روحوا واحنا شوية وهنجيلكم هناك. كان هناك بعض الأسر التي ذهبت بأكملها واجتمعت حول القصر لتفترش الأرض.. بعضها لديه أكثر من طلب وشكوي والبعض الآخر ذهب باحثا عن حق أحدهم وتعددت المطالب والجميع لا يقول سوي جملة واحدة الريس وعدنا وأنا نفسي في كذا ويظل كل منهم يتحدث عن رغبته في سكن أو وظيفة بمرتب ثابت لشباب الخريجين أو حق معتقل مسجون تنتظر أسرته لحظة اللقاء ومطالب آخري يعبر عن أصحابها وأثناء الحديث تظل العيون معلقة بأبواب القصر فقد حفظت طريقها نحوها في انتظار الأمل الذي يختفي خلف أسوار القصر, حكايات كثيرة تحدثت عن نفسها وصور إنسانية عديدة ننقلها إليكم عبر السطور التالية.. الحاج عبد العزيز وزوجته القعيدة: مش هنتحرك من قدام القصر إلا علي المستشفي! الديب كان عايز ينقل مبارك من أوضة متكلفة7 ملايين عشان يكمل علاج.. طب أنا عايز أعالج الست دي.. تلك اللافتة التي وضعها الحاج عبد العزيز أحمد علي قدمي زوجته العاجزتين وهو يمر ذهابا وإيابا أمام بوابات القصر في انتظار قرار علاج علي نفقة الدولة.. عايز حق مراتي في العلاج.. هكذا بدأ الحاج عبد العزيز حديثه عن زوجته الحاجة رضا أسيرة الكرسي المتحرك التي تحدثت قليلا حيث كان وجهها البائس يتحدث نيابة عنها.. هذه التجاعيد التي أخفت وراءها الكثير من الحزن لتترك زوجها يتحدث عن المأساة التي بدأت عام2010 عندما سقطت زوجته لتصيبها جلطة في المخ وشلل كامل لتلازم بعدها الفراش والكرسي المتحرك. ليستكمل حديثه قائلا كنت ضحية الحصانة التي كان يتمتع بها أحدهم ليكون السجن مصيري منذ مارس2010 وحتي قيام ثورة يناير, ليخرج عبد العزيز بعدها باحثا عن عمله وسكنه فلا يجد أي شيء سوي زوجته التي لا تفارق كرسيها المتحرك. يأتي للقصر يوميا في انتظار مقابلة الدكتور مرسي وتسلم قرار العلاج عن نفقة الدولة وهنا بدأ عبد العزيز الحديث عن علاج الرئيس السابق في أفضل المستشفيات في الوقت الذي لا يستطيع فيه علاج زوجته المسنة لأنه لا يملك من حطام الدنيا شيئا قائلا هما الغلابة يعني ملهمش حق يتعالجوا.. ولا مكتوب عليهم المرض لحد ما يقابلوا رب كريم!. لتظل نظراته معلقة بزوجته المسنة طوال حديثه ويعود لنقطة البداية من جديد مؤكدا أنه تحمل الفقر والظلم في عهد النظام السابق لأنه ما كان باليد حيلة أما الآن وبعد الثورة التي أنصفت الفقراء وجاءت برئيس جديد من الشعب فإنه يطالبه برعاية المواطنين الغلابة أكثر من عانوا طوال سنوات حكم النظام السابق علي حد قوله. لينهي الحاج عبد العزيز حديثه مؤكدا عدم رغبته في أي شيء حتي لو كان حقه لأنه لا يريد الآن سوي بدء تلقي الحاجة رضا للعلاج مشيرا إلي استمرار اعتصامه أمام القصر حتي يتخذ المسئولون قرارا بشأن أسيرة الكرسي فهو لن يقودها بعد الآن إلا إلي المستشفي أو يفعلها أهل الخير رحمة بزوجته المسكينة لو الحكومة معهاش فلوس تعالجها علي حد قوله. من مسعود الفلسطيني الي الرئيس مرسي: عايش هنا من40 سنة ونفسي في الجنسية المصرية! جاء من الأرض المحتلة بحثا عن وطن جديد.. قضي عمرا بأكلمه في مصر وطوال40 عاما هي مدة إقامته في مصر ظل يبحث عن الجنسية المصرية ليذهب أخيرا إلي قصر العروبة ليطلب من الدكتور مرسي تحقيق الحلم المنتظر وهو الحصول علي الجنسية المصرية من الوطن الذي عاش فيه وأسرته.. ذلك الحلم الذي طالما تمناه في وجود النظام السابق ولم يتحقق أبدا ليتجدد الأمل فيه مع قيام الثورة ويأتي للرئيس الجديد طالبا الجنسية المصرية ورسالته تقول امنحني الجنسية المصرية أعطيك حبا ووفاء لهذا الوطن. إنه مسعود ماجد المواطن الفلسطيني المقيم في مصر وهو أحد المعتصمين أمام القصر انتظارا لعرض طلبه علي الرئيس الجديد للبلاد عسي أن يحققها له بعد سنوات من الحرمان والتجاهل حيث بدأ حديثه مشيرا إليه وأسرته التي تعيش في مصر منذ40 عاما أو أكثر ولم يحصلوا علي الجنسية المصرية منذ أن جاءوا إلي مصر وذلك رغم تحديد مدة الحصول علي الجنسية في أي بلد بألا تتعدي الخمس سنوات. ولكنه النظام القديم الذي مكث علي حرمانه من طلبه بل أنه حاول مقابلة الرئيس السابق أكثر من مرة علي حد قوله ولكن دون جدوي وأحيانا كان الرد غير المباشر يأتينا بأننا في بلد يعاني كثافة سكانية فكيف لكم أن تطلبوا الجنسية ؟!. ليؤكد مسعود أن هذا حقه المشروع الذي لن يصمت عليه مجددا لذا فهو يشدد علي استمراره في الاعتصام أمام القصر للحصول علي شرف الجنسية المصرية ولكنه توقع أن تحصل قضيته علي اهتمام الرئيس المصري الذي طالما أظهر تعاطفه واهتمامه بالقضية الفلسطينية حتي أيام اعتقاله في عهد النظام السابق, وأنهي حديثه قائلا أملي في تحقيق حلمي كبير لأن الرئيس مرسي لم يغفل القضية الفلسطينية في معظم أحاديثه وخطاباته. نادية خليل من علي رصيف المعتلقين: أبحث عن ابني الضائع! إنها ساحة القصر المليئة بأهالي المعتقلين الباحثين عن الحرية.. طالت أو قصرت تلك الفترة التي قضوها خلف الأسوار ولكنهم جميعا جاءوا لمطالبة الدكتور مرسي بالوفاء بعهده والإفراج عن المعتقلين ممن سجنهم النظام السابق وكمم أفواههم.. رسالة كتبها أهالي المعتقلين علي أسوار القصر ليتذكر الرئيس وعده. تلك الرسالة التي كانت تجلس تحتها نادية خليل محمد والدة مصطفي الشاب الذي غاب عنها طويلا.. حيث تركت الرصيف الذي لازمته طويلا ما ان علمت بهويتنا لتأتي إلينا مسرعة رغبة في توصيل رسالتها إلي الإعلام حيث بدأت حديثها قائلة ممكن صوتي يوصل من خلالكم ؟!. إنه صوتها المكتوم الذي انفجر في البكاء عندما بدأت سرد تفاصيل حكاية ابنها الضائع حيث بدأت حديثها قائلة ده لسه صغير و مش حمل كل البهدلة دي حسبي الله و نعم الوكيل. قالت بدأت الاعتصام لأستعيد ابني مصطفي نادي عبد العظيم الذي كان يعمل سائق ميكروباص علي خط جيزة فيصل وكان ذلك قبل اندلاع الثورة ببضعة أيام حيث رفض الاستجابة لطلب أحد الضباط الذي كان يرغب في استغلال سيارته.. الأمر الذي كان يعوق نجلي عن تدبير نفقاته وأخوته لأنه المسئول عن أبنائي. ووجهت رسالتها إلي الدكتور مرسي الذي ذاق طعم الظلم والسجن علي حد قولها أنا معرفش ابني فين دلوقتي وعايزه الرئيس يفرج عنه لأنه مظلوم وكل ذنبه أنه كان ضحية ضابط معدوم الضمير!, لتنهي حديثها مؤكدة استمرار اعتصامها حتي عودة ابنها المظلوم خاصة وأنه المسئول الوحيد عن الأسرة. خريج الحاسب الآلي في انتظار ترخيص الكشك! صوت بكاء شديد تسمعه عن بعد.. ومع كل خطوة تقترب فيها من مصدر الصوت تكتشف أنه ليس صوتا واحدا فلم يكن نابعا من شخص واحد بل كان بكاء مختلطا بين الأم ورضيعها.. هذه السيدة التي كانت تبكي علي بكاء رضيعها وعلي حال زوجها الذي كان هو الآخر يبكي حال طفليه الكبيرين اللذين جلسا علي الرصيف الملاصق لبوابة القصر والحزن لا يفارق ملامحهما.. هذه هي حال أسرة خريج المعهد العالي للحاسب الآلي والذي ينتظر الوظيفة التي قدم عليها منذ15 عاما وزوجته ربة المنزل التي لا تملك من حطام الدنيا شيئا فهي سيدة مسئولة عن رعاية3 أطفال صغار بينهم طفل رضيع يحتاجها كل لحظة.. ليبدأ الأب في سرد شكواه للرئيس مرسي قائلا تخرجت من معهد عال ومعي شهادة ولكن لا يوجد وظيفة.. وهذا هو الحال حتي بعد الزواج. ليصمت للحظات ثم يبدأ من جديد وكأنه كان يقارن وضعه بعد التخرج بوضعه الآن حيث قال والله حرام.. أنا دلوقتي في رقبتي أسرة مطلوب مني أوفر لهم كل حاجه أو حتي الحاجات الأساسية بس!, ليروي مأساته مع عمله السابق في الكشك الذي كان يصرف منه علي الأسرة بأكملها حيث قام بعمل كشك صغير في أحد الشوارع الجانبية ليكون مصدر رزق ثابتا وفي نفس الوقت كان يقوم باستكمال الأوراق المطلوبة منه لعمل ترخيص الكشك ولكن كانت البلدية تحصل علي عدة كل بضعة أيام حتي انتهي الأمر بهدم الكشك. وهنا بدأت الدموع تتساقط من عينيه عندما تذكر لقمة عيشه الضائعة والتكاليف التي تكبدها لبناء هذا الكشك وتجهيزه مشيرا إلي أنه ذهب للحي حتي يستكمل الأوراق فكان الرد استني لحد ما يتحط التشكيل الوزاري الجديد ليعلو صوته قائلا: ولادي ياكلوا منين لحد ما يعملولي الترخيص ؟!. لينهي حديثه مؤكدا استمراره في الاعتصام أمام القصر حتي مقابلة الدكتور مرسي لأسرته مشيرا إلي أن ما يطلبه ليس أمرا مستحيلا خاصة أن الرئيس قام بالفعل ببحث شكاوي بعض المعتصمين الذين وجدوا أمام القصر طوال الأيام الماضية ليوجه كلامه للرئيس مرسي أنا مستني أقابلك لأن الغلابة انتخبوك عشان تسمعهم وتحل مشاكلهم لنتركه ولا يزال يكرر مطلبه الوحيد ترخيص الكشك لأنه مصدر رزق أطفالي الوحيد. إعاقته لم تمعنه من الوصول للعروبة عاطف عبدالستار: الاعتصامات في دمي ولن أرحل! دائما وراء كل اعتصام.. من ميدان التحرير إلي العباسية ووصولا إلي قصر العروبة.. هذه هي رحلته المستمرة وراء كل اعتصام مؤكدا أنه ليس مخربا أو محبا للفوضي ولكنه يبحث دائما عن حقوقه لأنه مواطن مصري وله حقوق وعليه واجبات لذا فهو في رحلة مستمرة للبحث عن حقوقه. يقول عن نفسه احب الاعتصامات وأشعر برغبة دائمة في سماع مطالب الناس, إنه عاطف عبدالستار الرجل الذي لم تمنعه إعاقته من الاعتصام حيث بدأ حديثه قائلا أنا أمام القصر الرئاسي منذ قالها الدكتور مرسي في الميدان ولن أرحل لأنني رجل محب للثورات والاعتصامات لأنها طريقة مفيدة في إحكام الرقابة والتخلص من أي شخص يظلمنا والبحث وراء حقوقنا. أما عن مطلبه الشخصي فيقول جئت من أجل الحصول علي فرصة عمل بمرتب ثابت استطيع من خلاله تدبير نفقات أولادي لأنني معاق ولا أجد أي باب للرزق لذا قررت المجيء إلي الدكتور محمد مرسي ليعرف مشكلتي ويساعدني علي حلها رحمة بأولادي لكنه أبدي حزنه الشديد من بعض الحرس الذين لا يهتمون بأخذ الشكاوي من المواطنين ويري عبد الستار أن وجود ديوان للمظالم فكرة لا بأس بها لأن وجود لجان متخصصة لحل مشاكل المواطنين سيساعد كثيرا علي إنهاء الاعتصام أمام القصر ولكن شرط الاستجابة السريعة من خلال بحثها ومعرفة أبعادها وكيفية البدء في تنفيذها ليوجه رسالته لمسئولي ديوان المظالم قائلا الناس دول محتاجين مساعدة فعلا واستكمل عبد الستار حديثه قائلا إن مطالب الثورة العيش والحرية والعدالة الإجتماعية آن لها أن تتحقق الاهتمام بمطالب وشكاوي هؤلاء المتقدمين للمظالم أول خطوة علي طريق تحقيقها. ولكن وسط حديثه عن مطلبه لم ينس عبد الستار أن يذكر الدكتور مرسي بحقوق الشهداء والمصابين الذين عانوا كثيرا طوال عام ونصف في كل الأحداث التي تلت ثورة يناير بداية بأحداث ماسبيرو مرورا بأحداث محمد محمود ومجلس الوزراء نهاية بأحداث العباسية وغيرها من الأحداث التي لم يأخذ ضحاياها حقهم حتي الآن لينهي حديثه برسالة قصيرة أراد توصيلها للرئيس مرسي قائلا أنظر إلينا واهتم بنا. مصطفي بائع الشاي يسرد تفاصيل يوميات القصر شاي.. قهوة.. حلبة.. ثلاث كلمات لا ينطق غيرها فهي مهنته الأساسية أما مقره فيتغير وفقا لمكان الاعتصامات وبالتالي كان عليه أن ينتقل إلي قصر الرئاسة مكان الاعتصامات الجديد ليبدأ في ممارسة مهنته.. إنه مصطفي بائع الشاي الذي يعرف شكاوي معظم الموجودين أمام القصر كما أنه شاهد علي ما يتم بخصوص تلك الشكاوي حيث يتابع وصولها من أيدي المواطنين حتي أفراد الحرس والأمن الموجودين في القصر. بدأ مصطفي في رواية بعض القصص التي سمعها أثناء تجوله حول السور حيث بدأ حديثه قائلا مين يقول إن أنا كان ممكن آجي هنا قدام القصر وابيع! مؤكدا أنها معجزة لأنه لم يكن ليجرؤ أي شخص علي المرور في هذه المنطقة لأنها تخص الرئيس وحده. ليقارن ذلك المشهد الذي لم يره بالوضع الآن حيث يتوافد المئات يوميا للقصر ويقومون بترديد الهتافات وعرض الشكاوي والطلبات بل ويعتصم بعضهم ولكنه يري أن المواطنين بدأوا الاعتصام ولم يكن قد مضي علي وجود الدكتور مرسي في القصر سوي أيام معدودة وهي مدة غير كافية علي حد قوله. واستكمل حديثه قائلا إنه يستفيد من هذه الاعتصامات في بيع الشاي والقهوة سواء للمعتصمين أو الإعلاميين الذين يأتون لتغطية الحدث يوميا, ثم بدأ في تحليل المشهد يوميا أمام القصر مشيرا إلي اللافتات التي تملأ المكان حتي وقت المغرب حيث ينصرف معظم المعتصمين ليبدأ نفس المشهد في صباح اليوم التالي ماعدا قلة قليلة تفترش الرصيف ليلا وتنام أمام القصر. ويشيد مصطفي بفكرة ديوان المظالم حيث يري أن وجود مكان خاص لاستقبال الطلبات والشكاوي لكل المواطنين خاصة أن معظم هذه الطلبات سهلة ويمكن تنفيذها كالحصول علي ترخيص كشك أو طلب توظيف أو سكن لأسرة فقيرة علي حد قوله بالإضافة إلي بعض أسر الشهداء. لينهي حديثه موجها رسالته إلي الرئيس مرسي أكدت لنا في الميدان أنك علي استعداد لمقابلة أي مواطن وقد جئنا حسب الموعد. موظف الكهرباء: فككوا الهيئة وطردونا! ينتمي لأكثر الفئات المطحونة في مصر.. إنها طبقة الموظفين حيث ساقه حظه العثر إلي العمل بكهرباء الريف قبل أن يتم تفكيكها في دمجها الشركات آخري بممتلكين جدد لم يرغبوا في استمرارنا داخلها.. هو محمد نصار الموظف بهيئة كهرباء الريف الذي بدأ اعتصامه منذ أربعة أيام وقد بدأ حديثه قائلا مش همشي من هنا إلا لما اخد حقي ليستطرد مأساته بعد طرده من عمله.. هذا الظلم الكبير الذي تعرض له علي حد وصفه واستكمل نصار حديثه عن الاعتصامات التي يراها وسيلة غير مجدية بل خاطئة من وجهة نظره ولكنها أيضا الأصلح بعد الثورة, ورغم اقتناعه بأن المدة الماضية في حكم الدكتور مرسي ليست كافية ليعتصم أمامه أصحاب الشكاوي ولكنه جاء إليهم بعد طول غياب وبعد سنوات كانوا يتمنون فيها أن يسمعهم أحد, أما عن الرئيس الجديد فهو يحتاج إلي فترة أطول لدراسة المشاكل التي تمر بها البلد ويعاني منها العديد من المواطنين لبحث كيفية الخروج من الأزمات المتراكمة التي سببها النظام القديم بفساده في الارض وتخريبه وظلمه للناس علي حد قوله, وتمني التوفيق للدكتور مرسي الذي جاء بعد مرحلة فساد طويلة عليه محوها وإزالة آثارها سريعا وأوصاه بالفقراء لأنهم كانوا ضحية النظام السابق كما أنهم السبب الرئيسي في وصوله لكرسي الرئاسة وعليه أن يتحمل تلك المسئولية الضخمة تجاههم. لذا وجه نصار حديثه للرئيس قائلا كل ما أريده منك الآن توظيف إحدي بناتي حيث أنني لدي خمس أبناء واحتاج إلي مساعدة ابنتي الكبري في تحمل نفقات الأسرة بأكملها, لينهي حديثه قائلا هو ده طلبي اللي جابني لحد القصر.