اسلام اباد (رويترز) - أشادت حكومات وزعماء بقتل أسامة بن لادن بوصفه نجاحا هائلا في الحرب ضد تنظيم القاعدة سيجعل العالم اكثر امانا لكن في بعض أجزاء العالم استعد السكان القلقون لمواجهة الانتقام. وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما بالبيت الابيض في كلمة بثها التلفزيون " مقتل بن لادن يمثل أكبر انجاز حتى الان في جهود بلادنا لهزيمة القاعدة." خارج البيت الابيض تجمعت الحشود للاحتفال وأنشدت الاغاني الوطنية ورددت شعارات أمريكية. كما رحب الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الذي كان رئيسا للولايات المتحدة حين وقعت هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على بلاده بقتل بن لادن. وقال بوش "يمثل هذا الانجاز الهام انتصارا لامريكا ولمن ينشدون السلام في شتى أنحاء العالم ولمن فقدوا أحباءهم في هجمات 11 سبتمبر 2001." وأضاف في بيان "القتال ضد الارهاب مستمر ولكن الليلة امريكا بعثت برسالة لا لبس فيها الا وهي ان العدالة ستتحقق مهما طال الوقت." وتجمع العشرات في موقع برجي مركز التجارة العالمي ولوح البعض بالاعلام الامريكية وقال مايكل بلومبرج رئيس بلدية نيويورك في بيان انه يأمل أن تأتي هذه الاخبار " ببعض المواساة لكل من فقدوا أحباءهم." وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان مقتل بن لادن "مبعث ارتياح كبير للكثيرين في شتى أنحاء العالم." وأضاف كاميرون في بيان "اسامة بن لادن كان مسؤولا عن أسوأ الاعمال الوحشية الارهابية التي شهدها العالم. ان العثور عليه نجاح كبير وهو لن يكون قادرا بعد الان على مواصلة حملة الارهاب العالمي التي كان يقوم بها." وقال رئيس البرلمان الاوروبي جيرزي بوزيك "استيقظنا على عالم اكثر أمانا." واستقبل النبأ باحتفالات في اسرائيل. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو "هذا نصر مدو للعدالة والحرية والقيم التي تتشارك فيها كل الدول الديمقراطية التي تقاتل بتصميم جنبا الى جنب ضد الارهاب." وأشار أوباما الى أن مقتل بن لادن لا يعني بأي حال من الاحوال أن تهديد القاعدة انتهى. وقال "لا شك أن تنظيم القاعدة سيواصل السعي لشن هجمات ضدنا... يجب أن نظل يقظين في الداخل والخارج وسنفعل." وفي افغانستان التي غزتها قوات تقودها الولاياتالمتحدة عام 2001 للقضاء على بن لادن وحركة طالبان التي وفرت له المأوى دعا الرئيس الافغاني حامد كرزاي طالبان الى وقف القتال. وقال في مؤتمر صحفي "يجب على طالبان تعلم درس من ذلك. يجب أن تكف طالبان عن القتال." ويتفق معظم المحللين على أنه على الرغم من أن قتل هذا الزعيم الملهم سيسدد ضربة للروح المعنوية لاتباعه فان بن لادن لم يكن له دور عملي كبير في التنظيم منذ سنوات. ويدار تنظيم القاعدة بأسلوب لا مركزي وبالتالي فان الاثر المباشر لقتل بن لادن سيكون محدودا. وفي حين أعلن زعماء دول أن العالم سيكون أكثر أمانا أعدت دول كثيرة مواطنيها لمواجهة الاسوأ. وحذرت وزارة الخارجية الامريكية رعاياها على مستوى العالم من "زيادة احتمال أعمال العنف ضد الامريكيين." وقالت الوزارة في بيان "نظرا الى عدم التيقن والاضطراب المحيطين بالوضع الحالي فاننا نحث المواطنين الامريكيين في المناطق التي قد تسبب فيها الاحداث أعمال عنف ضد الامريكيين على الحد من خروجهم من منازلهم وفنادقهم وتجنب التجمعات والمظاهرات." وأصدرت أستراليا تحذيرا مماثلا. وفي الدول التي توجد بها أعداد كبيرة من المسلمين أحيطت المدارس الدولية والسفارات والاهداف المحتملة الاخرى باجراءات أمنية اضافية تحسبا لشن عمليات انتقامية. واتسم رد فعل الهند صاحبة العلاقات المتوترة مع باكستان بالتناقض ازاء الخبر. ولطالما اتهمت الهند جارتها بالسماح للجماعات الارهابية بالعمل بحرية على أراضيها. وأشاد بيان أصدرته وزارة الخارجية الهندية بقتل بن لادن بوصفه "علامة فارقة ناجحة" وأضاف "يجب أن يستمر الكفاح دون توقف." غير أن بيانا لوزارة الداخلية أشار الى أن بن لادن لم يكن مختبئا في كهف بل في قصر على بعد 60 كيلومترا من اسلام اباد. وقال البيان ان هذا يزيد "المخاوف من أن الارهابيين الذين ينتمون الى تنظيمات مختلفة يجدون ملاذا في باكستان."