جوبا (السودان) (رويترز) - قال وزير في حكومة جنوب السودان يوم الاحد ان 55 مقاتلا على الاقل لقوا حتفهم عندما اشتبك جيش الجنوب مع ميليشيا من المتمردين في أحدث واقعة من موجة عنف تجتاح المنطقة قبل الاستقلال في يوليو تموز. وقال بيتر لام بوث وزير الاعلام في ولاية أعالي النيل ان العشرات من الجنود والمدنيين أصيبوا خلال الاشتباك. واختار جنوب السودان المنتج للنفط الانفصال عن الشمال في استفتاء أجري في يناير كانون الثاني بناء على نص اتفاق السلام الذي أبرم عام 2005 والذي أنهى عقودا من الحرب الاهلية في السودان. ومنذ هذا الاستفتاء والمنطقة تعاني من العنف والاضطرابات. وتقول الاممالمتحدة ان جيش جنوب السودان يخوض حربا مع سبع ميليشيات متمردة على الاقل بالاضافة الى اشتداد الاشتباكات القبلية التقليدية مع بداية موسم الامطار. وتقول أيضا ان 800 شخص قتلوا هذا العام حتى الان. ويحذر محللون من أن هناك احتمالا في أن يصبح جنوب السودان دولة منهارة وربما يزعزع استقرار المنطقة ما لم يتمكن من السيطرة على الازمة مع نزوح عشرات الالاف من ديارهم بسبب الصراعات المختلفة التي تشهدها تسع ولايات من اجمالي عشر ولايات. وقال بوث ان الجيش الشعبي لتحرير السودان اشتبك يوم السبت مع قوات موالية لجابرييل تانج وهو قائد منشق عن الجيش خلال ما كان من المفترض أن يكون إعادة دمج لقواته في جيش جنوب السودان. ومضى بوث يقول لرويترز "نعلم أنه على جانب قوات تانج قتل 55 منهم خمسة من جنرالاته" مضيفا أن معلوماته مصدرها جيش جنوب السودان. وأردف قائلا "ليست لدينا تقارير عن القتلى من الجيش الشعبي لتحرير السودان والمدنيين لكن (اجمالي) عدد القتلى لابد أنه أعلى بكثير" وقال ان ملكال عاصمة الولاية استقبلت 34 مصابا من جنود الجيش الشعبي لتحرير يالسودان و43 مدنيا. وذكر بوث أن الاشتباكات وقعت الى الجنوب من ملكال على الجهة المقابلة من ولاية جونقلي. ومن ناحية أخرى في جونقلي قتل موظف سوداني من برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة يوم الجمعة في كمين نصبه مجهولون كما ورد في بيان للبرنامج يوم الاحد. وفي ولاية الوحدة المجاورة بدأ بيتر جاديث الضابط المنشق عن الجيش الشعبي لتحرير السودان هذا الاسبوع هجوما مستمرا ضد جيش جنوب السودان وقال مسؤولون ان الهجوم أسفر عن سقوط 45 قتيلا على الاقل حتى الان. وقال متحدث باسم جاديث ان الهجوم سيستمر "حتى النصر". ويقول مسؤولون بالولاية ان انتاج النفط تضرر في الولاية بسبب العنف وقالوا انهم في البداية طردوا عمال من شمال السودان ثم أعادوهم مجددا الى مناطق النفط مما يبرز مدى الخطر الذي تمثله الاضطرابات على الاقتصاد. ولم يتسن لوزير الاعلام في ولاية الوحدة جيديون جاتبان توار تأكيد ما اذا كان العمال قد عادوا يوم الاحد. وتمثل ايرادات النفط نحو 98 في المئة من ميزانية الجنوب ولم يتم بعد تسوية الطريقة التي يجري بها تقاسم النفط مع الشمال بعد الاستقلال. ويتقاسم الجانبان حاليا النفط مناصفة وتمر خطوط الانابيب الوحيدة لتصدير النفط عبر الشمال. ولم يتسن لوزارة البترول تحديد مدى تأثر انتاج البترول الذي يبلغ 500 ألف برميل يوميا بالعنف. وتتهم حكومة الجنوب الشمال برعاية الميليشيات التي تحارب الجيش الشعبي لتحرير السودان وهو زعم تنفيه الخرطوم. وتتهم جماعات للمتمردين الحكومة بالتامر للبقاء في السلطة لاجل غير مسمى وأنها لا تمثل بشكل عادل كل المجموعات القبلية أو لا تدعمها جميعا وفي الوقت ذاته تهمل تنمية المناطق الريفية.