بداخل المسابقة الرسمية لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية وبقاعة المؤتمرات بمدينة الأقصر، تم اليوم الجمعة، عرض فيلم (الكرادوك الأربعة) للمخرج دافيد فوريس من جنوب أفريقيا، وأعقب العرض ندوة خاصة مع المخرج أدارها الناقد السينمائي طارق الشناوي . وأشار الشناوي في بداية الندوة إلى جلسة جمعته ببعض الأصدقاء قبل عرض الفيلم تحدثوا خلالها عن كيفية أن ينافس الفيلم التسجيلي للروائي ولأى مدى من الممكن أن يتفوق إحدهما على الآخر، فالفيلم الذي حصل على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين كان جانبا كبيرا منه تسجيليا، كما حصلت الأفلام التسجيلية على العديد من الجوائز. وقال المخرج دافيد فوريس أن هناك تشابه كبير بين ما حدث في جنوب افريقيا في عام 1985 والفيلم ،وبين ثورة 25 يناير في مصر. وأوضح أن هذه الأحداث كانت بمثابة المعجزة لهم في الجنوب والتي لم يتوقع أحد حدوثها سواء في جنوب افريقيا أو في مصر. وأشار فوريس إلى أنه واجه صعوبات عديدة أثناء تصويره للفيلم على مدار سبع سنوات، بداية من الحصول على تصريح من الحكومة من أجل مشاهدة التسجيلات القديمة لأحداث كرداك ،كما واجه صعوبات في إنتاج الفيلم وساعده صديق فرنسي في عمل إنتاج مشترك. وبسؤاله إن كان العمل للمصالحة وطى صفحة الماضي أم للتذكير بما حدث، أجاب بأنه بالنسبة له من المهم جدا أن نتذكر ما حدث، فالفيلم هو إعادة تذكير بما حدث وليس انتقام. وعبر المخرد الجنوب أفريقي عن سعادته بالتواجد في مصر في هذا الزخم التاريخي بمدينة الأقصر تحديدا . يذكر أن فيلم (الكرادوك الأربعة) تدور قصته حول شرطة الفصل العنصري والتي تقبض وتقتل أربعة من النشطاء الشباب في ليلة 27 يونيو الشتوية في عام 1985 في مدينة كيب الشرقية. وكانت هذه واحدة من أعنف وأشرس جرائم القتل السياسي التي اغتيل فيها ماثيو جونيو وفورت كالاتا وسبارو مكونتو وسيسلو مهلاوي .
هؤلاء أصبحوا فيما بعد نقطة تحول في تاريخ الدولة بدأت بإعلان حالة الطوارئ وإنتهت بالإفراج عن مانديلا.